نشرت صحيفة "كريستيان ساينيس مونتيور" مقالاً للكاتب "دان ميرفي"، حلل فيه بعض ما كتبه "واين وايت" ، المحلل الاستخباراتي السابق بوزارة الخارجية الأمريكية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط ، والذي انتقد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخير بتسليم طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي، إلى من أسماهم "الجنرالات" الذين يديرون مصر الآن . وحذرت الصحيفة كما ذكر موقع "اخبار مصرية" من سوء تعامل الإدارة الأمريكية مع الموقف المصري ، مشددةً على خطورة تقديم الإدارة الأمريكية لمخاوفها الأمنية قصيرة المدى على حقوق الإنسان في مصر، والأضرار المحتملة التي يمكن أن تصيب مصالحها على المدى الطويل في حال الإصرار على الانحياز لنظام الحكم القمعي ضد المعارضة . وقال "واين وايت" أن هؤلاء الجنرالات ، قالوا إنهم بحاجة لتلك الطائرات لمحاربة تنظيمات إرهابية تعمل على غرار القاعدة في سيناء، مشيرًا إلى أنه رغم اعترافه بأن مصر تواجه مشكلة حقيقية في سيناء، إلا أن هناك مخاوف حقيقية تتعلق بالضرر الذي يمكن أن يلحق بالولاياتالمتحدة بسبب موقفها مما يحدث في مصر . وانتقد "وايت" السياسة الأمريكية ، مشيرًا إلى أنها تتغاضى عن القمع والانتهاكات واسعة النطاق التي يقوم بها الجيش في سيناء ، بدعوى مساعدة الأنظمة الصديقة للولايات المتحدة في القضاء على المتطرفين الإسلاميين ، مؤكدًا على أنه على خلاف ما يعتقد الكثيرون، فإن هذه الجماعات لا تضع مهاجمة الأمريكيين وغيرهم من الأجانب على قائمة أولوياتها، وإنها تسعى بصفة أساسية إلى الإطاحة بنظام الحكم . وربط "دان ميرفي" كاتب المقال ما يحدث في مصر بما يحدث في العراق، حيث يقوم رئيس الوزراء نوري المالكي، بعمليات تطهير منهجي للعرب السنة من الحكومة ، ويستخدم مزاعم واتهامات ملفقة بالإرهاب لاعتقال وقتل أعضاء معارضيه. ويقول إن الولاياتالمتحدة رغم إدراكها خطورة ما تقوم به الحكومة الاستبدادية في بغداد ، إلا أنها وقفت مكتوفة الأيدي ولم تستخدم نفوذها لإجبار المالكي على تغيير سياسته، وعلى خلاف ذلك فقد سارعت إدارة أوباما لمكافأة المالكي بتسليمه أسلحة متطورة لقمع السنة، ونتيجة لذلك انهمرت صواريخ "هيلفاير" الأمريكية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام والأحياء السنية التي تدعمه. ويطرح "وايت" السؤال ويجيب عنه بالقول: " ما المشكلة في ذلك؟ ، المشكلة أن الولاياتالمتحدة بموقفها هذا تخاطر بأن تصبح هدفًا أكثر أهمية للجماعات المتطرفة التي تعاني من القمع الشديد من جانب أنظمة الحكم التي تدعمها أمريكا الآن". ويضيف أن الجهاديين في سيناء وسوريا والعراق إذا ظلوا تحت هذا القمع الشديد، وإذا شعروا بالهزيمة في صراعهم مع الأنظمة القمعية، يمكن أن يغيروا إستراتيجيتهم ويتحولوا من التركيز الضيق على حكومات مصر وسوريا والعراق إلى استهداف الأمريكيين والولاياتالمتحدة . ويشير وايت إلى أن الدعم الأمريكي للأنظمة القمعية، لم يمكن المالكي من استعادة "الفلوجة" ، كما أنه لن يحدد نتيجة الصراع في سيناء، ولكن المؤكد أنه سيعزز النظر إلى الولاياتالمتحدة كعدو ويجعل منها كبش فداء لهذه الجماعات. ويؤكد الكاتب في نهاية المقال، أن أمريكا يجب أن تحترم حق التعبير عن الرأي بطريقة سلمية، حتى وإن كنا نختلف مع أصحابها، كما يجب أن تحترم فقط الحكومات المنتخبة التي تحترم جميع مواطنيها، وهو ما لا تفعله إدارة أوباما في العراق ومصر.