أكد المفكر والباحث السياسي د.رفيق حبيب أن الثورة تواجه تحديا مهما، يتمثل في وصولها إلى الكتلة الجماهيرية الحرجة، التي تمكن الثورة من الانتصار على منظومة الاستبداد الحاكمة. ولا توجد ثورة تحظى بتأييد كل المجتمع، فالثورة في النهاية، هي ثورة المجتمع المطالب بالتحرر، وليس كل قطاعات المجتمع تطالب بالتحرر. استند الانقلاب العسكري، على تشكيل كتلة مؤيدة له، توفر له غطاءً شعبيا، حتى لا يكون انقلابا عسكريا فجّا. ولكن توفر كتلة مؤيدة للانقلاب العسكري، لا يغير من طبيعته، والتي تتمثل في أنه إعادة إنتاج لمنظومة الاستبداد مرة أخرى، وهو بهذا انقلاب على الثورة والتحرر.
* من أيد الانقلاب لأنه يفضل الخبز على الحرية سيسلب الحرية أولا ثم الخبز! وأضاف في دراسة حديثة له عنوانها "الكتلة الثورية الحرجة..الخصائص والمراحل" أن الحراك الثوري المناهض للانقلاب العسكري، يجمع حوله كل الكتل المؤيدة للتحرر، والرافضة لاستعادة منظومة الاستبداد والفساد مرة أخرى، مما يعني أن كل الكتل المؤيدة للاستبداد، لن تكون مؤيدة للحراك الثوري. ويواجه الحراك الثوري تحديا، يتمثل في قدرته على جذب كل الكتل الرافضة للاستبداد، حتى وإن كان بعضها قد أيد الانقلاب العسكري، تحت أي مبرر. كتلة الانقلاب العسكري وأوضح "حبيب" أن الانقلاب العسكري قام على تجميع عدد من الكتل المجتمعية، تحت مبررات شتى، مما جعل كتلة الانقلاب العسكري ليست متجانسة، ولكنها تضم عددا من الكتل المتباينة في موقفها واتجاهها. فقد استند الانقلاب العسكري، على تجميع كتل مؤيدة بالفعل لمنظومة الاستبداد التي حكمت قبل الثورة، وكتل أخرى لا تؤيد الاستبداد، ولكنها خدعت في أهداف الانقلاب العسكري. وأهم كتلة مؤيدة للانقلاب العسكري، هي كتلة منظومة الاستبداد، وهي مشكلة من عدة كتل أو شبكات، تمثل قطاعات المجتمع التي لم تكن مؤيدة للثورة، والتي أيدت نظام ما قبل الثورة، وكانت جزءا منه. وتلك الكتل لم تشارك في ثورة يناير، ولكنها لم تتمكن من الوقوف ضدها، حتى جاء الانقلاب العسكري، وكانت فرصتها للتصدي لثورة يناير. وأشار إلى أن كتلة منظومة الاستبداد، تتشكل من شبكات المحسوبية والمصالح والفساد، والتي تمثل الفئات التي استفادت من نظام ما قبل الثورة، وتتضرر عمليا من أي ثورة أو تغيير. وهي فئات تمثل قيادات مؤسسات الدولة، ورجال أعمال نظام ما قبل الثورة، كما تمثل شرائح اجتماعية استفادت من منظومة نظام ما قبل الثورة. *صمود الحراك الثوري يدفع البعض لإعادة التفكير فيما ينشره الإعلام المضلل وتضم منظومة المحسوبية، أغلب المنتمين لمؤسسات الجيش والقضاء والشرطة، والذين كان لهم وضع مميز قبل الثورة، واعتبروا أن الثورة ضد مصالحهم، لهذا كانوا جزءا من الثورة المضادة في كل مراحلها، حتى مرحلة الانقلاب العسكري على الثورة. وقال "حبيب" إنه قد شاركت شبكات المحسوبية والمصالح والفساد في الإعداد لمظاهرات 30 يونيو، وشاركت في خطة إفشال الرئيس، وأيضا شاركت في كل مراحل الانقلاب العسكري، لأنها المستفيد الأول منه. لذا تمثل منظومة الاستبداد، كتلا مجتمعية، لا تؤيد الثورة، ولن تقف مع الحراك الثوري، بل سوف تظل ضد الحراك الثوري. وأقلية من قيادات الدولة، رفضت الانقلاب العسكري، وتم تنحيتها من مواقعها، مثل قضاة الاستقلال. وأقلية أخرى يمكن أن تحاول الخروج من منظومة الاستبداد، خاصة عندما تدرك أن الانقلاب العسكري سوف يسقط، ولكن موقفها لن يكون مؤثرا على الحراك الثوري، وربما يؤثر على المرحلة الأخيرة فقط، تأثيرا رمزيا. حرافيش منظومة الاستبداد وتحت عنوان "حرافيش منظومة الاستبداد" ذكر "حبيب" أنه قد اعتمد نظام ما قبل الثورة على بعض شرائح المهمشين في المجتمع، وكان يحركهم لتأييده، أو يحركهم ضد المعارضين له، وكان أيضا يحركهم في الانتخابات. وتلك الشرائح المهمشة، تستفيد من منظومة الاستبداد، رغم أنها أهم ضحايا تلك المنظومة. وقد كان لحرافيش منظومة الاستبداد أدوار عدة في مرحلة ما بعد الثورة، حتى الانقلاب العسكري.
