تعهّد زعيم حزب "أزرق أبيض"، بيني جانتس، ببذل كل الجهود لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ووطنية قدر المستطاع خلال بضعة أيام. وكان الرئيس الصهيوني، ريئوفين ريفلين، قد كلف جانتس بتشكيل الحكومة بعد حصوله على دعم 61 من أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضوًا. ما مدى قدرة جانتس على تشكيل حكومة جديدة؟ وما هي المعايير التي سيشكل حكومته على أساسها؟ وما هي تأثيرات تولي جانتس رئاسة الحكومة على سياسات تل أبيب وعلى خطة ترامب للسلام ومساعي التطبيع العربية؟ وبحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، بعد عام من الجمود السياسي وبأغلبية بسيطة تعكس حالة الانقسام الحاد في دولة الاحتلال، حصل زعيم تحالف أبيض أزرق "بيني جانتس" على تكليف بتشكيل حكومة جديدة، وعد ببذل أقصى الجهد لإنجازها خلال أسابيع وبقاعدة سياسية واسعة قدر الإمكان. وعدٌ يثير التساؤل بشأن التنازلات المطلوبة من أجل الوفاء بها، قبل أن تثور عاصفة تساؤلات أخرى عن تأثير تولي "جانتس" رئاسة الحكومة على قضايا من قبيل العلاقة مع الفلسطينيين والموقف من إيران وخطة السلام الأمريكية، فضلا عن مصير خصمه بنيامين نتنياهو ومن ارتبطوا به من زعماء عرب قادوا جهودًا محمومة للتطبيع مع الاحتلال خلال الفترة الماضية. فيروسان لا واحد، كورونا والانشقاق الداخلي، يُعد "بيني جانتس"- كما يقول- العدة لمحاربتهما في إسرائيل، يبدو هذا برنامجه بعد أن قرر "ريئوفين ريفلين" منحه فرصة محاولة تشكيل حكومة جديدة، تلك أمور تهم الإسرائيليين وقد عاشوا عاما من الجمود السياسي شهد 3 مواعيد انتخابية برلمانية، ثم جاءت أزمة وباء كورونا لتزيد المشهد إرباكًا . غيرت تلك الأزمة كثيرا من العادات غير السياسية، وسعى رئيس الوزراء المغادر بنيامين نتنياهو إلى توظيفها لصالحه، والآن فإن خصمه "بيني جانتس"، زعيم تحالف كاحولا لافان، أي "أزرق أبيض"، يتقدم عليه خطوة، فهو من سيشكل ما يريدها حكومة وحدة وطنية، لكن نتنياهو الذي تلقى دعوة للانضمام إلى هذا المسعى لا يبدو في وضع مريح. ربما خفّف تفشي كورونا متاعبه القضائية، بعد إرجاء محاكمته غير المسبوقة بتهم الفساد، غير أن "أفيجدور ليبرمان" الذي دعم تكليف جانتس، لن يقبل به في أي حكومة مقبلة. القائمة العربية المشتركة دعّمت هي الأخرى ترشيح جانتس، وهي القوة الثالثة في الكنيست حاليا، لكنها بدت كمن يختار أهون الشرين، فضلا عن التخلص من نتنياهو وحكومة يمينية محتملة، وتشكيل حكومة وسطية يسارية. وقبل هذا وذاك، رفض عملية تبادل الأراضي في المثلث، ورفض إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والأهم التحفظ على بنود خطة السلام الأمريكية. توصف الخطة بأنها أعدت على مقاس نتنياهو، ولعله كان يراهن عليها لإنقاذ مستقبله السياسي تماما، كما كان المطبعون الجدد من العرب يراهنون على وشائجهم الخاصة مع نتنياهو، بل وجعلوا من التقارب معه طريقا إلى رضا البيت الأبيض . ماذا سيتغير الآن في إسرائيل، ثمة من يرى أن نتنياهو وجانتس وجهان لعملة واحدة، وهنا يذكّر متابعون بحرص جانتس في دعايته الانتخابية على إبداء بطشه في غزة، ومنافسته نتنياهو في مسعاه لضم غور الأردن، ولا ينسى له هؤلاء وصفه الخطة الأمريكية بعد أن اطّلع عليها بأنها تتماشى تماما مع مبادئ تحالفه، بل وتعهد بتنفيذها حال أصبح رئيسا للحكومة، كما تعهد جانتس بتفعيل سياسة استخدام القوة عند الحاجة، وقال إنه في ظل حكومة يقودها لن يملك الإيرانيون قوة نووية.