تبنت حرائر الإسكندرية، اللائي تم الإفراج عنهن مؤخرا في القضية المعروفة باسم قضية "فتيات 7الصبح"، خلال مؤتمر صحفي، إطلاق حملة لدعم حرائر المنصورة المعتقلات في سجون الانقلاب على خلفية مشاركتهن في الفعاليات المناهضة للانقلاب. واحتفل حزب الاستقلال بحرائر الإسكندرية، حيث قام بتكريم الفتيات بمشاركة لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وحركة "صحفيون ضد الانقلاب" بحضور عدد من قيادات الحزب وأعضائه، وسط حضور عدد من أهالي الفتيات وتغطية واسعة من وسائل الإعلام. وقالت سلمي رضا، إحدى حرائر الإسكندرية،: "سنظل مستمرين في مسيرتنا، ولن نتراجع خطوة للوراء، فنحن نعبر عن رأيينا ومواقفنا بمنتهى السلمية، إلا أننا نعيش دولة بلا قانون، في ظل تواجد أكثر من 15 ألف معتقل، ونحن نشعر بأوضاعهن، ونعامل معاملة غير إنسانية. وأعلنت رفضهن للمشاركة في الاستفتاء على دستور الانقلاب، لأنه بني على باطل، ولن نقبل به. وفي تصريحات لها، أكدت سمية بشر، إحدي فتيات الإسكندرية، أن ما وصلوا إليه كان بفضل الله وبفضل الشعب والطلاب الذين ساندوا حرائر الاسكندرية في ازمتهم، فقد كان لهم دور كبير حتي استطاعوا الخروج من هذه الزمة العصيبة، والتي لم تفت في عضدهن. وأوضحت أنهن أطلقوا حملة "حرائر المنصورة ومختفطات الحرية"، لأنه لا يزال هناك حرائر المنصورة وطالبات الأزهر في سجون الانقلاب، مشيرة إلى أن فرحتهن الكبيرة ستكون يوم عودة الشرعية كاملة للشعب المصري، وعلى رأسها عودة الرئيس الدكتور محمد مرسي. ونوهت "بشر" إلى أنهن مصرين على إكمال مسيرتهن للنهاية، وأنهن لن يتراجعن مهما حدث، وأن الخوف لا يعرف طريقا لقلوبهن، مضيفة بأن القضية لا تتمثل فيهن فقط، خاصة أن هناك أكثر من 15 ألف معتقل، ولذلك سيواصلن مسيرتهن. وقالت أية كمال إنهن شاركن في الفعالية المناهضة للانقلاب، كي يعيدوا الحقوق لبلادنا، وخاصة حقوق الشهداء والمصابين، وأنهن لن يتراجعن، مشيدة بصمود الطلاب والشباب في وجه الانقلاب. كلمات بالنيابة عن فتيات الاسكندرية، عبرن فيها عن صمودهن وإصرارهن علي مواصلة مسيرتهن، وأن ما حدث معهن لم ينل منهن، بل علي العكس جعلهن أكثر إصرارا وصمود في مواجهة السلطات الحالية. ووجه الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، رئيس جلنة الحريات بنقابة الصحفييين، رسالة لحرائر الاسكندرية، قائلا:" صوركم في السجن كان تحتل الصحف العالمية وفي الصفحات الأولي، والرأي العام العالمي كان رافضا لحبسكن، إلا أن هذا الحكم كشف عن أن القضاء المصري هو قضاء ملاكي وفاسد، وأنتن نموذج للمراة المصرية الملتزمة والمنضالة". وهتف الذين حضور المؤتمر بصوت عالي: "الحكاية مش إخوان.. الحاكية عسكر خان"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"اهلا اهلا يا بنات.. أنتوا رمز للثبات"، و"يا بنات اسكندرية.. أنتوا رمز للحرية"، و"يا بنات شرفتوا مصر.. أنتوا طريقنا ليوم النصر"، و"يا بنات اسكندرية.. أنتوا أرجل من الداخلية"، و" "ثوار،، أحرار.. هنكمل المشوار". وقال مجدي أحمد حسين، رئيس حزب الاستقلال "العمل الجديد سابقا"، إن موعد النصر لا أحد يعلمه إلا الله، فنحن أمة لا تهزم، تنتصر أو تموت، وعندما يتسع الهجوم تتسع ردات الفعل، وهذه اللحظات غنية ببشريات النصر، لأن من يقرأ تاريخ الثوارت يعرف أنه حينما تشارك السيدات بكثافة يقترب موعد النصر، وهو ما ظهر جليا في الثورة الايرانية، والتي انتصرت بمشاركة النساء بكثافة فيها، وبالتالي فمشاركة النساء في الثورة ضد الانقلاب من علامات انهيار النظام الانقلابي. وأوضح "حسين" أننا نعيش موجة ثورية حقيقة جديدة امتداد لثورة 25 يناير، إلا أن ثورتنا قد تستغرق بعض الوقت لتنتصر، وليس امام بديل اخر إلا استكمال مسار ثورتنا، فباطن الأرض أفضل لنا ألف مرة من أن نعيش تحت عبودية الانقلاب. وشدّد "حسين" علي أن الشعب سينتصر في كل الأحوال، وأنه لا تنازل عن محاكمة القتلة والمجرمين، والمجلس العسكري الذي أصدر قرارا بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة حتما سنقتص منه يوما ما، وقال:" استغرب كثيرا مهاجمة قوات المظلات والصاعقة للفتيات ولطلاب الأزهر، ولذلك بعض الذين خدعوا في الانقلاب العسكري، حينما رأوا ما حدث مع حرائر الاسكندرية، أفاقوا وتغيرت مواقفهم". من جهته، قال أحمد عبد العزيز، أمين الإعلام بالحزب وأمين عام حركة صحفيون ضد الانقلاب، إن هذا التكريم ياتي كنوع من التقدير البسيط لهؤلاء الفتيات وتعبير عن امتناننا وفخرنا بموقفهن الرائع، والذي اظهروا خلاله صمودا بطوليا أبهر الجميع في الداخل والخارج، وزاد عزيمة ومقاومة الثوار الاحرار الرافضين للانقلاب العسكري الدموي الذي ظن وتوهم بأنه باعتقال هؤلاء الفتيات وغيرهن بأنه سوف يقضي علي الثورة ضده ويطفئ جذوة المقاومة. وتابع :" لكن كان ثبات هؤلاء الحرائر في اقفاصهن كان بمثابة الصدمة والرعب للانقلابين الذين لم يجدوا بدا من الافراج عنهن في نهاية المطاف". كما وجه "عبد العزيز" التحية لمحامي الفتيات، وعلي راسهم المحامي أحمد الحمراوي، الذي دفع ثمنا من حريته باعتقاله دفاعا عن قضية هؤلاء الشرفاء، وكذلك المحامية شيماء مصطفي التي لاقت الكثير من العنت والمعاملة الخشنة من جانب الانقلالابيين، ولكن لم يفت ذلك في عزيمتها، لافتا إلي الجهد الكبير الذي قامت به هيئة الدفاع باكملها والتي يبلغ عددها ما يقرب من السبعة محامين من مختلف التيارات السياسية المختلفة ضاربين المثل في التوحد الثوري والاخلاقي في مواجهة جرائم العسكر متعالين علي اية خلافات سياسية. وطالب "عبد العزيز" ببذل كل الجهد والتكاتف من أجل الأفراج عن حرائر المنصورة اللئي تم التجديد لهن خمسة عشرة يوما للمرة الثالثة علي التوالي وسط عدم اهتمام اعلامي وسياسي يليق بحجم تضحيات هؤلاء الحرائر ومعناتهن خلف الاسوار دون اي جريرة او جريمة اللهم إلا المطالبة بالحرية ورفض الذل والقتل والاستبداد من جانب سلطات الانقلاب. وقام مجدي حسين، رئيس حزب الاستقلال، ومحمد عبد القدوس، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، بتكريم الحرائر وقدمن لهن، شهادات تقديرية ودرع تكريم وكتب كجوائز رمزية لفتيات الاسكندرية.