كشف برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة تحت عنوان (الصفقة والسلاح) تفاصيل الدور المشبوه الذي تقوم به قاعدة "برنيس" العسكرية التي افتتحها السيسي قبل شهور في حصار المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة ومنع تهريب السلاح لفصائل المقاومة في سياق التحالف الإقليمي الذي يستهدف تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وحصل التحقيق على معلومات حصرية تفيد بأن "قاعدة برنيس البحرية المصرية" التي افتتحت على البحر الأحمر في شهر يناير2020م بحضور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي أقيمت بالتنسيق مع إسرائيل، وكان من بين أهدافها قطع أي إمداد عن المقاومة في غزة. https://www.facebook.com/Tamer.Almisshal.AJA/videos/756788391827259/ وفي 15 يناير 2020، افتتحت قاعدة "برنيس" العسكرية، جنوبي البحر الأحمر؛ وتقع قاعدة برنيس، التي وصفها إعلام النظام بأنها أكبر قاعدة جوية بحرية في الشرق الأوسط، وفي قطاع البحر الأحمر، والأولى من نوعها على الأراضي المصرية، على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية، شرقي مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها 150 ألف فدان. وبها ممرات بطول 3 آلاف متر، وعرض 45٫3 متر، وتضم 51 مبنى، والأهم أنها تتسم بتكامل أنظمة السلاح، كما تضم مستشفى عسكرياً، وعدداً من الوحدات القتالية والإدارية، وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة. أما القاعدة البحرية، فتضم حاملة طائرات وغواصات وفرقاطات، ، وبجوار القاعدة مطار مدنى وميناء تجارى. وتضم أيضاً رصيفاً تجاريًا، ومحطة استقبال ركاب، وأرصفة متعددة الأغراض، وأخرى لتخزين البضائع العامة، حسب بيان صادر عن الجيش. مساعدات لمصر وتفيد تقارير عبرية بأن مصر حصلت على مساعدات من الإمارات والسعودية لإقامة القاعدة العسكرية، كجزء من استراتيجية مشتركة لنشر القواعد العسكرية على طول سواحل البحر الأحمر، لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. وكان من الدلالات الخطيرة للغاية أن الكيان الصهيوني لم ير في تمدد القوة العسكرية المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط وافتتاح قواعد عسكرية جديدة وزيادة قدرات الجيش المصري تهديدا لوجوده وأمنه القومي بل أبدى على غير العادة ترحيبا كبيرا بقاعدة "برنيس" العسكرية؛ وأشار تقرير تلفزيوني صهيوني إلى أنه سيكون من مهامها مساعدة الكيان الصهيوني، من خلال تواجد صهيوني عسكري، ولو كان محدودا في هذا النطاق العسكري الحرج جدا بالنسبة لها، بحسب التقرير. وأضاف الخبير الصهيوني في الشئون العربية إيهود يعاري، في تقرير حصري على القناة 12 الإسرائيلية، أن "التقدير العسكري الصهيوني يرى في توسيع رقعة التواجد المصري في هذه المنطقة الحرجة من البحر الأحمر، تقديما لخدمات جليلة للأمن الصهيوني. بل يصف محلل الشئون العربية للقناة العبرية، افتتاح السيسي للقاعدة عند شواطئ البحر الأحمر، ب"الحدث التاريخي" إلى جانب بدء ضخ الغاز الصهيوني إلى مصر. ويقول يعاري: "لدى الكيان الصهيوني وجود محدود للغاية في تلك المنطقة الحساسة، وتوسيع الوجود المصري هناك من شأنه أن يساعد أيضاً في الحفاظ على أمن السفن من وإلى الكيان الصهيوني". الترحيب الصهيوني يتسق تماما مع دراسة أعدها "المعهد الصهيوني للسياسات الخارجية الإقليمية" (ميتفيم)، في أغسطس 2019م، والتي كشفت أن إسرائيل ترتبط بمستويات تعاون أمني واستخباري وسياسي مباشر مع كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات، مشيرة إلى تعاون صهيوني سعودي إماراتي في مواجهة الاتفاق النووي الإيراني. وأشارت الدراسة التي تناولت واقع العلاقة بين الكيان الصهيوني والعالم العربي، إلى أن السعودية والكيان الصهيوني "ترتبطان بتعاون أمني سري هدفه مواجهة البرنامج النووي الإيراني وتدخلات طهران في المنطقة". ونوهت الدراسة إلى التقارير التي أشارت في السابق إلى موافقة السعودية على أن يستخدم سلاح الجو الصهيوني غلافها الجوي لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأشادت الدراسة بتعاظم حجم التعاون الأمني بين "تل أبيب" ونظام السيسي، والذي تطور بشكل كبير في أعقاب الإطاحة بحكم الإسلاميين منتصف 2013م، موضحة أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية في تل أبيب والقاهرة "هي التي تتولى إدارة هذا التنسيق وتطويره". لافتة إلى أن العائق الوحيد هو الفارق الشاسع في التقنيات المتقدمة التي يعتمد عليها جيش الاحتلال الصهيوني مقارنة بتخلف مستويات الجيش المصري في هذا المجال. لكن التعاون في مجال الطاقة قفز قفزات هائلة في التعاون المصري الصهيوني خلال الفترة الأخيرة. معتبرة أن تشكيل "منتدى غاز الشرق الأوسط"، عزز من فرص هذا التعاون. وأشارت إلى أن ارتفاعا كبيرا طرأ على عدد السياح الإسرائيليين الذين يتوجهون لمصر، رغم المعارضة الشعبية الواسعة لهذا التعاون. تحول العقيدة العسكرية وخلال السنوات الماضية، اهتم نظام السيسي بإقامة قواعد عسكرية كبيرة في الغرب (قاعدة محمد نجيب) والجنوب (قاعدة برنيس) حيث الحدود مع ليبيا والسودان ما يعكس التحولات الكبرى في العقيدة العسكرية المصرية؛ بعدم اعتبار الاحتلال الصهيوني عدوا؛ ولكن منذ انقلاب 30 يونيو 2013 أصبح العدو هو الإسلام السياسي، لذلك قام السيسي بتطوير هذه القواعد العسكرية باتجاه الغرب ناحية ليبيا، والأخرى بالجنوب تجاه السودان التي كانت مرتبطة وقتها بنظام البشير قبل سقوطه". يدلل على ذلك أن السيسي ورعاته الإقليميين لن يجرؤوا على إقامة قاعدة عسكرية ولو صغيرة في سيناء بالقرب مع حدود فلسطينالمحتلة، إلا إذا كان الهدف هو تأمين حدود الكيان الصهيوني ومزيد من حصار المقاومة الفلسطينية. وكان موقع "وللا" العبري قد كشف في تقرير له أن الهدف من الوجود الصهيوني في سيناء واعتراف السيسي بمشاركة طائرات صهيونية في قصف أهداف لتنظيم ولاية سيناء، بدعوى الحرب على الإرهاب الهدف منه هو قطع مسارات تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية في غزة؛ الأمر الذي يعني أن استمرار الحرب على الإرهاب في سيناء بات ضرورة صهيونية حتى تضمن وجودا دائما لها لمراقبة عمليات تهريب السلاح للمقاومة كجزء من التعاون الأمني بين نظام السيسي وتل أبيب لحصار المقاومة.