كل يوم أتأكد أن حال الوسط السياسي لا يختلف كثيرا عن الوسط الكروي، فكلاهما يجتمعان في صفة الكذب والخداع والمراوغة، للضحك على البسطاء للحصول على أصواتهم. على مدار سنوات طويلة عاش الشارع الكروي في كذبه كبيرة من صناعة من تولوا مسؤوليتها، حينما قالوا للجماهير السذاجة إن الكرة المصرية الأفضل في منطقتنا. في الوقت الذي كانت تدار الكرة المصرية – سواء في الأندية أو في الاتحاد – من باب أكل العيش والتكسب من ورائها، وإدعوا كذبا إنهم يعملون عملا تطوعيا، برغم أن أغلبهم أصبحوا من الأغنياء. الرياضة الأفضل لا تقاس بالنتائج فقط، بل تقاس بمدى انتشارها، فهل كرة القدم في مصر منتشرة بالقدر الذي يجعلها الأفضل؟ كم عدد ملاعب كرة القدم التي تمنح الحق للجميع في ممارستها؟ وكم عدد لاعبي كرة القدم المسجلين رسميا في الاتحاد؟ الإجابة على هذه الأسئلة يوضح ما إذا كانت كرة القدم المصرية الأفضل من عدمه. لم يبتعد أهل السياسة كثيرا عن أهل الرياضة ، فإذا كان البعض يرى أن ترشح بعض "الفلول" من الحزب المنحل أمر لا يجب ولا يصح بعد ما حدث في 25 يناير 2011، فالكرة المصرية مازال يسيطر عليها الفلول وستستمر سيطرتهم بكل أسف في الفترة المقبلة، ومن يشكك في ذلك عليه مراجعة أسماء من يرغبون في ترشيح أنفسهم لمجلس إدارة اتحاد الكرة. الحال أهون كثيرا في عالم السياسة، لأن أغلب المرشحين للرئاسة الأن ليسوا جميعا من الفلول ، ولكن في اتحاد الكرة كلهم " فلول ولاد فلول" وتحديدا في منصب الرئيس ، والمؤشرات لا تشير إلى حدوث مفاجآت. أكاذيب مرشحي الرئاسة حدث عنها ولا حرج ، فاللجنة العليا للانتخابات حددت 10 مليون جنية كحد أقصى للصرف على الدعاية الانتخابية، وكل مرشح يظهر في برنامج تليفزيوني – أقرب للبرامج الكوميدية – يؤكد أن حملته لن تتعد المبلغ المحدد، برغم أن الشواهد تؤكد أن المصروفات تعدت ذلك بكثير – باستثناءات ضعيفة للغاية من بعض المرشحين –، بل أن بعض المرشحين يخرجون للرأي العام وكأنهم لا يجدون ما يكفيهم من أموال للصرف على دعايته الانتخابية ، أو إنهم يسألون الله حق النشوق ، وهو كذب واضح ومكشوف. كل مرشحي الرئاسة أفاضوا في كذبهم ، وكلهم أكدوا أنهم سيرفعون ميزانية التعليم والصحة والمرتبات، وغير ذلك من كلام يدغدغ مشاعر الفقراء ، وكلهم أيضا لم يوضحوا للراي العام من أين سيأتون بتلك التكاليف. كيف نثق بمرشح لتولي رئاسة الجمهورية يكذب منذ البداية؟ وكيف يؤتمن على مستقبل بلد كبير يعاني بشدة؟ وكيف تثق الجماهير في مرشح يدعي الأن عكس معتقداته المعلنة سابقا؟ وكيف يقبل مرشح رئاسي يدعي إحترام نفسه أن يحصل على أصوات الناخبين الفقراء مقابل الزيت والسكر والأرز واللحمة مستغلين حاجتهم وفقرهم؟ والغريب أن كل من يكذبون الأن يدعون تدينهم وإيمانهم – هو مش الكذب حرام شرعا برضه - ؟! التراشق بين زوار مواقع التواصل الإجتماعي على مرشحي الرئاسة ، وترشيح كل فريق لمرشحه المفضل ، أصبحت مثل توقعات الجماهير على نهائي بطولة دوري أبطال أوربا، ففي الوقت الذي كان الجميع يرشح ريال مدريد وبرشلونة للنهائي، وجدنا أنفسنا أمام بايرن ميونيخ وتشيلسي ، وحسم صراع الإنتخابات الرئاسية لن يكون من على مواقع التواصل الإجتماعي ، ولكن سيحسمه الفقر والجهل بكل أسف وحزن ، والتجارب السابقة تنبأ بما ليس فيه خير للبلد ، وندعو الله ألا يتكرر الأمر نفسه لأن البلد لا تحتمل التجارب. • كل فترة تخرج علينا بعض وسائل الإعلام لتؤكد أمرا عن محمد أبوتريكة ، فمرة قالت إنه مرشح لعضوية لجنة الدستور السابقة ، والأن قالت إنه يؤيد مرشح جماعة الإخوان المسلمين في الإنتخابات الرئاسية ، وخرج تكذيب على لسان واحد من مسؤولي " الجماعة " ، وصمت أبوتريكة برغم أن اللاعب ظهر في أحد مؤتمرات مرشح الإخوان ، هو مين الكذاب؟ • سألني البعض : هل يعتبر د . عبد المنعم أبوالفتوح من فلول الإخوان المسلمين ؟ قلت حاشا لله أن يكون د . أبوالفتوح من فلول الإخوان ، بل إنه أحد أقطاب الإخوان وسيظل هكذا بمرجعيته وقناعاته ، بصرف النظر عن مسألة إستقالته من الجماعة أو إقالته أو بالكلام الوسطي الذي يخرج به على وسائل الإعلام لزوم الإنتخابات فقط ، الصحافة فين ؟!!!! • الحادث المؤسف الذي حدث من لاعب الزمالك شيكابالا، تجاه مدربه حسن شحاتة، لا يجب ان يمر مرور الكرام على القلعة البيضاء ، ودون ان يخرج علينا كدابي الزفة ليقولوا أن شيكابالا بيحب الزمالك بيموت فيه، لأنه سيكون كلاما من نوعية الكدابين أهم!!