ما حدث في إستاد المحلة قبل أيام، من إقتحام جماهير المحلة لملعب مباراة غزل المحلة والأهلي، أمر لا يوصف إلا ب"العيب" ولكن العيب قبل أن يوجه للجماهير المراهقة فإنه يجب أن يوجه للاعبي المحلة الذين كذبوا وأقسموا كذبا لحكم المبارة - الذي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية – بأن الكرة لم تدخل مرماهم، وهو ما كاد يسبب أزمة عنيفة تهدد مستقبل مسابقة الدوري الممتاز وكادت تعصف بها. الأزمة الحقيقية التي يعيشها المجتمع المصري بشكل عام وليس مجتمع كرة القدم فقط، أن الغالبية العظمى تخلت عن أخلاقها، ومستعدة للقسم كذبا من أجل مصلحة رخيصة، فلاعبي غزل المحلة ليسوا فقط من كذبوا ويكذبون وسيكذبون، ولكن يشاركهم في ذلك العديد من المسؤولين. لا يجب أن تمر واقعة لاعبي غزل المحلة هكذا على إتحاد الكرة، ولابد وأن تكون هناك عقوبات على اللاعبين الكذابين، لأنهم بكذبهم يستطيعون افتعال أزمات لا تحتملها البلد في الوقت الراهن على أقل تقدير، كما إنه لابد من توقيع أقسى العقوبات على كل من ساهم في أزمة لقاء غزل المحلة والأهلي، وعدم الإكتفاء بالعقوبات الرخيصة التي تنص عليها اللوائح البالية. يجب أن نعترف أن أخلاق المتجمع الرياضي أصبحت في الحضيض، والكل مستعد للكذب من أجل تحقيق مصالحه، وبنظرة سريعة على الأندية ومسؤوليها سنجد أن الأخلاق هبت مع الريح، فرئيس النادي الذي يسرب أنباء عن قرب رحيل مدربه دون تصريح مباشر منه، ويتفاوض مع مدرب أخر دون أن يبلغ مدربه الحالي كاذب، ولا يختلف عن لاعبي غزل المحلة. النادي الذي يخرج أحد مسؤوليه الكبار لتوضيح بعض القضايا على الرأي العام في قضية خطيرة، ويكذب لإبعاد الشبهات عن بعض مسؤولي النادي، لا يختلف عن سلوكيات لاعبي غزل المحلة. اللاعب الذي يظهر أمام كاميرات التليفزيون ليقسم بحب ناديه وجماهيره، ثم يشكو النادي ويذهب ليتعاقد مع ناد أخر برغم إرتباطه بعقد مستمر مع ناديه، كاذب ووقح، ولا يختلف في شيء عن كل من كذبوا في إستاد غزل المحلة.
يجب أن نعترف أن أخلاق المتجمع الرياضي أصبحت في الحضيض، والكل مستعد للكذب من أجل تحقيق مصالحه، وبنظرة سريعة على الأندية ومسؤوليها سنجد أن الأخلاق هبت مع الريح اللاعب الذي يدعي الإصابة للحصول على مكسب رخيص، ويواصل كذبه بعدم إعترافه بعد المباراة بما إرتكبه من خطأ، وقح وكاذب ولا يستحق شعبيته. المسؤول الذي يتفاوض سرا على صفقة لصالح ناديه أو إتحاده الرياضي، ويخرج بمكسب مادي ليس من حقه، ثم يخرج على الرأي العام في صورة المضحي بوقته ومجهوده لصالح هيئته ، حرامي وكاذب. المسؤول الذي يظل يهدد ويهدد بقية زملائه بفضح حقيقة ما يحدث سرا ، ولايقول شيئا ولكنه يستغل ما يمتلكه من معلومات مشينة - من وجهة نظره – ويستمر في إبتزازه ، كاذب ويجب أن يخجل من نفسه ، بدلا من تصوير نفسه على هيئة الثائر . المدرب الذي لا يعاقب لاعبيه على كذبهم يساهم بشكل مباشر في إفساد الوسط الرياضي ، ويجب أن تكون أخلاق المدرب مثال للاعبيه يحتذى بها ، ومن لا يفعل ذلك هو مثل أعلى للاعبي المحلة الذين فجروا قضية خطيرة يعاني منها الوسط الكروي . المؤكد أن الثورة المصرية لم تصل إلى الشارع الرياضي بصفة عامة والشارع الكروي بصفة خاصة ، ويبدو أنها لن تصل إليه في ظل وجود هذه الأخلاق الرخيصة والوضيعة ، وهؤلاء المسؤولين ، ونحتاج للوائح أخرى تجبر الجميع على التحلي بالأخلاق.