معادلة غير متزنة لكن كرم جابر نجح في تحقيقها.. من دون اهتمام أو مال أو حتى مدرب نجح نجم المصارعة الرومانية المصري في قنص ميدالية أوليمبية ثانية للفراعنة. جابر فاز بالميدالية الفضية بعدما وصل للنهائي في وزن 84 كجم وخسر أمام الروسي آلان خوجاف. لكن من يسمع تصريحات جابر قبل الأوليمبياد وتحديدا في ال28 من شهر مايو لا يتوقع فوزه بميدالية، بل ينتظر إخفاق أخر على غرار ما حدث في بيكين 2008. فجابر صرح منذ ثلاثة أشهر "لا أطلب الكثير، فقط مدرب.. أنا لا يعمل معي إداري أو طبيب أو أي أحد، تركوني دون اهتمام". وتابع "هل هكذا يعامل لاعب أوليمبي يحمل ميدالية سابقة ويملك فرصة لقنص أخرى من أجل بلاده؟". ذكريات قديمة حقق جابر فضية لندن رغم ظروف صعبة، دفعته للتصريح قبل الأوليمبياد "أحجز بنفسي تذاكر السفر، وأدفع ثمن الرحلات والإقامة في الدول التي تستضيف دورات تساهم في إعدادي". وهنا تجدر الإشارة إلى أن المشكلة لم تكن الأولى من نوعها بالنسبة لجابر، الذي هدد بالاعتزال من قبل وتحديدا بعد قنصه ذهبية أثينا. فمن بعد إنجاز 2004، عانى جابر من تجاهل المسؤولين أيضا، وقد كان وقتها في أوج عطائه ويبحث عن ميدالية جديدة لمصر في بيكين 2008. ويمكن استرجاع تصريحات جابر في 2006 حين قال: "أفكر في الاعتزال لأن استمرار تجاهلي سيحرمني من تحقيق نتائج جيدة في أوليمبياد بكين 2008". وأضاف جابر "المنافسين ممن هم أقل مني يتمتعون في بلادهم بقدر كبير من الاستعداد والمعسكرات ، بينما لا يهتم أحد بإعدادي للمنافسة". وقتها حدث المتوقع وودع جابر بطولة أوليمبياد بيكين في 2008 من الدور الأول، ووضح أن اسطورة المصارع المصري تخفت وبريقه يوشك على الانطفاء. وسافر جابر إلى أمريكا، وحاول التحول إلى لعبة أخرى مثل المصارعة الحرة أو الشوارع، كما أعلن أن هناك عروض له للحصول على جنسية الولاياتالمتحدة وتمثيل منتخبها. استفاقة بطل ثم عاد جابر إلى طريقه الوطني، وقرر التدرب وبات مستعدا للعمل من جديد على حلم ميدالية في لندن 2012. المثير هنا أن جابر قبل لندن 2012 وصل به الحال لدرجة أنه طلب الاستعانة بشقيقه للعمل كمدرب، إذ صرح "حتى لا تكون هناك أزمة في توفير مدير فني يستطيع أخي مساعدتي". وأضاف "أخي يدرس التدريب في الولاياتالمتحدةالأمريكية ويمكنه مساعدتي أكثر من غيره لأنه نفسيا يفهمني جيدا، لكن حتى هذا الطلب لم يلق اهتماما". وأكد جابر بعد ذلك "أخي بات يساعدني بشكل شخصي دون منصب، ودفعت من جيبي ثمن تذاكر السفر إلى إيطاليا وخضت معسكر هناك ودفعت نفقاته.. لا مشكلة، الهدف هو الميدالية". وحتى يحقق جابر حلمه أخذ تحركا ذكيا بإنقاص وزنه 13 كيلو جرام حتى يلعب في وزن 84 كيلو، وهو ما أتاح له فرصة منازلة أبطال أقل منه قوة. وحقق جابر – 32 عاما – مراده، فأصبح أعظم رياضي في تاريخ مصر الأوليمبي بعدما جمع بين فضية لندن 2012 وذهبية أثينا.