لشبونة (البرتغال) ا.ف.ب: يضحك كثيرا من يضحك اخيرا. انه مثل فرنسي شهير نفذه زملاء زين الدين زيدان بحذافيره عندما انتزعوا الفوز من انجلترا 2-1 في الوقت بدل الضائع من المباراة التي اقيمت بينهما على ملعب "لا لوز" الاحد ضمن نهائيات كأس امم اوروبا لكرة القدم ليستهلوا حملة الدفاع عن اللقب الذي احرزوه على حساب ايطاليا بافضل طريقة ممكنة. وكرر المنتخب الفرنسي بالتالي سيناريو المباراة النهائية لنسخة عام 2000 مع فارق بسيط انه سجل هدفيه في الوقت بدل الضائع في مباراة الاحد في حين احتاج الى هدف ذهبي ضد ايطاليا قبل اربع سنوات بعد ان ادرك له سيلفان ويلتورد التعادل في الوقت بدل الضائع ايضا. ومرة ثانية اثبت صانع الالعاب المتألق زين الدين زيدان انه ملهم المنتخب الفرنسي فاذا كان في قمة مستواه بلغ منتخب "الديوك" الذروة واذا لم يكن موفقا يتأثر المنتخب كثيرا وهذا ما بدا واضحا في المونديال الاخير عندما غاب زيدان عن المباراتين الاوليين فخسر الافتتاحية امام السنغال صفر-1 وتعادل في الثانية امام الاوروجواي صفر-صفر وعندما عاد ضد الدنمارك كان الامر متأخرا. ونجح زيدان بفضل موهبته واعصابه الهادئة في الاوقات الحرجة في تسجيل هدفين رائعين جاء الاول من ركلة حرة مباشرة احتسبت اثر خطأ لاميل هيسكي على كلود ماكيليلي في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع فرفع الكرة بحرفنة من فوق حائط الصد في الزاوية البعيدة لمرمى الحارس الانكليزي ديفيد جيمس الذي تابعها باسى داخل شباكه. واعتبر الجميع ان المباراة ستنتهي بالتعادل لكن خطأ اخر ارتكبه ستيفن جيرارد الذي حاول ارجاع الكرة الى حارس مرماه فاسرع تييري هنري الغائب تماما عن مجريات اللعب نحو الكرة لينفرد بالحارس فاعاقه الاخير واحتسب الحكم ركلة جزاء نفذها زيدان باعصاب فولاذية مانحا الفوز الاول لفريقه على انجلترا في بطولة كبرى. ولم تتردد الصحف الفرنسية في الاشادة بزيدان وقالت صحيفة "ليبيراسيون" ان زيدان "وجد المفتاح الانجليزي" معتبرة انه "اضاء الافق الفرنسي الذي كان مسدودا تماما حتى الدقيقة 90". ورفع زيدان رصيده في صفوف المنتخب الى 25 هدفا في 91 مباراة. وقبل بداية البطولة الحالية وعد زيدان الذي اختير افضل لاعب في العالم العام الماضي بان يمحو الموسم السيء الذي عاشه مع ريال مدريد حيث خرج فريقه خالي الوفاض كما لم يقدم هو شخصيا مستواه المعهود.
وضرب زيدان بقوة في مباراته الاولى وساهم الهدفان اللذان سجلهما في مرمى انجلترا في وضع منتخب فرنسا على الطريق الصحيح في محاولته لتحقيق انجازين يتمثل الاول بان يصبح اول منتخب يحتفظ بلقبه في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 1960 ومعادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب المسجل باسم المانيا (3 مرات). مسيرته ولد زين الدين يزيد زيدان من والدين من اصل جزائري هما اسماعيل ومليكة في 23 يونيو عام 1972 في مرسيليا (جنوب) وهو الخامس في اسرة تضم ثلاثة اشقاء هم جمال وفريد ونور الدين وشقيقة تدعى ليلى. وكان والده هاجر من الجزائر ليبحث عن لقمة العيش في فرنسا وعمل سائق شاحنة لاعالة عائلته. بدأ مسيرته في صفوف نادي كان قبل ان ينتقل الى بوردو حيث ظهرت موهبته تماما فلم يتردد يوفنتوس الايطالي في التعاقد معه مقابل 6 ملايين دولار. وقاد فريق السيدة العجوز الى العديد من الالقاب قبل ان ينتقل الى ريال مدريد العريق فحاز معه على كأس دوري ابطال اوروبا عندما سجل هدف الفوز في مرمى باير ليفركوزن عام 2002 والدوري المحلي الموسم الفائت. اما على صعيد المنتخب فخاض مباراته الدولية الاولى ضد التشيك في اغسطس عام 1994 عندما نزل احتياطيا في منتصف الشوط الثاني وكان فريقه متخلفا صفر-2 لكنه سجل هدفين ليدرك التعادل. وساهم زيدان في احراز فرنسا كاس العالم للمرة الاولى في تاريخه بتسجيله هدفين من اصل ثلاثة في المباراة النهائية ضد البرازيل في مونديال 1998 ثم في ان يتوج منتخب بلاده بطلا لاوروبا بعد عامين كما رفع معه الكأس القارية في اليابان عام 2001.