لو يعلم محمد على باشا ما ألت إليه ترعة المحمودية بالإسكندرية التى أمر بحفرها فى مايو 1807 لتصبح شرياناً للمياه العذبة وما يحدث لها الآن فى عهد الإنقلاب لخرج من قبره يصرخ "الله يخرب بيتكم ضيعتوها وقهرتونا". كانت ترعة المحمودية تعد فرعًا مهمًا لري آلاف الأفدنة، وتبكى اليوم شدة الإهمال، لدرجة انها أصبحت مرتعاً للحيوانات النافقة وورد النيل وسلة للقمامة وسط غفلة المحافظة ونسيان دور الترعة الكبير قديماً وحديثاً فى توفير المياة للمزارعين. جيل الآباء والأجداد يبكى ليل نهار على ضياع ترعة المحمودية والتى كانت مصدراً لمياة الشرب ،وأصبحت فى عهد الإنقلاب مصدراً للدعارة أسفل كباريها وبوابة لرمى القاذورات ومخلفات المصانع بجانب سيطرة البلطجية عليها بوضع اليد فى ظل انشغال المحافظ بحفلات الأوبرا والأتيليهات والمشى على الكورنيش. ويواجه فلاحو الأسكندرية معاناة كبيرة ويشتكون من إختفاء المياة من الترعة التى كانوا يعتمدون على مياهها فى رى الأراضى خاصة فلاحو قرى منطقة أبيس. يشار الى أن محافظ الإسكندرية الانقلابى اللواء طارق المهدى ومسئولى الرى قاموا بزيارة خاطفة لترعة المحمودية وشاهدوا بأعينهم كم الفساد والإهمال وجفاف الترعة بجانب الروائح الكريهة وإلقاء الحيونات النافقة بها والتى تتسبب فى كارثة بيئة لأهالى المناطق الملاصقة للترعة. بعض المسئولين فى الإسكندرية والبحيرة زاروا مسار ترعة المحمودية بطول أكثر من ستين كيلو متر من الإسكندرية حتى مدينة المحمودية وشاهدوا مضخات رفع المياه الأساسية بمحطة العاطفة ثم قناطر إدفينا على فرع رشيد .وأكدوا انخفاض منسوب المياه فى جميع الترع ، بالإضافة إلى إهمال بدرجات مختلفة فى التخلص من ورد النيل فى حدود الإسكندرية و داخل فرع رشيد وفى تطهير قاع و جوانب الترعة من الطمى. فضلاً عن وجود إشغالات على جانبى الترعة تعوق عمليات أنزال الحفارات للتطهير. ورغم تنبيه نائب المحافظ السابق الدكتور حسن البرنس المعتقل حالياً من قبل قوات الإنقلاب الى عقبات يجب أن تزال نهائياً ومنها وجود قمامة بالقرب من فتحات المياه فى السيوف والذى طلب تخصيص مجموعة للتنظيف المستمر للترعة إلا أنه لم يتم تنظيف الفتحات حتى الان . فى المقابل يشكو مرضى الإسكندرية خاصة مرضى مستشفى "الجمهورية " بمنطقة كرموز من إنبعاث روائح كريهة الى داخل غرفهم ،وقيام مجهولين بحرق كميات كبيرة من النحاس مما ضاعف الأهمال والمرض .واكدوا أنهم تقدموا بشكاوى دون جدوى . وقال النشطاء أن ترعة المحمودية شريان للمياة ومصدر عيش لألاف المزارعين ،وتقدموا بإثبات حالة للترعة وما وصلت إليه لكن دون رد من المحافظ أو وزارة الرى . ويبقى الوضع على ما هو عليه حتى إشعار أخر وربما حتى تختفى الترعة من الوجود مع إرتفاع مستوى القمامة وإستحواذ البلطجية بدءاً من منطقة كرموز وحتى العوايد على مساحات من حرم الترعة ووضع منصات لمقاهى شعبية وملاهى ومراجيح واستيلاء شركة منصور شيفورلية على مساحة 2000 متر لجراج سيارته وسيارات موظفيه بكوبرى الناموس.