وصفهم ب"المعيز" بعدما وصفوا كل ثائر في مصر ورافض للمهانة ب"الخرفان"، وبحلقة واحدة تذاع كل اسبوع على قناته الشهيرة بموقع اليوتيوب دمر الشاعر واليوتيوبر الشهير "عبد الله الشريف" بنيان أكاذيبهم الذي بنوه منذ انقلابهم في 30 يونيو 2013، مستخدما قاعدة يكررها دائمًا تقول "وأن إذا ضربت فأوجع فإن العاقبة واحدة". وبعدما وصل عدد مشاهدي حلقات برنامجه إلى 3 ملايين مشترك ومشاهد جن جنونهم، فلا يوجد برنامج واحد من برامجهم الكثيرة والتي يغدقون عليها ملايين الجنيهات وصل إلى هذا الحد من المشاهدة وهنا مكمن الخطورة، فأمر عباس كامل ذراع السفاح عبد الفتاح السيسي أحد أهم أذرعه "عمرو أديب" بفبركة حلقة مع فتاة تدعى "ريم" لتشويه سمعة صاحب البرنامج الشهير، وقامت الكتائب الإلكترنية باطلاق هاشتاج "ابن الحرام" و"عنتيل الدوحة". إلا أن المصريين الذين اكتشف بعضهم -متأخرًا– دجل وكذب جنرال الانقلاب وإعلامه وأذرعه وحكومته وبرلمانه، قابلوا ذلك بالسخرية من عمرو أديب وضيفته المزعومة والتي أطلقوا عليها "لهفة الحلواني"، وهو دور كانت تقوم به الممثلة دنيا سمير غانم، وكان مطلوبا منها أن تتقمص دور فتاة خليجية. جوز دنيا وللمفارقة الساخرة فإن زوج الممثلة دنيا سمير غانم المذيع رامي رضوان قد جرب حظه بالهجوم على "الشريف" إلا أن الأخير غسله في احدى حلقات برنامجه وأطلق عليه هاشتاج "جوز دينا"، وهكذا استعمل عبد الله الشريف سلاح العين بالعين في هجومه الكاسح على الانقلاب العسكري بمصر. وجن جنون عسكر الانقلاب بعد نشر "الشريف" تغريدة يوم 4 أكتوبر الجاري يقول: "اكتبوا عن #مجزرة_الاعدامات عن الرهائن المحتجزين في سجون العسكر وعن تعاملهم مع المصريين بمنطق العقاب في أعقاب كل صحوة كي ينتقموا منهم في أبنائهم ويثيروا الرعب في نفوس المستضعفين منهم، رحمة الله على خمسة عشر مصري قضوا بالأمس تحت مشانق الملعونيين في الدنيا والآخرة". ويبدو أن الجنرال عباس كامل ذراع السفاح السيسي احترقت كل كروت الدجل في يده، أو أن أصابعه التي يستعملها ويطلقها على رافضي الانقلاب لم تعد تستطيع إقناع بعوضة ترى وتسمع أكاذيب العسكر ليل نهار، ورغم ذلك لم يجد بدًّا من إطلاق الإعلامي عمرو أديب لينهش في سمعة "عبد الله الشريف" بعدما عجز أن يكذب ما يعرضه في حلقات برنامجه. وفبرك "أديب" مكالمة هاتفية مع فتاة مفترضة أطلقت على نفسها "ريم"، ونشر "أديب" تسجيلا صوتيا مفبركًا وزعم أنه ل"الشريف"، وهى المرة الثانية التي يلجأ فيها إعلام الانقلاب إلى مثل هذه الوسيلة القذرة في تشويه الخصوم مع الشاعر واليوتيوبر "عبد الله الشريف"، حيث كانت الأولى مع أحد محرري صحيفة اليوم السابع المخابراتية، والذي مسح به "الشريف" بلاط السوشيال ميديا. وزعم "اديب" أنه توصل إلى الفتاة لعرض الحقيقة كاملة على الجمهور، قائلا: "لم أهتم بما قال عبد الله الشريف ولكن ما يهمني الشباب ممن لم يفهموا الشريف جيدًا وتم تعرية هذا الشخص بشكل كبير ولا أتكلم عن موضوع أخلاقي وهو حر في علاقاته، ولكنه يقود لجانا إلكترونية وأي هاشتاج ضد مصر يبدأ فيه عبد الله الشريف وهذا عمله". يقول الناشط السياسي محمد فتحي: "واحد عامل في دولة بإعلامها وقنواتها كل دا وحلقته مش بتعدي تلت ساعة وفي الآخر يطلعولو تسريبات خايبة مقززة حتي تسرياتكم زبالة مش عارفين تبقوا نضاف ابدا #عبد_الله_الشريف كشف كم ضعف النظام التافه ووساخته". وفي رد فعل جنوني تسابقت اللجان الإلكترونية التي يديرها عباس كامل من مكتبه في مبنى المخابرات المصرية، في الهجوم على “اليوتيوبر” والمدون عبد الله الشريف عقب وصول المشتركين في قناته إلى 3 ملايين مشترك، وهو رقم ضخم وكبير أفزع قنوات وصحف ومواقع وإعلام الانقلاب. وتصدر وسم “المعيز” الذي أطلقه الشريف مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد صدارته قائمة الأعلى تداولاً بموقع “تويتر” في مصر لساعات، لا يزال ضمن أول عشرة وسوم بالموقع. ترهيب العائلة ولم تكتفِ عصابة الانقلاب باعتقال بعض أشقاء وأقارب الشريف بمحافظة الإسكندرية، ولا بحملات المداهمات المستمرة على منازلهم وتهديدهم وترويعهم وإنما لجأت لحملات التشوية وفبركة الاتهامات ضده وترويجها على الشبكة العنكبوتية، من خلال كتائب السفاح السيسي الإلكترونية. وكان الشريف هاجم عصابة العسكر وأطلق عليهم اسم “المعيز” ردًّا