حبست البرتغال انفاسها لمدة ثلاث ثوان عندما سدد البديل هيلدر بوستيجا ركلة الجزاء الخامسة للمنتخب البرتغالى فى مباراته بدور الثمانية امام المنتخب الإنجليزى، حيث تهادت الكرة كأوراق الخريف فى مرمى الحارس الإنجليزى ديفيد جيمس، فى لعبة فنية خالصة كسرت قليلاً من حدة الأجواء العصيبة التى غمرت ملعب ستاد دى لوش بالعاصمة لشبونة، لتصبح ركلة محورية فى رحلة صعود أصحاب الأرض إلى نصف نهائى كأس الأمم الاوروبية. و قد لا يعلم الكثيرون أن الملهم الحقيقى لبوستيجا و العديد من لاعبى الكرة فى العالم من منفذى ذلك النوع من الركلات الساحرة هو عملاق الكرة التشيكية انتونين بانينكا، الذى كان أول من باغت العالم بهذه اللعبة بركلته التى أهدت منتخب بلاده أول لقب أوروبى لها عام 1976 على حساب الماكينات الالمانية، حيث تهادت كرته فى مرمى الحارس العظيم سيب ماير بشكل وصفه أسطورة الكرة البرازيلية بيليه بأنها لعبة نتاج ذهن لاعب عبقرى أو رجل مجنون. و لعل ركلة بوستيجا أعادت مرة أخرى اسم بانينكا إلى الأذهان و إلى صفحات الجرائد أيضاً ،و منها صحيفة AS الأسبانية التى اجرت مع النجم التشيكى حواراً شيقاً حول ذكريات 1976 و احداث البرتغال 2004، و فرص التشيك فى إحراز اول لقب قارى لهم بعد 28 عاماً. لقد تذكرناك على الفور عندما سدد بوستيجا ركلة الجزاء فى مباراة انجلترا على طريقتك الخاصة التى قمت بها امام المانيا عام 1976، ما رأيك فى ما فعله بوستيجا؟ لقد كانت ركلة رائعة بالفعل، خاصة إذا علمنا أنها كانت الضربة الخامسة للمنتخب البرتغالى، مما كان يعنى إقصاء البلد المضيف فى حالة ضياعها. و لعل هذا ما اعطى لركلة بوستيجا أهمية مضاعفة، و مذاقاً مختلفاً. و لكنك أنت صاحب العلامة المسجلة لهذه النوعية من الركلات؟ هذا صحيح، و انا أشعر بسعادة غامرة عندما أعلم بأن العديد من اللاعبين الكبار فى العالم الآن يسددون ركلات الترجيح بنفس الطريقة، خاصة أنها طريقة رائعة أيضاً لتسجيل الأهداف، و إيداعها الشباك.
بانينكا فى نهائى عام 1976 أمام المنتخب الألمانى لا بد إنك تشعر بالفخر الشديد ان إسمك لا يزال عالقاً بأذهان جمهور كرة القدم حتى الآن؟ إنه لشئ رائع أن يتذكرنى الجميع بعد الركلة التى سددتها فى مرمى الحارس الألمانى الرهيب سيب ماير، و التى يعتبرها البعض واحدة من اللحظات المميزة فى تاريخ كرة القدم العالمية. هل لك أن تفسر لنا كيف سددت تلك الركلة للمرة الأولى فى مرمى ماير؟ لقد كنت دوماً أفضل تسديدها بهذه الطريقة، و ذللك على الرغم من قدرتى وقتها على تسديدها فى الزاوية اليمنى أو اليسرى، أرضية أو مرتفعة، إلا أننى فضلت تسديدها على نحو مختلف و مباغت تماماً ، و لحسن الحظ فإن الأمور جرت على نحو حسن. ماذا الذى كان يدور بذهنك قبل تسديدك الكرة وقتها؟ كان يشغلنى وقتها فكرة التفوق على حارس المرمى، و مباغتته، و هو أكثر ما عشقته فى هذه الركلة، فلقد كان امامى العديد من الخيارات الأكثر أماناً، و لكنى فضلت الخيار الذى لم يكن يتوقعه ماير مطلقاً. و تجدر الإشارة أيضاً إلى حجم التدريبات المتواصلة التى قمت بها لركل الكرة بهذه الطريقة، إنها ليست بالركلة السهلة مطلقاً.
"إنه لشئ رائع أن يتذكرنى الجميع بعد الركلة التى سددتها فى مرمى الحارس الألمانى الرهيب سيب ماير، و التى يعتبرها البعض واحدة من اللحظات المميزة فى تاريخ كرة القدم العالمية". انتونين بانينكا هل طاف بخاطرك و لو للحظة أن نسبة إهدار الركلة كان مرتفعاً؟...ماذا لو أن ماير وقف مكانه و تمكن من صد الكرة بسهولة؟ يجب أن نعلم جميعاً أن ركلات الترجيح هى لحظات عامرة بالتوتر العصبى، و أنها أقرب ما تكون لمنازلة نفسية بين اللاعب و حارس المرمى. و أهم ما يجب التحلى به لحظة تسديد ضربتك هى الثقة الكاملة فى نفسك و فى قدرتك على إيداع الكرة بمرمى المنافس، ثم توافر الحرية الكاملة لك لتسديد الكرة بالطريقة التى تفضلها. الشعور بالإرتياح الكامل هو مفتاح ركلة الجزاء الناجحة. ما الذى كنت تشعر به عندما تقدم الحارس البرتغالى ريكاردو لأداء ركلة الجزاء الحاسمة فى مباراة بلاده أمام انجلترا، هل تعتقد إنه كان القرار السليم؟ لى نظريتى الخاصة فى هذه المسألة، و هى أن حراس المرمى من أقدر اللاعبين على تسديد ركلات الترجيح، خاصة و أنهم أكثر من فى الملعب خبرة بهذه المواقف، كما انهم يملكون أفضلية كبيرة لتنفيذها بنجاح فى ظل درايتهم الكاملة بنفسية حارس المرمى الذى ينتظر الكرة بالجهة الأخرى. حراس المرمى هم الإختيار الأنسب لمثل هذه المواقف برأيى. إذا انتقلنا للحديث عن منتخب بلادك فى هذه البطولة ..كيف ترى اداء التشيكيين فى "البرتغال 2004"؟ إنهم يقومون بعمل رائع، و يلعبون بطولة كبيرة بالفعل. أنى أرى فريقاً منظماً ، يلعب كرة جماعية بعقلية ايجابية للغاية، يمتلك طموحاً بلا حدود للذهاب إلى أبعد مدى، من أجل تتويج جهود الفريق بأكلمه، و ليس لتحقيق الأمجاد الشخصية فقط. إذن كيف ترى مردود نجمى الفريق باف