البريد أولاً ومن بعده صحف اليوم ، تسقط من يد السكرتيرة على سطح المكتب البلوري، الخطوات تبتعد حتى يغلق الباب، يبدو أن صحيفة ماركا لصباح الثلاثاء هذه المرة تجد مكانها على "وش القفص"، بجانب فنجان القهوة الصباحي المعتاد "وش القهوة" يهتز قليلاً من فعل التكييف الذي يسمع صوته بالكاد في الغرفة ، تكييف يخفف قليلاً من الحرارة التي تلامس ال 35 درجة في أشبيلية خارج تلك الغرفة التي تسيطر عليها الألوان البنية ، فيما عدا الحوائط التي يكسوها اللونين الآبيض والأحمر المميزان للنادي ، كل الأوسمة ، تتوسطها صورة للعذراء ونموذج كاثوليكي خشبي بسيط ، يهتزان إهتزازاً خفيفاً يتناغمان مع إهتزاز القهوة ، والتي تتعرض لرعشة أكبر من جراء باب الحمام الملحق بالغرفة ، والخطوات السريعة التي تقطعها قدمان يبدو عليهما العجلة. القدمان تتوقفان أمام المرآة العريضة بالمكتب ، وجه دائري يستعرض القميصه الحريري الصيفي (الذي لا يخلو من رسمية تامة) ، الرجل يتحسس رأسه الصلعاء ، يزيل بعض الشعر الأبيض العالق على الجانبين ، العينان مرهقتان من جراء ليلة عامرة بالفاكسات والمكالمات الطارئة ، يتذكر الموضوع لتقفز يده لإلتقاط الماركا التي يلحظ وجودها ، ترتسم إبتسامة على شفتيه فيها الكثير من الإطمئنان عندما تتجاهل عيناه صورة ضخمة لنيمار وتستقر على صورة صغيرة له بعنوان:"ضد الريال والبارسا...ديل نيدو يتزعم ثورة الطبقة الوسطى!". خوسيه ماريا ديل نيدو الديماجوجي ، سليط اللسان ، محامي الفاسدين ، الذي لا يطيقه تسعة من أصل 10 مشجعين للكرة في إسبانيا أصبح سبارتاكوس الكرة المحلية ، بعد أقل من إسبوع واحد من تصريح سيرخيو راموس لاعبه السابق في أشبيليه قبل الإنتقال لريال مديد :"إذا كان ديل نيدو لا تعجبه حظيرة الدوري الإسباني فليبحث عن مسابقة أخرى!"..ها هو ديل نيدو يعلنها صريحة أنه لن يلعب سوى في الليغا ، داعياً جميع أندية المسابقة (فيما عدا برشلونة ويال مدريد) لمناقشة إعادة النظر في إتفاقية حقوق البث التلفزيونية فيما أسمته الصحافة المحلية بإجتماع "مجموعة ال18". ديل نيدو رمز الرأسمالية "الوطنية" في إقليم الأندلس في مزيجه الرائع بالطابع الديني المحافظ ، والمتشدد لنادي أشبيليه "إذا كان الإنتماء لأشبيلية تهمة فأنا محكوم على بالمؤبد مع الأشغال الشاقة" ، الملابس ذات الطابع "القذافي بلمسة أوروبية" ، البذلات باهظة الثمن (لا يمكن تفويت القبعة الروسية في الشتاء والمعطف بلون جلد النمر) ، الصلف وأسلوبه التفاوضي المثير للضجر فجأة أصبح رأس الحربة في ثورة فقراء على ما أسماه ب"أسوأ دوري في العالم". إتفاقية الحقوق التلفزيونية التي عقدتها أندية الليجا بشكل منفرد مع إمبراطورية ميديابرو تقضي بحصول الأول والثاني في نهاية الموسم على 34 % مجتمعين ، 11 % يتقاسمها كل من أتليتكو مدريد وفالنسيا ، 45 % لبقية أندية المسابقة مجتمعة ، 22 نادي في القسم الثاني يحصلون على 9 % ، و 1 % متبقية للأندية التي تسجل صعودها من القسم الثاني ب. ما يريده ديل نيدو في إجتماع الخميس