رصد مراقبون استمرار انخفاض منسوب المياه في بحيرة ناصر بشكل متسارع، وذلك على مدى الشهرين الماضيين. وقال مركز جودة إن منسوب بحيرة ناصر انخفض بحوالي مترين من منسوب 179 مترا ليصل حوالي 177 مترا. معتبرة أن النسبة السالفة تعبر عن انخفاض متسارع، إذا ما تم مقارنته بمناسيب البحيرة في الأعوام الفائتة وقراءات القمر الصناعي الأمريكي "جيسون 2" والذي يرصد مناسيب البحيرات الرئيسية في العالم. وفي محاولة للتعمية على الجمهور من أزمة حجز مياه النيل التي بدأت تظهر دلالاتها واضحة في مصر، تداولت صحف الانقلاب ما قاله أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إن إيراد نهر النيل سيصل مصر متأخرا هذا العام لنحو 3 أسابيع، بسبب سد النهضة الإثيوبي. وأضاف "شراقي" في تصريحات لجريدة الشروق، أن إثيوبيا حجزت المياه خلف سد النهضة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو الجاري، ولذلك الفيضان سيصل إلى مصر بشكل متأخر. واشار إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر حجز بحيرة سد النهضة قرابة ال5 مليارات (متر مكعب) من المياه، وأنها امتدت إلى حوالي 35 كيلومترا، بمتوسط عرض 3 كيلومترات، وعمق 45 مترا، مشيرا إلى أن مياه الفيضان تتدفق حاليا من أعلى الجزء الأوسط من السد البالغ عرضه حاليا 280 مترا. انخفاض وليد يونيو مركز جودة قال إن الانخفاض ليس وليد الأسبوع المنصرم بل هو منذ شهر يونيو، وهو واضح من التدقيق في قراءات القمر الصناعي. واعتبرت أن أمام إثيوبيا فرصه ذهبية لملء خزان بحيرة سد النهضة الكبير بدون أن يكون أمام مصر أدنى فرصة للادعاء أن الملأ يشكل ضررا كبيرا عليها، وذلك بسبب أن مناسيب بحيرة ناصر الآن مناسيب تاريخية من حيث الارتفاع؛ حيث كانت بحيرة ناصر في شهر إبريل الماضي بالقرب من أعلى منسوب لها في تاريخها وكان ذلك في عام 2000. معدل التصريف اليومي ويبدو أن استراتيجية إعادة منسوب بحيرة ناصر إلى ما سبق يعتمد برأي شراقي على أن إثيوبيا سترفع معدل التصريف اليومي خلال الأسابيع القادمة ليصل إلى أكثر من 500 مليون متر مكعب يوميا، كما تعتمد أيضا على المتوقع في حدوث فيضانات بالسودان في منتصف أغسطس. واستدرك "شراقي" قائلا إن إعلان إثيوبيا إتمام عملية الملء الأولى يخالف كل نتائج المفاوضات واجتماعات القمة مع الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، مضيفا أن التوصل لاتفاق خلال مفاوضات الأيام القادمة سيعطي إثيوبيا شرعية التخزين، أما إذا لم يتم الاتفاق حتى أول أكتوبر القادم، مع غلق البوابات الأربع، فإن ذلك يعد تخزينا دون اتفاق، ويتصاعد الموقف في مجلس الأمن بارتكاب فعل يهدد الأمن والسلم في المنطقة. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، قد أعلن إتمام المرحلة الأولى من عملية ملء خزان سد النهضة، بسعة 4.9 مليار متر مكعب. وتحاول حكومة الانقلاب إقناع الشعب أن التعامل مع سد النهضة مشكلة تكتيكية حول عمليات ملء بحيرة السد ووجود اتفاق من عدمها حولها. وخلاصة رأي "جودة" أن ملء السد عملية استراتيجية في المقام الأول، حيث إنه مع حدوث تحولات بيئية واستمرار التصحر في العالم لا يوجد اتفاق حول آليات التعامل مع توزيع الموارد في فترات شح المياه، وهي دورة لا شك قادمة حتى في غياب عمليات التغير المناخي و البيئي.