انتظرت حتى نهاية المباراة الأولى لمنتخب مصر في تصفيات كأس العالم حتى أبدأ انتقادي لما يحدث حول الفريق والذي بمقدوره نسف أحلامنا بالتأهل للمونديال بسهولة. بداية، تواجدك في مجموعة بها موزمبيق وغينيا وزيمبابوي يعطيك فرصة كبيرة للتأهل للدور النهائي من التصفيات، والذي تلتقي فيه بمنتخب كبير ذهابا وإيابا من أجل تذكرة العرس العالمي. فقد تنجح في خطف تأشيرة التأهل بعد 180 دقيقة ضد أحد منتخبات غانا أو الكاميرون أو تونس أو نيجيريا أو السنغال أو كوت ديفوار، خاصة وسط هذا الكم من اللاعبين الجيدين في المنتخب. وبالنظر إلى ما تضمه المجموعات العشرة من منتخبات.. فإن عبورك لهذه المجموعة والوقوع أمام بطل المجموعة الأولى أو الخامسة أو العاشرة قد يسافر بك لشواطئ الكوبا كابانا في صيف 2014. أما قبل.. بالعودة للحديث عما يجري حول الفريق، خلال الشهرين الأخيرين وحتى الآن، يكاد عقلي أن يطير من التعجب لموقف الأمن الرافض لإقامة أي مباراة ودية لمنتخب مصر على الأراضي المصرية، وكأن الجماهير تعودت أن تملأ جنبات الاستاد في مباريات الفراعنة الودية. حين حضرت حفل "الملك" محمد منير في العين السخنة وسط أكثر من 80 ألف شخص في أجواء ثورية، قلت لأصدقائي: هل تخاف الحكومة من إقامة مباريات ودية لا يحضرها أكثر من خمسة آلاف متفرج، ولا تخشى هذا الحضور الكبير؟ أنا سعيد جدا بأن الداخلية مصرة على فرض معايير الأمن في الاستادات، لكني لا أفهم لماذا لا يتحرك أحد لتطبيق هذه المعايير؟ ورغم هذا الموقف، تفانى بوب برادلي وجهازه المعاون في عمله وسافر إلى أكثر من دولة شقيقة لخوض ودياته وسط توقف النشاط الكروي، وحتى حين لعب المنتخب أول مبارياته الرسمية كالغريب في داره، وسط تجاهل شعبي وإعلامي لانشغال الجميع بالسياسة. أما بعد..
لا أنكر سعادتي حين علمت بالتشكيل الذي غامر به برادلي في أول اختبار رسمي، فالزج بأربعة لاعبين يخوضون لقاءهم الدولي الرسمي الأول في التشكيلة الأساسية ليس بالأمر بالهين، سواء على المدير الفني أو اللاعب نفسه. سعادتي بالتشكيل خطفها الخوف من "النفسيات اللي موجودة على الدكة"، فالأسماء رنانة والنفس أمارة بالسوء، فبالتأكيد أحدهم قال لنفسه: "أزاي العيل ده يلعب وأنا بره"؟ تأكدت شكوكي بعد ما حدث من عماد متعب عقب محاولته مغادرة الملعب حين أجرى برادلي التغيير الثالث للفراعنة وعلمه بأنه لن يشترك في المباراة، وذلك رغم أنها الأولى من أربع مواجهات يلعبها المنتخب هذا الشهر. عليه أن يعلم هو وغيره أن هذه التصرفات الصبيانية لن تقود المنتخب لعبور هذا المعترك السهل على الورق والصعب على أرض الواقع، وأن اللعب بشكل أساسي ليس حكرا على أحد. أوكازيون.. كدت أن أقذف التليفزيون بشيء بعد الأداء المذري الذي شاهدناه بعد الهدفين، وكأن الفريق لا يدرك أن فارق الأهداف قد يلعب دورا حيويا في نهاية التصفيات، "دحنا كل مرة بنعيط على فرق الأهداف". زاد غضبي أكثر عند معرفة نتيجة مباراة غانا وليسوتو في التصفيات نفسها، فالنجوم السمراء اكتسحت ضيوفها بنتيجة 7-0، لتوجه رسالة تحذير شرسة لكل المنافسين وتضمن أن يصب هذا العامل في مصلحتهم حين يتم الاحتكام إليه. أرجو الانتباه لهذا الأمر مبكرا كي لا نصل في النهاية لحسابات تصفيات كل مونديال.. أن نتمنى فوز المنتخب بنتيجة 13-0، مقابل خسارة المنافس 9-0 حتى نتأهل لكأس العالم. ناقشوني على تويتر: http://twitter.com/7elmy7elmy وعلى فيس بوك: www.facebook.com/7elmy7elmy