قد تعتبرني سيء الظن وأن اللعبة كانت مجرد خطأ عاديا يحدث ويتكرر باستمرار في كرة القدم ولن ينتهي، ولكن في الحقيقة تلك اللقطة تحتاج لرصد بعض الملامح التي تستحق التوقف. أتحدث هنا عن ركلة الجزاء التي احتسبت للأهلي أمام سموحه في مباراة الفريقين من المرحلة 14 من الدوري الممتاز يوم السبت. بنظرة مختلفة أعتقد أن خطأ "الحكم الجيد" محمد عباس في احتسابه ركلة جزاء لصالح الأهلي أمام سموحه لا يعتبر خطأ عاديا ولكنه نابع من الخوف أو "الضغط" أيهما تشاء. لا تتسرع في قرارك فأنا لا أتهم عباس إطلاقا بتعمد الخطأ أو حتى معرفته بأن الكرة خطأ خلال اتخاذ القرار ولكن وضعه تحت الضغط والتوتر من الأخطاء السابقة ضد الأهلي أثر عليه بالسلب. الحكم المصري يتعرض دائما للضغط الجماهيري في حال أخطأ ضد الأهلي أو الزمالك وأحيانا الضغط يتحول لإعلامي أيضا. هذا الضغط منطقي ومبرر من الجماهير لأنها تحب فريقها ولكن يجب للحكم أن يشعر بالمساندة من لجنة الحكام أو اتحاد الكرة بدلا من اهتمامه فقط بلم غلة الشماريخ والسباب! من الطبيعي أن تهتم بعقاب المخطئين ولكن من الأولى أيضا أن تهتم بمساندة أضعف عناصر اللعبة من الناحية الإعلامية والجماهيرية. أتصور أن عباس شاهد أخطاء الحكام الذين سبقوه ضد الأهلي سواء بالتسلل الغريب على عبد الله السعيد في مباراة الإسماعيلي أو الهدف التسلل للإنتاج الحربي أو لمسة اليد التي أسفرت عن هدف للمحلة قبل إلغاء المباراة، وهو ما أثر على قراره. وإذا كان عباس أو غيره يشعر بالمساندة من الاتحاد أو لجنته لكانت قراراتهم مختلفة وأكثر إتزانا وثقة ، وهذا ليس معناه انتهاء الأخطاء ولكنها ستكون أكثر طبيعية. واستمرارا في حالة "سوء الظن" فأنا أتذكر في الموسم الماضي أن الزمالك تعرض لقرارات خاطئة أمام مصر للمقاصة وكانت مؤثرة، وتبع ذلك أخطاء تحكيمية مضحكة للفريق الأبيض.
الفرائص هي العضلة بين الكتف والصدر وترتجف عند الخوف الخلاصة: إن كل حكام العالم تقع في أخطاء وكثيرا ما تكون ساذجة وغيرت مسيرة فرق ونتائج تاريخية ولكنها كانت في إطار طبيعي وليست للتوازنات. وفي نفس الوقت هؤلاء الحكام يشعرون بالثقة في بلادهم والاستناد على كيانات لا تجعل فرائصهم ترتعد قبل كل مباراة للأحمر أو للأبيض. وليس هنا الذي من حق كل من هب ودب انتقاد قرارات التحكيم بل واتهام الحكم بالرشوة أو بمجاملة فريق على حساب آخر لأن قلبه أحمر أو أبيض أو أسود! في مناطق كثيرة يعتبر الحديث بمجرد أننا تعرضنا للظلم التحكيمي مثلا سببا للعقاب وهي الجملة التي تعتبر في مصر قمة في الأدب في التعامل مع الحكم. ملحوظة: دائما ما كنا نبدي امتعاضا من إجراء بعض الحكام لتوازنات خلال المباراة فكان إذا أخطأ ضد فريق في الشوط الأول تشعر أنه يتحفز لمساندته في الشوط الثاني، ولكن الآن وصلنا إلى أمر مختلف فالتوازنات أصبحت بالمباراة! ملحوظة أخرى: إن كنت ترى أني أدين حكام مصر أو أعتبرهم ضعافا أو حتى عباس نفسه فهذا قرارك ولكني في الحقيقة أدين المنظومة التي تجعلهم صيدا سهلا لنجوم وجماهير الفرق الكبرى وبعض المتلونين في الإعلام! تابعوني على فيسبوك وعلى تويتر