عقب ظهوره ببرنامج على قناة الجزيرة ليناقش أزمة الكنيسة المصرية مع مجلة روز اليوسف، ورغم توازن آرائه خلال الحلقة، إلا أنه جرى مداهمة منزل الكاتب الصحفي محمد منير والعبث بمحتوياته، أمس الأحد، ولم يجدوه بالمنزل، وقدم استغاثات لنقابة الصحفيين وهيئة الإعلام، ثم جرى اعتقاله اليوم الاثنين من منزله بمنطقة الشيخ زايد بالجيزة. الفيديو الكامل لا قتحام شقتي وكسر الباب ودخولها والعبث بمحتوياتها Posted by Mohamed Monir on Saturday, June 13, 2020 وقالت أسرة الصحفي اليساري المعارض، في بيان نشرته عبر حسابه ب"فيسبوك"، إن قوات من "الشرطة السرية" اختطفت "منير"، فجر الاثنين، من شقة العائلة بمدينة الشيخ زايد، واقتادته إلى مكان مجهول. وأضافت الأسرة أنها أبلغت نقابة الصحفيين والمجلس القومي لحقوق الإنسان عن واقعة الاختطاف، مؤكدة أنها تأمل منهما التحرك السريع لمعرفة مكان احتجازه، وحضور التحقيقات معه، حيث إنه عضو بنقابة الصحفيين، لافتين إلى أن القانون يلزم أجهزة الدولة بإبلاغ النقابة قبل القبض على صحفي، خاصة إذا كانت التهمة الموجهة له تخص النشر والإعلام. وكان منير قد نشر، عبر صفحته ب"فيسبوك"، مقطع فيديو قال فيه إن قوات أمنية توجهت إلى منزله لاعتقاله، لكنه لم يكن موجودا، مؤكدا ثباته على قناعاته ومواقفه مما يحدث في البلاد، قبل أن يعلن حسابه عن اعتقاله لاحقا. ويعاني "منير"، (65 عاما)، من أوضاع صحية حساسة، خاصة أنه مريض بالسمنة المفرطة، وقد أعرب بعض متابعيه عن قلقهم على حياته، بعد اعتقاله، بسبب ظروف الاحتجاز السيئة في مراكز الاحتجاز السرية والسجون في مصر. وكان "منير" يعمل صحفيا بجريدة "اليوم السابع"، المقربة من السلطة، لكن تم فصله منها، بسبب مواقفه المعارضة للسلطة، ثم عمل لفترة مديرا لتحرير موقع "مصر العربية"، الذي اعتقلت السلطات رئيس تحريره "عادل صبري"، في أبريل 2018. ماذا عن الكنيسة؟ وأوضحت الأسرة أن اعتقال "منير" جاء بعد مشاركته في لقاء تلفزيوني على قناة "الجزيرة"، تحدث فيه عن أزمة الكنيسة المصرية ومجلة "روز اليوسف" الحكومية، مؤكدين أن "ما قاله كان مجرد تعبير عن الرأي، ولم يقل في كلامه ما يسيء للوطن أو للوحدة الوطنية، بل إنه أحرص الناس على هذه الوحدة الوطنية، وتاريخه السياسي والإعلامي يشهد بذلك، كما أنه حذر في هذا اللقاء من استغلال البعض لهذه الأزمة لإثارة الفتنة الطائفية". وكانت "الهيئة الوطنية للصحافة" قد أحالت رئيس تحرير مجلة "روز اليوسف" هاني عبد الله للتحقيق؛ بسبب ما تضمنه غلاف العدد الأخير للمجلة من "إساءة للكنيسة"، كما أوقفت الهيئة المحرر المسئول عن الملف القبطي في المجلة إلى حين الانتهاء من التحقيقات. كان العدد الأخير من مجلة "روز اليوسف" الأسبوعية قد تضمن صورة لأسقف كنائس وسط القاهرة الأنبا "رافائيل" بجوار مرشد جماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع، وعلقت على صورتهما بالقول: "الجهل المقدس"، قبل أن تساوي بين الطرفين في أمور تتعلق بإثارة الفتنة، بحسب ادعاءاتها. وبعد اعتراض الكنيسة على الصورة، جرى سحب العدد من السوق وإصداره بصورة أخرى للغلاف بدون صورة القسيس رافائيل، واقتصرت فقط على صورة مرشد الإخوان د. محمد بديع. وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قد وصفت غلاف المجلة ب"المتطاول"، لافتة إلى أن هذا التطاول جاء في شخص أحد أساقفتها؛ حيث وُضعت صورته على غلافها أسوة بصورة "أحد خائني الوطن" وفقًا لبيانها!. وأكدت الكنيسة أن ما ارتكبته إحدى المجلات لا يعتبر هذا تحت مجال حرية التعبير، "بل هو إساءة بالغة يجب ألا تمر دون حساب من الجهة المسئولة عن هذه المجلة". وقالت إنها تنتظر رد الاعتبار الكامل مع احتفاظها بالحق القانوني في مقاضاة المسئول عن ذلك. وهو ما اعتبره مراقبون تطاولًا من الكنيسة على الإعلام، وفرض إرادة الكنيسة على المجتمع المصري، خاصة أن نفس الصحيفة تسيء للأزهر وشيخه دون تحرك من أحد، وتسيء لعموم المسلمين وتطعن في ثوابت دينية دون حساب أو رادع. يشار إلى أنه منذ الانقلاب العسكري الذي حشدت له الكنائس المصرية قبل نحو 7 سنوات، يقدم السيسي ونظامه فروض الطاعة للكنيسة والبابا، معلنا تلبيته جميع طلباتهم بتقنين الكنائس المخالفة والدور الاجتماعية للكنيسة، وتخصيص الأموال والأراضي والتعيينات القيادية بالدولة، بجانب التشريعات القانونية التي تطالب بها الكنيسة.