*بعض الكتل التي أيدت الانقلاب ستغير موقفها لأنه لن يحقق الأمن والاستقرار على المدى القصير أو الطويل فحرافيش منظومة الاستبداد، شارك بعضهم في إسقاط الشرطة في جمعة الغضب، وشارك بعضهم في أيام الثورة، وبعضهم قام بموقعة الجمل. كما أن بعض شرائح الحرافيش، شاركوا في كل موجات العنف، وسيناريوهات الفوضى، وشاركوا في مظاهرات العنف ضد الرئيس المنتخب، كما شاركوا في مظاهرات الانقلاب العسكري. وأضاف: يشارك بعض حرافيش منظومة الاستبداد في التصدي للحراك الثوري، ويقومون بدور المواطنين الشرفاء، مما يعني أن الدور الأكبر لحرافيش منظومة الاستبداد، كان ضد الثورة. ولا يتوقع أن يكون لحرافيش نظام ما قبل الثورة دور مهم في الحراك الثوري، كما أن حراك ما بعد الانقلاب لا يحتاج لدورهم، حتى وإن شاركوا في لحظة ما عند سقوط الانقلاب. الكتل العلمانية والمسيحية وتحت عنوان "الكتل العلمانية والمسيحية" نبه "حبيب" إلى أن الكتل العلمانية والمسيحية تمثل أهم كتل لها موقف سياسي، وشاركت في توفير غطاء شعبي للانقلاب العسكري، خاصة وأن جزءا من هذه الكتل شارك بالفعل في ثورة يناير، وكان يسير ضمن مسار الثورة، حتى تحالف مع الانقلاب العسكري، وشارك في الانقضاض على الثورة. ويضاف للكتل العلمانية، تلك الكتل الشعبية المتحررة، والتي ترفض ضمنا التوجهات الإسلامية، إن لم يكن صراحة. وتلك الكتل أو الشرائح، تميل للانقلاب العسكري، بسبب خوفها من أي توجه إسلامي، وبسبب اهتمامها بالحرية الشخصية عن الحرية السياسية، وإن لم تكن فعليا علمانية التوجه. مستكملا وبعض كتل الحل العلماني، يفضل حكم منظومة الاستبداد على الديمقراطية، وبعض تلك الكتل كان عمليا جزءا من منظومة الاستبداد الحاكمة قبل الثورة، وشارك في إعادة تلك المنظومة، لأنه جزء منها. وبعض كتل الحل العلماني، تفضل الديمقراطية على الاستبداد، ولكنها ترفض أي ديمقراطية تأتي بالحكم الإسلامي.
