إنضم قطاع الرياضة إلى الطابور الطويل الغاضب من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد ، بعد أن أعلنوا رفضهم لوضع الرياضة في الدستور ، وواصل المسيطرين على الدستور عنادهم ورفضوا مطالب الرياضيين ، على طريقة " اللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط " ، وكأن البلد بلدهم واللي مش عاجبه يروح في ستين داهية يشوف له بلد تانية. مسودة الدستور نصت في مادتها 61 على " ممارسة الرياضة حق للجميع ، وعلى مؤسسات الدولة والمجتمع إكتشاف الموهوبين رياضيا ورعايتهم ، وإتخاذ ما يلزم من تدابير لتشجيع ممارسة الرياضة " ، هكذا كانت وجهة نظر الإخوان في الرياضة ، رافضين الإعتراف بالتطور الكبير الذي حدث في الرياضة على مستوى الإحتراف ، مثلما رفضوا من قبل كل المطالب التي طالبت بها بقية القوى المدنية والوطنية ، وغير معترفين بأحد غيرهم . سأل البعض ، لماذا يصر الإخوان على السيطرة على الرياضة والموهوبين ؟ ولماذا رفضوا مناقشة أهل الرياضة فيما يحتاجونه في الدستور الجديد ؟ ولماذا الإصرار على السيطرة على الأندية الرياضية ؟ كلها أسئلة رفض الإخوان المسلمين الإجابة عنها ولن يجيبوا لأسباب تخصهم . أجاب القيادي السابق بجماعة الإخوان المسملين ثروت الخرباوي ، عن الأسئلة السابقة وأسباب تمسك جماعة الإخوان في الدستور الجديد بالسيطرة على الأندية الرياضية ، حينما إعترف بإن الجماعة إستخدمت الأندية في تدريب عناصرها على الألعاب القتالية والدفاع عن النفس في نادي الشمس منذ سنوات طوية ماضية ، نعم هكذا قال قيادي سابق بجماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على مصر ومفاصلها الأن مؤقتا . نعم الإخوان المسلمين يريدون إستخدام الأندية الرياضية لتدريب مليشياتهم ، هذا ليس كلام كاتب السطور ، ولكنه كلام قيادي سابق في الجماعة وقاله في برنامج " صباح أون " على قناة " ON TV " ، ويمكن الرجوع إليه ، ولا أعرف هل الأندية وجدت ليستخدمها الإخوان المسلمين في تدريب ميلشياتهم ؟ الكلام الخطير الذي قاله الخرباوي لم يتوقف عند حد إستخدام الأندية الرياضية لتدريب ميليشات الإخوان ، بل إنه قال كلاما أخطر من ذلك بكثير من خلال كتابة الجديد " سر المعبد " الذي يروي فيه تفاصيل مذهلة عن العمل داخل الجماعة ، حينما قال أن الإخوان لا يعترفون بالوطن ، نعم لا يعترفون بالوطن ، ولكنهم يعترفون فقط بالجماعة ، هكذا قال ، ودلل على كلامه عندما قال المرشد العام السابق جملته الشهيرة " طظ في مصر " . للأسف الشديد ، إستغل الإخوان المسلمين نجاحهم في الإنتخابات الرئاسية ليسيطروا على مصر وكأنه لا يوجد غيرهم في البلد ، وللأسف أيضا هناك من يدعمهم من الرياضيين لأهداف وأسباب شخصية وإنتهازية ، تماما مثلما كان يحدث في النظام السابق ، وكأن الثورة قامت لتزيح نظاما ديكتاتوريا لتأتي بنظاما أكثر وأعنف ديكتاتورية ، ومن يعترض يتم تصويره على أنه ضد الإسلام . ياسادة .. الإخوان ليسوا الدين الإسلامي ولن يكونوا ، ومحاولة السيطرة لن تنجح في مجتمع عنيد وقاهر لمن حاولوا السيطرة عليه مثل المجتمع المصري والتاريخ يشهد بذلك ، ولكن أهل السلطة الأن لا يريدون قراءة التاريخ ، فالقيم لا تصنعها الأنظمة ولكن تصنعها المجتمعات ، هكذا علمنا التاريخ ، ف " مصر " التي أحتلت لألاف السنين لم يؤثر فيها الإحتلال الأجنبي ، ولن يؤثر فيها الإحتلال الجديد . فوز الأهلي ببطولة دوري أبطال أفريقيا ، وخروج الجماهير للإحتفال باللقب الأفريقي ، برغم حالة الحزن التي غلفت مصر منذ صباح يوم السبت ، بسبب وفاة العشرات من أطفالنا في حادث القطار ، يؤكد أن كرة القدم تمثل جزء مهما من حياة المصريين ، ولابد وأن يكون ذلك رسالة للدولة الرافضة عودة النشاط الكروي في مصر لأسباب تخص مسؤوليها .