تكررت مأساة أهالي الإسكندرية مع كل “شتواية”، كما يطلق عليها أهالي الثغر، فالأمطار والسيول تتواصل منذ الفجر وحتى صباح اليوم، لتكشف عن كوارث وفساد مسئولي المحليات بالمحافظة. وقف الدراسة وتشهد الإسكندرية، منذ الصباح، هطول أمطار غزيرة وموجة صقيع على أغلب مناطقها، وذلك عقب تعرضها طوال ساعات النهار لرياح شديدة مُحملة بالأتربة، بالتزامن مع نوة "الفيضة الصغرى"، والمُقرر استمرارها حتى يوم السبت المقبل، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية التي أكدت ارتفاع منسوب البحر إلى 6 أمتار. وعلى إثر الكارثة، قرر محافظ انقلاب الإسكندرية تعطيل الدراسة بجميع المدارس لسوء الأحوال الجوية؛ خوفًا من تكرار كوارث “الصعق” للتلاميذ التي شهدتها مصر الأسابيع الماضية. كما قرَّر الدكتور عصام الكردى، رئيس جامعة الإسكندرية، تعطيل الدراسة بجميع كليات ومعاهد جامعة الإسكندرية، غدًا وبعد غدٍ، الأربعاء والخميس 25، 26 ديسمبر 2019″؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، مؤكدًا أنه ستتم إعادة جدولة مواعيد الامتحانات للطلاب المُقرر عقد امتحانات لهم خلال هذين اليومين. تعرف إلى نوة الفيضة الصغرى نوة الفيضة الصغرى تهب على الإسكندرية فى النصف الأخير من شهر ديسمبر، وتستمر لمدة 5 أيام، وتهب خلالها رياح شمالية غربية، تصحبها الأمطار، وتحدث بسبب وقوع عدد من المنخفضات الجوية، وقد سميت بهذا الاسم؛ لأن البحر يفيض خلالها، ويزداد ارتفاع الأمواج، مما يَحول دون ممارسة مهنة الصيد خلالها لخطورة الأمواج على استقرار مراكب الصيد. كما تصل سرعة الرياح خلالها ل60 كيلومترًا في الساعة، ويصاحبها سقوط أمطار غزيرة، وتبدأ يوم 11 كيهك بالتقويم القبطي، وتُغلق الموانئ وقت النوة، وتتوقف حركة الملاحة لخطورة الأمواج. غرق منازل العامرية وتسبب التراخي من قبل مسئولي هيئة الصرف الصحي في تراكم المياه بالشوارع والمناطق الشعبية، ما أدى إلى ارتباك حركة المرور، خاصة بطريق وادي القمر غرب الإسكندرية. كما غرقت منازل أهالى منطقة العامرية “غرب المحافظة”، حيث غرقت منطقة “قشوع” وزاوية عبد القادر والمجزر الآلي، الأمر الذى دفع الأهالي إلى انتشال قطع من أثاث منزلهم وبعض الملابس الثقيلة للاحتماء من البرد القارس. كما تعطّل كورنيش الإسكندرية من الفجر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، الأمر الذى دفع مسئولي المرور إلى وقف الاتجاه المصاحب للكورنيش، ما أدى إلى تكدس السيارات.