على إطلاقهم اسم “خرفان” على معارضي الانقلاب، الذي قاده السفاح السيسي ضد أول رئيس مدنى منتخب فى البلاد الشهيد محمد مرسي في يوليو 2013 عندما كان وزيرا للدفاع آنذاك. وتفاعل النشطاء مع حلقة المعيز ونشروا “أكاذيب وتضليل” إعلام العسكر ومؤيديه، وأعاد البعض نشر مقاطع لإعلاميين ورموز الانقلاب مع كشف مخالفتها الواقع. واحتفى مشاركون في الهشتاج بنجاح الشريف في استجلاب ملايين المشاهدات لحلقاته، وتصدر الوسوم التي يطلقها، ساخرين في الوقت ذاته مما اعتبروه فشلاً لعصابة انقلابية تدير ترسانة اعلامية وكتائب في الوقوف أمام فرد واحد. ومع نجاح حلقات برنامج "الشريف" وتصدرها مواقع التواصل وجه العسكر كتائبهم ولجانهم الإلكترونية للهجوم على الشريف واختراق الصفحات الخاصة به وبريده الإلكتروني وفبركة اتهامات من صنيعة ميليشيات أمن الانقلاب ومخابراته التي تربت في مدرسة صلاح نصر وتلميذه غير النجيب صفوت الشريف والتي تعتمد في عملها على انتهاك الأعراض والاستخفاف بالحرمات وعدم احترام المرأة واستغلالها بطريقة مشينة في الإساءة لسمعة الأبرياء. هذه الأساليب الهمجية كشف عنها الشريف في وقت سابق، مؤكدًا تعرض بريده الإلكتروني على موقع جوجل لمحاولات قرصنة تتم بدعم حكومي انقلابي. ونشر الشريف على صفحته بموقع تويتر صورة تظهر تحذيرا من شركة جوجل يقول إنها اكتشفت مهاجمين مدعومين من إحدى الحكومات يحاولون سرقة كلمة مرور البريد الإلكتروني الخاص به. جيش السفاح اتهامات جوجل لعصابة العسكر أكدها الممثل والمقاول محمد علي، في مقابلة له مع موقع ميدل إيست البريطاني حيث كشف عن تنفيذه مبنى متعدد الطوابق يستخدمه السفاح السيسي لإيواء ما أطلق عليه "جيش السيسي الإلكتروني" لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي. كما كشفت إحدى أكبر شركات الأمن السيبراني في العالم أن هجمات إلكترونية استهدفت نشطاء سياسيين ونشطاء وحقوقيين ومحامين وصحفيين وأكاديميين مصريين بارزين قبل سنوات كان مصدرها مكاتب تابعة لحكومة العسكر . ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تقرير لشركة (Check Point Software Technologies) أن الخادم المركزي المستخدم في الهجمات تم تسجيله باسم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، وأن الإحداثيات الجغرافية المضمنة في أحد التطبيقات المستخدمة لتتبع النشطاء تتوافق مع مقر جهاز المخابرات العامة المصرية. ووفقًا لتقرير تشيك بوينت، بدأ السفاح السيسي هجوما إلكترونيا عام 2016، واستهدف عددا غير معلوم من الضحايا، لكن الشركة حددت 33 شخصا -معظمهم من الشخصيات المعروفة في المجتمع المدني والمعارضة- كانوا مستهدفين في أحد أجزاء العملية التي اكتشفتها. وقبض على اثنين من النشطاء الذين استهدفوا من خلال الهجوم السيبراني الذي اكتشفته الشركة الأمنية، وهما أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، والصحفي خالد داود رئيس حزب الدستور السابق. وفي مارس 2019 كشفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها عن رصد هجمات إلكترونية مدعومة من هيئات حكومية انقلابية تستهدف منظمات المجتمع المدني المصرية بواسطة تطبيقات خارجية. وبحسب تقرير العفو الدولية، تتضمن الهجمات محاولات متعددة للنفاذ إلى حسابات البريد الإلكتروني لحقوقيين مصريين بارزين ، وموظفين لدى منظمات إعلامية، ومنظمات للمجتمع المدني. وكشف التقرير أن جوجل أرسلت تنبيهات إلى المستهدفين تحذرهم من هجمات تقف وراءها دولة العسكر مؤكدا أن سلطات العسكر هي التي قامت بهذه الهجمات أو أنها تقف وراءها. وأوضحت منظمة العفو ان كتائب العسكر الإلكترونية تحاول النفاذ إلى حسابات البريد الإلكتروني للأشخاص المستهدفين من خلال صيغة ماكرة من التصيد الإلكتروني تعرف باسم خدمة “أوث” (OAuth) وهي خدمة شرعية بالأساس تتيح لتطبيقات طرف ثالث الدخول المباشر إلى حساب المستخدم، ويكون الهدف خداع المستخدمين لإعطاء أذونات لتطبيقات ضارة تمكنها من الدخول والاطلاع على محتوى البريد الإلكتروني. وقالت المنظمة إنه منذ بداية يناير الماضى حلل فريق فنّي تابع لها عشرات الرسائل المشتبه بها التي أرسلت إلى مدافعين عن حقوق الإنسان وصحفيين ومنظمات غير حكومية مصرية مشيرة الى أن الجهة التي شنّت هذه الهجمات، استخدمت تقنية الخداع الإلكتروني.