*مع تزايد المعاناة وسوء الأحوال يتكشف مخطط إفشال أول رئيس مدني منتخب مما يزيد كتل الحراك الثوري وأكد "حبيب" أنه من يفضل الاستبداد على الديمقراطية، مثل من يفضل الاستبداد، إذا كانت الديمقراطية تأتي بالإسلاميين للحكم، لأن كليهما يفضل الحكم العلماني، حتى وإن لم يكن خيارا شعبيا. وكل الكتل التي ترفض الديمقراطية إذا أدت لحكم الإسلاميين، مثل الكتل التي تفضل الحكم المستبد، لن تكون جزءا من الحراك الثوري، ولن تنضم إليه. ولفت "حبيب" إلى أنه داخل الكتل العلمانية، توجد كتل ترفض الحكم المستبد، وإن كانت ترفض أيضا القوى الإسلامية ولا تؤيدها، وتلك الكتل لا تقبل الوقوف مع الاستبداد والقمع والفساد. ورغم أن الكتل العلمانية الرافضة للاستبداد، وقفت مع الانقلاب العسكري، إلا أنها ابتعدت عنه بعد ذلك، عندما ظهر وجهه الاستبدادي القمعي لها. ولكن الكتل العلمانية الرافضة للاستبداد، والتي ابتعدت عن الانقلاب العسكري، يصعب عليها أن تكون جزءا من الحراك الثوري، لأن لديها رفضا واضحا للقوى الإسلامية والمشروع الإسلامي، مما يجعلها تتحرك بمفردها، وهو ما حدث بعد ثورة يناير، حيث ظهرت كتل علمانية وشبابية، ترفض أن تكون جزءا من حراك يجمعها مع الإسلاميين. فالكتل العلمانية التي ترفض الاستبداد، انسحبت من تأييد الانقلاب العسكري، وقلصت الغطاء الشعبي الذي يحتمي به الانقلاب العسكري، ولكنها في الوقت نفسه، لن تكون جزءا مندمجا من حراك ثوري، تتصدر القوى الإسلامية مشهده. الحليف الإسلامي للاستبداد كشف "حبيب" أنه في ظل نظام ما قبل الثورة، كانت هناك قوى إسلامية، وأيضا رموز ومؤسسات إسلامية، لا تواجه منظومة الاستبداد، بل وتهادن النظام الحاكم المستبد. كما أن الحكم المستبد فرض سيطرته على العديد من المؤسسات الإسلامية، خاصة الأزهر، حتى يوظف تلك المؤسسات لتأييده، وتوفير غطاء إسلامي له، عندما يحتاج لذلك. وكل الأطراف الإسلامية، التي لم تكن معارضة لنظام ما قبل الثورة، ولم ترحب بالثورة، خاصة في بدايتها، عادت مرة أخرى لتأييد الانقلاب العسكري، وتأييد عودة منظومة الاستبداد مرة أخرى، ووفرت بذلك غطاءً شعبيا إسلاميا للانقلاب العسكري.
*تشكلت النواة الأهم للكتلة الحرجة قبل الانقلاب باعتصام رابعة العدوية والنهضة وتمثل العماد الرئيسي لمقاومته ولم يحظَ الانقلاب العسكري برأي "حبيب" بأي تأييد من قوى إسلامية، لم تكن جزءا من تحالفات ما قبل الثورة، إلا استثناءات محدودة، مما يعني أن الانقلاب العسكري أعاد تحالفات نظام ما قبل الثورة، واستفاد منها، بل ووظفها في توفير غطاء شعبي وإسلامي وسياسي للانقلاب العسكري. وأي طرف إسلامي ليس حليفا طبيعيا للاستبداد، وأيد الانقلاب العسكري، تراجع عن تأييده مع ظهور الوجه القمعي للانقلاب العسكري. وبين "حبيب" حقيقة أن الكتلة الإسلامية التي أيدت الانقلاب العسكري، لن تكون جزءا من الحراك الثوري، كما أنها لم تكن جزءا من ثورة يناير، لأنها واقعيا ترفض المواجهة مع الحكم المستبد، وبعضها جزء من منظومة الحكم المستبد. والأطراف الإسلامية التي أيدت الانقلاب العسكري، وليست حليفة للاستبداد، يصعب عليها أن تكون جزءا من الحراك الثوري، حتى بعد سحب تأييدها للانقلاب العسكري. الشرائح التقليدية ويرى "حبيب" أن أهم شريحة أيدت الانقلاب العسكري، وكان لتأييدها دور مهم في توفير غطاء شعبي له، هي تلك الكتل التقليدية الشعبية، والتي تأثرت بالتضليل الإعلامي ضد الرئيس المنتخب وجماعة الإخوان المسلمين، وتأثرت أيضا بتردي الحالة المعيشية، وكانت تتوقع حدوث تغير فوري في أحوال المعيشة، رغم أن ذلك غير عملي. وتلك الشرائح التقليدية بحسب "حبيب" ليس لديها خصومة مع التوجه الإسلامي، وإن كانت تتأثر بالدعاية السلبية التي تشوه مشروع الإسلاميين. كما أن تلك الشرائح تشمل فئات كان يجذبها النظام السابق، مثل العائلات والقبائل، وتشمل أيضا فئات لا تميل للثورة، وفئات تفضل الأمن على الحرية. والشرائح التقليدية من عامة الناس، التي أيدت الانقلاب العسكري، تمثل أهم كتلة حرجة، أي تمثل كتلة يعد موقفها ذو تأثير على الحراك الثوري والانقلاب العسكري، فموقفها مع الانقلاب العسكري، يضعف الحراك الثوري، وتأييدها للحراك الثوري، يقوي موقفه ضد الانقلاب العسكري. وأضاف: الكتل التقليدية التي أيدت الانقلاب العسكري، بعضها يفضل عدم المخاطرة في كل الأحوال، وأيا كان واقع الحال، وهي بهذا كتل غير مؤهلة للمشاركة في حراك ثوري، مما يعني أن موقفها لن يتغير، ولن تكون رصيدا للثورة في أي من مراحلها. ونبه "حبيب" إلى أن بعض الكتل التقليدية التي أيدت الانقلاب العسكري، على أساس أنه سوف يحقق الأمن والاستقرار، سوف يتغير موقفها بعد ذلك، لأن الانقلاب العسكري لن يحقق الأمن أو الاستقرار، لا على المدى القصير أو الطويل.
