قالت واشنطن، إن الرياضوموسكو أصيبتا بالجنون بشأن حرب النفط بينهما، وما تلحقه من ضرر بقطاع النفط العالمي . بينما أعلن البيت الأبيض عن أنه بحث مع الكرملين وضْع سوق النفط العالمية، وهدد أعضاء بمجلس الشيوخ بوضع تغيير جذري في العلاقة مع السعودية إذا استمرت بما سموه دفع منتجين أمريكيين للإفلاس . ما دلالة لجوء واشنطن إلى استخدام هذه اللغة في وصف حرب النفط؟ وما مدى جدية الأضرار التي تلحقها بالاقتصاد العالمي؟ وما خيارات السعودية بشأن الموقف من حرب النفط لا سيما في ضوء تباين مقاربة واشنطن للموضوع مع كل من موسكووالرياض؟ وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، بالتزامن مع انتهاء أجَل اتفاق تخفيض إنتاج النفط بين منظمة أوبك و10 دول من خارجها تقودها روسيا، صعّدت واشنطن انتقاداتها لحرب النفط بين الرياضوموسكو، إلى حد اتهام طرفيها بالجنون. وصْفٌ يعكس ربما حجم القلق الأمريكي من تداعيات حرب النفط التي دفعت أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تهديد السعودية بالعمل على إحداث تغيير جذري في العلاقة معها إذا استمرت فيما سموه استغلالها أزمة كورونا لدفع منتجين أمريكيين إلى الإفلاس. تهديد لا يُعرف بعد تأثيره على خطط الرياض، التي جددت الثلاثاء إصرارها على الاستمرار بطاقة إنتاجها النفطي القصوى، ابتداء من يوم الأربعاء مطلع أبريل. شحنات نفط خام في طريقها نحو مشتريها قبل أشهر من موعد التسليم المتفق عليه، ناقلات عملاقة تستأجر لتخزين النفط في ظل عجز تام عن تسويق فائض الإنتاج. سوق متخمة بالنفط لا أحد يشتريه، حتى إنه بات يتداول في سوقه الآنية هنا في ولاية تكساس الأمريكية بأقل من 10 دولارات، هو الانهيار إذن لأسواق النفط في ظل تراجع غير مسبوق للطلب بسبب فيروس كورونا من جهة، وحرب أسعار محتدمة بين السعودية وروسيا من جهة ثانية. “الرياضوموسكو أصيبتا بالجنون”، يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هكذا وصف تداعيات ما اعتُبر حينها رد فعل من السعودية على انهيار اتفاق خفض معروض النفط بين أعضاء الدول المصدرة للنفط أوبك و10 دول نفطية من خارجها تتقدمهم روسيا. قررت السعودية يومها خفض أسعار النفط بصفة أحادية ورفع إنتاجها إلى أكثر من 13 مليون برميل يوميا، لكن مع انتهاء أجل الاتفاق تنذر الأمور بالأسوأ، إذ قد لا يجد أعضاء أوبك من حلول سوى إغراق الأسواق بالنفط دون قيود. لم يجد الخبراء أي تفسير منطقي لما يحدث، خاصة أن السعودية المبادِرة بإعلان الحرب هي أول الدول المتضررة، فقد أشار تقرير لوكالة “رويترز” أن المملكة العربية السعودية ومعها الإمارات التي دعّمتها في قرار رفع إنتاج النفط ستضطّران لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات لدعم اقتصادهما، في ظل الأزمة المضاعفة من كورونا وانهيار أسعار النفط. تحدّث التقرير بالخصوص عن مشكلة سيولة سيواجهها البلدان، وتوقع استنادا على آراء خبراء أن يصل عجز موازنة السعودية إلى 22% إذا استمر انهيار النفط إلى 30 دولارا. على الأرض لاحت مؤشرات جدية بأن ملامح اليوم التالي لن تكون مطابقة لما وعد به الأمير محمد بن سلمان وهو يقدم ما يسمى برؤية 2030، والأسوأ أن تداعيات سياسية تلوح أيضا في أفق علاقات الرياضبواشنطن، فقد هدد أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي السعودية بالعمل على إحداث تغيير جذري في العلاقة معها إذا استمرت في استغلال أزمة كورونا لدفع منتجين أمريكيين للإفلاس، حسب قولهم. لغة لا تشبه تلك المستخدمة مع موسكو الطرف الآخر في حرب النفط، التي أكد البيت الأبيض أن واشنطن بحثت أوضاع سوق النفط معها في اتصال بين ترامب وبوتين.