المقبل قد يشكل ثورة حقيقية على هذا التعاقد في تصوره الذي يضعه في الشكل التالي: 40 % يتم توزيعها بالتساوي عل كل أندية القسمين الأول والثاني ، 20 % طبقاً لترتيب النادي في الموسم السابق ، 20 % طبقاً لنسبة مشاهدة مباريات هذا الفريق ، و 20 % أخيرة يتم تحديدها طبقاً لسمعة النادي وحجم المدينة التي ينتمي لها. قلة من إهتموا بكرة القدم ليلة 29 أغسطس الماضي وب 3- 4 -3 التي لعبها جوارديولا أمام فياريال بمدافع أصيل واحد وبست لاعبين هم في الأصل لاعبي خط وسط ، لم يهتم أحد مدى ثقة لاعبي الريال في سداسيتهم أمام سرقسطة ، لقد إهتموا على نحو مثير بقسمات وجه أرسين فينجر وردناب وخافيير أجيري (مدرب سرقسطة) وجاياردو (مدرب فياريال) بعد أن تلقت فرقهم الأربعة مجتمعة 24 هدفاً في أقل من يومين على أيدي المانشستريين والريال والبارسا ، كانت قسمات الوجه الحائرة هذه ليست من فداحة الهزيمة ولكن من إستيعابهم الكامل بأن أزمنة كرة القدم ربما قد تغيرت إلى الأبد ، للوهلة الأولى أصبحت كرة القدم "ليست لضعاف النفوس". مقالة خيسوس ألكايدي في صحيفة إلموندو كان لها وقع السحر في نفوس جمهور الكرة اليوم التالي ، كانت بمثابة "جس نبض" لوضع جديد إعتبره الجميع أمراً واقعاً دون مناقشته ، مقالة بعنوان "الريال والبارسا سيهربان إلى اوروبا" ، وضعت فكرة إقامة دوري بين عمالقة كرة القدم في أوروبا بديلاً لبطولات الدوري المحلية ، والتي بإمكانها أن تتحول إلى بطولات للمقاطعات ليس أكثر ، في تنظير أشبه بما يكون "نهاية تاريخ كروية" كتبها فرانسيس فوكوياما في نسخته الرياضية. يقول ألكايدي:"مشكلة أندية الليجا بعد أسبوعها الأول أنهم فعلياً قد يسيرون عكس رياح التغيير ، إنهم أشبه بالعمال الذين إعترضوا عل إستخدام الميكنة في بداية الثورة الصناعية ، إكتساح الريال والبارسا جاء نتيجة عقود طويلة من الجماهية والشعبية ، والوضع يفرض على القطبين الكبيرين إنشاء دوري أووبي أكبر على مدار العام يلعبون فيه كل أسبوع مع مانشستر يوناتيد أو السيتي أو البايرن ، إنه دوري ستكون الأسماء المغمورة فيه أندية بحجم باريس سان جيرمان أو ديناموكييف ، على رؤساء أندية أشبيلية أو فياريال وغيرهم من الأندية القنوع بوجودهم في القسم الثاني من الأندية الأوروبية والصراع من أجل تحسين أوضاعهم". نال ألكايدي نصيبه من الشتائم والإنتقادات عقب نشر مقاله الفريد ، بين معارض للفكرة لقسوتها الشديدة ، ومنها لسبب عملي بسيط أن معظم مشجعي الكرة الإسبان هم أوفياء لفرقهم الصغيرة في القرى والنجوع ، ولسبب ثالث إعتبره قطاع من القراء بأنه أكثر عملية وهو أن فرق الدوري الإنجليزي لن تترك مسابقتها بأي حال (رغم الخسائر التي عرفتها المسابقة بشكل عام على مدار العاميين الماضيين). المفاجأة الأكبر هو أن إستطلاع للرأي بصحيفة آس إلتقط فكرة "الدوري الأوروبي الممتاز" وعرضها مجدداً بعدها بيومين ، وعقب مشاركة 19 ألف قاريء كانت النتيجة موافقة 69.8 % على الفكرة (لا أحد يعلم مدى فاعلية اللجان الإلكترونية لإدارتي البارسا والريال في تشكيل نتيجة هذا الإستطلاع) ، ليتعمق سؤال البيضة والفرخة في كرة القدم الأوروبية الحديثة ، هل يعني أي دوري محلي شيئاً دون ال 18 نادياً الأصغر؟ أم هل سيشاهد أحد الدوري الإسباني دن تواجد الريال أو البارسا فيه؟ ..دون أن يتم طرح السؤال الأكبر ...كيف يمكن أن يتواجد فريق مثل الريال أو البارسا ب135 مليون عائد حقوق البث في نفس المسابقة مع نادي مثل فالنسيا إضطر لبيع أبرز أربعة لاعبين في قائمته (فيا ، ماتا ، سيلفا ، مارتشينا) من أجل البقاء على قيد الحياة ( مع العلم أن فالنسيا أحد أندية دوري الأبطال بإحرازه المركز الثالث العام الماضي). النداء الذي قام به سبارتاكوس الإشبيلي أعاد المهتمين في الشارع الكروي الإسباني لنقطة الصف بعد أسبوع حافل بكل أنواع المنغصات ، بداية من "زعل" ريكاردو كارفاليو في المنتخب البرتغالي ، وإتهام مديره الفني بينتو بإنه "مرتزق" لأنه يقبض راتباً نظير مهمته (وهو ما يشابه موقف سهير البابلي بسؤالها الشهير (هو إنتم متربتوش؟) مما أجبر سعيد صالح على الرد "طبعاً لأ" ، فالسيد كارفاليو لا يعلم أن الجميع "مرتزقة" بشكل أو بأخر. مروراً بفوز جيرارد بيكيه بمبلغ معتبر ضمن مسابقة البوكر الدولية في برشلونة ، خضوع ماركوس ميلر حارس هانوفر الإحتياطي من نفس الإكتئاب الذي كان يعاني منه زميله الراحل روبرت إينكه ، ثم حالة العناد بين "ملك روما" فرانشيسكو توتي ومديره الفني الجديد لويس إنريكي ، وأخيراً حالة الإحتفاء التي صنعتها الصحافة الإسبانية بعد مشهد "الخناقة" على خلفية مباراة إسبانيا وتشيلي الودية ، والتي دافع فيها أربيلوا لاعب يال مدريد عن زميله أندريس إنييستا لاعب البارسا بدفع وشتم لاعبي تشيلي ، وهي الخناقة التي أسمتها صحيفة س في صدر غلافها :"الخناقة التي أرست السلام" ، على إعتبار أن تلك "العركة" أظهت مدى تقارب وحب لاعبي المدريد والبارسا عقب "خناقة الكامب نو الإعدادية" ، في واقعة تجلب الدموع للعيون في لمحة تضاهي دفاع محسن محي الدين عن إبنة زوجة ابيه في فيلم "عالم عيال عيال" ، وفي سابقة نادرة بالإحتفاء بخناقة شوارع متواضعة (بصرف النظر عن إستفادة المنتخب الإسباني من تواضع الحكم ، وأن أربيلوا كاد أن يتسبب في كارثة برعونته الشديدة). خبر تافه وحيد كان له مفعول السحر في تحريك مياه راكدة حول وضع كرة القدم الأوروبية ، ذلك الخبر العابر الذي أذاعته القناة الثالثة بالتلفزيون الكاتالوني عن رحيل مورينيو إلى باريس سان جيرمان الموسم المقبل مقابل مبلغ خيالي عرضه مالك النادي (أحد أبناء أمير قطر) ، وهو الخبر الذي أثار الذعر لساعات في مكاتب البيرنابيو ، قبل أن يتم نفيه قطعياً من قبل المتحدث بإسم المدير الفني البرتغالي ، ولكنه كان دليلاً على نوعية الصراع الذي ستخوضه القوى التقليدية خلال السنوات التالية في أوروبا برغبتها أو بدونها. ما هي إلا أيام معدودة ويعلن فلورنتينو بيريث رئيس الريال عن مشروعه الضخم على خلفية تحقيق ناديه عوائد تقدر ب396 مليون يورو عقب نهاية العام المالي الأخير