*تضم منظومة المحسوبية، أغلب المنتمين لمؤسسات الجيش والقضاء والشرطة وهم جزء من الثورة المضادة وبعض الكتل التي أيدت الانقلاب العسكري، لأنها تفضل الخبز على الحرية، سوف تكتشف أن الانقلاب العسكري، يسلب الحرية أولا، ثم يسلب الخبز بعد ذلك، ولن يحقق لها أي تحسن معيشي، مما يعني أن موقفها سوف يتغير مع مرور الوقت، وتصبح مع الحراك الثوري، وضد منظومة الاستبداد. وبعض الكتل التقليدية التي أيدت الانقلاب العسكري، تمثل العاملين بجهاز الدولة، وهي فئة كانت جزءا من منظومة ما قبل الثورة، ولكنها لم تحقق كل مصالحها مع النظام المستبد، إلا أنها أصبحت جزءا من بيروقراطية منظومة الحكم المستبد، لذا فبعضها يميل لتأييد نظام ما قبل الثورة. وأوضح أن بعض الكتل التقليدية، ورغم توجهها الإسلامي، إلا أنها تخشى من مشاريع الإسلاميين، بسبب التضليل الإعلامي، لأن حقيقة تلك المشاريع، لا تختلف كثيرا عن توجهها الإسلامي. وبعض الفئات المتخوفة من الإسلاميين، تتأثر بشدة بسبب أعمال العنف، التي تقوم بها جماعات مسلحة، وتنسب للحراك الثوري. لهذا فمن الصعب تغيير مواقف كل أصحاب التوجه الإسلامي، في ظل التضليل الإعلامي المستمر. واعتبر "حبيب" أن صمود الحراك الثوري، وأيضا صمود القوى الإسلامية التي تمثل النواة الصلبة للحراك الثوري، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، يدفع بعض الفئات لإعادة التفكير في ما ينشره الإعلام عن الحراك الثوري، مما يساعد على تغيير موقف بعض الشرائح، وظهور الحقيقة لها. وانتهى "حبيب" إلى أنه من مجمل الكتل التقليدية، ذات الأهداف المتنوعة، تتشكل المساحة التي يدور عليها الصراع بين الانقلاب العسكري والحراك الثوري، فهي الفئات التي لا يعد وقوفها مع منظومة الاستبداد أمرا طبيعيا، لأنها من أهم ضحايا الاستبداد والفساد. وتلك الكتل، تماثل في خصائصها، الكتل المؤيدة للحراك الثوري، أكثر من تشابها مع الكتل الأخرى المؤيدة للانقلاب العسكري. ويمكن القول: إن الكتل التقليدية التي جذبها الانقلاب العسكري لتأييده، قد يكون أغلبها له مواقف واتجاهات، تجعل الحراك الثوري يعبر عنها، أكثر مما يعبر عنها الانقلاب العسكري، مما يجعلها كتلة مؤهلة للانضمام للحراك الثوري، فعليا أو معنويا. مراحل تشكل الكتلة الحرجة ورصد "حبيب" أنه قد تشكلت النواة الأهم للكتلة الحرجة قبل بداية الانقلاب العسكري عمليا، عندما بدأ اعتصام رابعة العدوية والنهضة، في يوم 28 يونيو 2013، وقبل مظاهرات 30 يونيو. وتمثل تلك الكتلة، العماد الرئيس لمقاومة الانقلاب العسكري.
