أكد محمد كمال جبر-الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن مليونية "معا للخلاص" تزايدت فيها الأعداد والحشود الشعبية المشاركة وكانت أيضا أوسع انتشارا لأنه كان هناك مبرر جديد للاحتجاجات والمظاهرات ودافع قوي للمشاركة، الجماهير تيقنت مجددا من صحة مسارها وتعزيز مواقفها الرافضة للانقلاب، فترشح الفريق السيسي أثبت صحة توقعاتهم وتصورهم لحقيقة الوضع بأنه انقلاب عسكري وفقا لوقائع مشهودة. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة": فقد كشف ترشيح السيسي نفسه للرئاسة أن كل ما جرى من إجراءات وترتيبات باطلة هو تمهيد لترشيحه، بحيث يقوم السيسي بالاستيلاء على السلطة بشكل مباشر بعد أن كان يحكم من وراء الستار. ورصد انضمام حشود جديدة للمتظاهرين والمحتجين لأن الصورة اتضحت لهم، فهناك قطاع كان مخدوعا فيما حدث في 30 يونيو و3 يوليو وكان يظن أن قيادة الجيش غير طامعة في السلطة وأن ما حدث ليس انقلابا على الإرادة الشعبية المنتخبة، ولكن ترشيح السيسي أثبت أنه انقلاب وبعد ترشحه اتضحت الحقائق.
ويرى "جبر" أن المليونية شهدت تنوع في الكمّ والكيف والمكان حيث شهدت انتشارا واسعا بتنوع في الفئات العمرية المشاركة والتي شملت أكثر من جيل، وتنوع بمشاركة ذكور وإناث، وزيادة مشاركة قطاع غير مسيس وغير منتمٍ لتيارات بعينها، مشيرا إلى أن هيئة المشاركين تؤكد ذلك بوضوح. تضمنت المليونية تنوعا جغرافيا حيث شارك فيها أهالي من العريش والإسكندرية ومحافظات الدلتا والصعيد والقاهرة، وليس فقط ضواحي القاهرة ولكن أيضا المناطق الأخرى حيث نزلت جموع من أحياء من مناطق تضم شرائح فوق المتوسطة ومناطق لأحياء شعبية، أي شارك فيها شرائح اجتماعية متعددة منهم الأغنياء والبسطاء.
واعتبر "جبر" أن مليونية "معا للخلاص" حملت رسالة إصرار جماهيري للثبات على مواقفهم وتزايد احتجاجاتهم، مؤكدا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم على كل ما جرى بعد الانقلاب، واستمرار انضمام شرائح أخرى للحراك الشعبي بعد انكشاف وتعرية جوهر الانقلاب وانكشاف وجهه الحقيقي.
وتوقع "جبر" تواصل واتساع دائرة الاحتجاجات على أرض الواقع وفي الفضاء الإلكتروني فحملات رفض ترشيح السيسي اتسعت لتشمل جميع الفضاءات وهذا دليل على تزايد وعمق الاحتجاج ضد المسار الانقلابي، خاصة وأن الناس شعرت أن الجيش سيتحول إلى "عزبة" حين عيّن السيسي "نسيبه" رئيس أركان متخطيا آخرين. ودلل "كمال" على اتساع دوائر رفض الانقلاب بما تشهده مصر من حراك شعبي في الجامعات والمدارس وحراك في النقابات ومؤسسات الدولة؛ فهناك احتجاجات عمالية منها عمال البريد الذين اعتقل من قياداتهم خمسة ويتم مساومتهم لإيقافها، وإضراب الأطباء المتواصل، أي أن الاحتجاجات الطلابية يتزامن معها احتجاجات وإضرابات عمالية ونقابية وأيضا داخل أجهزة الدولة، أي ستتزايد مساحات التصعيد وتتنوع.