في يونيو 2010 ، هذا المشروع الضخم يتلخص في إقامة مدينة ملاهي ومركز تجاري "مرعب" وسلسلة مطاعم وفندق خمس نجوم تحيط بكل شبر في بملعب البرنابيو (على مساحة 31 ألف متر مربع ، وهي المساحة التي تقدر مبدئياً ب 200 مليون يورو ، وهو المشروع المتوقع أن يدخل عوائد تقدر ب100 مليون يورو للموسم ، تحت إشراف شركة فرانك أوين جيري الكندية ، في ظل التسهيلات التي تقدمها بلدية العاصمة من الناحية القانونية واللوجيستية (لا تغفل ال 135 مليون من ميديابرو!) وفي وسط كل هذا الهراء عن خناقة مباراة تشيلي ، يأتي حوار السيد لوبيث سيرانو لصحيفة سبورت – أحد أهم المساعدين المتبقيين من عهد الرئيس سانتياجو بيرنابيو - والذي تم إنهاء عمله بشكل مفاجيء قبل أكثر من عام بعد 50 سنة خدمة في النادي الملكي ، فالسيد سيرانو لديه العديد من الأراء المهمة. يقول الموظف السابق على مدار نصف قرن:"أنا أعتقد تماماً أن فلورنتينو ينهي العديد من أعماله الخاصة في مقصورة النادي خلال المباريات ، هناك كل أنواع المديرين التنفيذين للشركات ، الصحفيين ورجال الإعلام ، في السلك القانوني والقضائي ، المحاميين ، الإقتصاديين ، أنا لا أعتقد فقط بأن الجولات التي يقوم بها في الولاياتالمتحدة أو آسيا هي غطاء لإنهاء العديد من هذه الأعمال الخاصة ، بل أنا متأكد من هذا ، هذه حقيقة يعلمها الجميع ، فلورنتينو ليس إمتداداً لبيرنابيو بل هو قطع كل الخيوط بالمشروع القديم". ويضيف:"أعلم أيضاً أن فلورنتينو يريد أن يجعل من ريال مدريد شركة مساهمة ، ولكنها شركة من نوع خاص بالإتفاق مع أندية أخرى من ضمنها البارسا حتى يكون لهذه الشركات ديمومتها وخصوصيتها بعيداً عن وضعها الحالي ، أعتقد أن هذا الأمر قابل للتحقق ، فالعلاقات السياسية والإقتصادية المشتركة مهمة ويجب وضعها في الحسبان ، لا أحد من المنتمين القدامي للريال يثق في فلورنتينو ، لا يثقون في ولائه للنادي ، رؤساء الأندية يسعون في غالبيتهم لإستخدام أنديتهم كورقة عبور لتفعيل مصالحهم". في اليوم التالي يرسل ساندرو روسيل رسالة رجاء لأعضاء البارسا العاملين بالتصويت بنعم على قبول "قطر فاونديشن" راعياً لقميص النادي خلال السنوات المقبلة ، وهو القرار "الديموقراطي" الذي ترسخه إدارة البارسا في تسيير أمور النادي الكاتالوني ، ولكن روسيل في رسالته يبلغ الجميع بأن ديموقراطتينا قد تكلفنا 165 مليون مقابل الرعاية القطرية ، وهو ما يعني "ضمنياً" خسارة أفضل لاعبين في العالم ، أفضل مدير فني في العالم ، أفضل فرق يد ، كرة قدم صالات ، وكرة سلة في أوروبا". يتبقى الجزء الأكثر تسلية في رحلة البحث عن 165 مليون يورو ، وهو يتعلق بمحاولة ضرب روسيل بطرق متعددة ، منها إستخدام كارت يوهان كرويف – المعارض المتشدد – برفضه قبول العرض القطري ، ممثلاً لقطاع عريض في نظر المعارضين يقضي برفض فكرة "البارسا كوسيلة لغسل سمعة بلد غير ديموقراطي لا يكترث لحقوق الإنسان" ، وهي الفكرة التي جسدها الكاتب فرانسيسك أجيلار في مقالته بصحيفة إلموندو ديبورتيفو. وما أكمل