*الكتلة الحرجة للثورة المؤمنة بالحرية وأنها تحقق التنمية والتقدم وتقبل هوية وثقافة المجتمع بعد الانقلاب العسكري، وبداية المذابح بحق مناهضي الانقلاب، توسعت كتل الحراك الثوري سريعا، لتشكل الجزء الأكبر من الكتلة الحرجة اللازمة لمقاومة الانقلاب العسكري، مما يعني أن أغلبية الكتلة الحرجة، تشكل عمليا منذ اللحظة أو اللحظات الأولى. وكشف "حبيب" أنه مع توسع القمع الأمني، بدأت الكتل العلمانية المتمسكة بالحرية والديمقراطية، تنفض عن الانقلاب العسكري، رغم تأييدها له في بدايته. مما أبقى الكتل التي تؤيد الحل العلماني، وتقبل النظام العسكري الأمني فقط، مؤيدة للانقلاب العسكري. مع تزايد عمليات القمع، تنكشف طبيعة الانقلاب العسكري، مما جعل الأطراف الإسلامية الرافضة للاستبداد، وأيدت الانقلاب العسكري، تسحب تأييدها لسلطة الانقلاب. وفي الوقت نفسه فإن الكتل التقليدية التي تتمسك بالحرية أولا، تتجه لتأييد الحراك الثوري. ومع انكشاف الطبيعة العلمانية للانقلاب العسكري، تبدأ كتل في سحب تأييدها له، والانضمام للحراك الثوري، أو تأييده معنويا، مما يجعل الحراك الثوري، يصبح حراكا يدافع عن الثورة والديمقراطية والهوية الإسلامية. وقال "حبيب" إنه كلما انكشفت طبيعة سلطة الانقلاب العسكري، تبدأ الكتل التقليدية التي أيدت الانقلاب في التقلص، ولكن بعضها يظل مقتنعا بما تروجه وسائل إعلام الانقلاب، من أن الحراك الثوري، هو حراك إرهابي أو عنيف. مما يفقد الانقلاب العسكري جزءا من غطائه الشعبي، حتى وإن لم يضَف هذا الجزء للحراك الثوري. بالنسبة لمن يطلب الخبز قبل الحرية، فإنه مع الوقت يكتشف أن الانقلاب العسكري يسلب الحرية أولا، ولا يحقق الخبز أو الحياة الكريمة أو تحسين أحوال المعيشة، مما يقلص التأييد الشعبي لسلطة الانقلاب. ومع تزايد المعاناة، يكتشف البعض مخطط إفشال أول رئيس مدني منتخب، ويكتشف البعض أن الانقلاب العسكري، لم يأتِ ليحقق التنمية، بل جاء لإعادة منظومة الاستبداد والفساد، مما يزيد من كتل الحراك الثوري. ومع فشل سلطة الانقلاب في تحقيق الاستقرار والأمن الذي وعدت به، بل وجعلته سببا للانقلاب العسكري، تتراجع عدة كتل أخرى عن تأييد الانقلاب العسكري، سواءً انضمت للحراك الثوري، أو ظلت تؤيده معنويا، أو ظلت متأثرة بوسائل إعلام الانقلاب التي تشوه الحراك الثوري، ومالت لموقف المتفرج.
الخلاصة وانتهى "حبيب" إلى أن كتل الحراك الثوري، تزداد أولا، من خلال انضمام كل من يدافع عن الحرية والثورة، ثم تزداد بكل من يدافع عن الهوية الإسلامية، ثم تتوسع وتشمل كل من يطلب حياة كريمة، ومن يرفض عودة حكم منظومة الاستبداد والفساد مرة أخرى، مما يصل بكتل الحراك الثوري إلى الكتلة الحرجة، حتى وإن كان جزء من تلك الكتلة يؤيد الحراك الثوري، ويطالب بالتغيير، دون أن يشارك في الحراك في الشارع. وعندما تتقلص الكتل المؤيدة للانقلاب العسكري، وتنحصر في الكتل المؤيدة لحكم منظومة الاستبداد والفساد، والكتل المؤيدة للحكم العسكري العلماني، تصبح الكتل المؤيدة للانقلاب العسكري، في أقل حجم لها، مما يعني أن كتل الحراك الثوري، وصلت للكتلة الحرجة، مع بقاء كتل لا تؤيد أي طرف. فالكتلة الحرجة للثورة، هي تلك الكتلة المؤمنة بالحرية، والمؤيدة لخيارات عامة الناس، والتي تقبل بالهوية والثقافة السائدة في المجتمع، والتي تعرف أن الحرية هي التي تحقق التنمية والتقدم، وتعرف أن الخبز لا يأتي دون حرية.