التسلية هو ما قام به برنامج "سالبادوس" بمحطة لا سيستا التلفزيونية بإجراء حوار عل طريقة الكاميرا الخفية مع النائب القطري لمؤسسة قطر فاونديشن ، كان نتاجه العديد من الأراء المثيرة للجدل بشأن هتلر ، واليهود وكل ما يخيف كل عضو عامل في البارسا. بيضة وفرخة جديدة ... هل نرفض 165 مليون يورو تسمح لنا بمنافسة ريال مدريد خمس اعوام مقبلة؟... أم نركن لتقالدينا الديموقراطية الخالصة ونرفض عملية غسيل الأموال والصور؟ (الإجابة كانت من قاريء بالموندو ديبورتيفو سيدعم التصويت بلا لو قاطع أعضاء البارسا وقود وبنزين وبترول قطر وما حولها ، ولو تم رفض رعاية نايكي بسجلها الحافل على مستوى عمالة الأطفال في دول جنوب شرق آسيا!". فلورنتينو وروسيل يعلمان ما الذي كانت تحمله قسمات أرسين فينجر في أولد ترافورد ، إنها قسمات أن هذا زمن جديد ، مجموعة الإتحاد في مانشستر سيتي ، مالاجا سيتي ، وباريس سان جيرمان ، والإبحار في وسط أزمة إقتصادية طاحنة تداهم الجميع رغم الإصواء المبهرة للسفينة ، ولكن فوكوياما الكروي ونهاية التاريخ التي تشغله قد لا يرى في أقصى الشمال الأوروبي ، وتحديداً في بلدة شيستر الإنجليزية ، والتي سقط فريقها الكروي في غياهب النسيان بعد تعرضه للأفلاس ، ليتعرض للإحياء مجدداً بعد أن قرر مشجعو النادي تشاطر مليكته من خلال أسهم شعبية عام 2010 تحت مسمى "سيتي فانز يوناتيد" ، لقد غادر النادي القسم الإنجليزي الثاني إلى القسم الثاني بالدوري الإيرلندي الشمالي ، إلى الجحيم ، ولكنه صعد هذا الموسم إلى القسم الأول في رحلة من الأحلام تستحق كينييلا منفصلة ، رحلة قد لا تنتهي بدوري أبطال أوروبا ، ولكنها كافية للبقاء على قيد الحياة ، إنه ربما يكون المستقبل متخفياً في رداء متواضع ولكنه أنيق. ديل نيدو سيفكر كثيراً في لون البدلة التي سيرتديها في إجتماع يوم الخميس المقبل ، وهو الجزء الذي لا يتجزأ من تركيبته كعاشق لأضواء الإعلام ، إنها ثورته الخاصة والتي لاقت مساندة غير متوقعة من وسائل الإعلام بكافة ألوانها ، المحامي الأندلسي كثير الإستخدام لمعاني ووقائع العصور الوسطى ، وتعبيرات الغزو والفتوحات ، مازال يؤمن بمقولة شهيرة صرح بها لنفس الصحيفة التي تنشر صورته صباح اليوم :"التواضع والقناعة أهدتنا صفراً كبيراً على صعيد البطولات ، أما العنجهية والعجرفة فقد أهدتنا ثماني ألقاب كاملة". وفي ميدان كاياو الشهير في وسط مدريد سيتجه باكو المشرد الشهير بالميدان - والذي يسكنه ليل نهار من خلال صندوق الكارتوني - إلى كشك الجرائد الملاصق ل"مسكنه" مطالعاً وجه ديل نيدو على صفحات ماركا ، إنه بالكاد يمكنه قراءة العنوان ، فهو لا يمتلك اليورو الذي يمكنه من شراء الصحيفة ، يقرر العودة إلى صندوقه من جديد متفحصاً وضع سلات التسول الأربعة التي يضعها دوماً أمام الصندوق ، أمام الأولى مكتوب "من أجل الطعام" ، أمام الثانية "من أجل النبيذ" ، الثالثة:"من أجل الماريوانا! ، ثم الرابعة "من أجل متابعة كرة القدم" ، وهي السلة التي غالباً ما تكون خالية من النقود!