بالتوازي مع الاحتجاجات الفئوية التي انطلقت في كافة أنحاء مصر، ظهرت مطالب مماثلة في قطاع الرياضة المصرية من العاملين في عدد من الأندية المصرية الكبيرة، وإن كانت احتجاجات الأهلي تكتسب وضعا خاصا. فالأهلي يعتبر من أكثر الأندية المصرية ثراء وأقلهم معاناة من الأزمات المالية التي دائما ما تشكو منها جميع الأندية وعلى رأسها الغريم التقليدي والقطب الثاني للرياضة المصرية الزمالك. فالزمالك والإسماعيلي يواجهان أزمة شهرية مع الرواتب المستحقة، سواء للعمال أو الرياضيين، وهو ما عبر عنه جلال إبراهيم رئيس النادي الأبيض الحالي بالقول إن "الأول من كل شهر هو يوم أسود". الإسماعيلي أيضا لا يجد حلا لمستحقات متأخرة دائما للاعبيه، ومدربي قطاع الناشئين، والموظفين والعاملين أيضا، إضافة إلى أزمة ممتدة مع مصلحة الضرائب. أما الأهلي، فلم يظهر – على سطح الأحداث على الأقل – ما يشير إلى مشاكل مماثلة. ملايين وملاليم فالنادي استطاع مؤخرا استعادة خدمات المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه مع طاقم من المعاونين الأجانب أيضا بما يكلفه شهريا نحو 80 ألف يورو. وعلى صعيد اللاعبين، نجح الأهلي أيضا في دفع تكاليف الغرامة الموقعة على عماد متعب كي يستعيد خدماته، وضم محمد ناجي "جدو" بعد صراع طويل في صفقة كلفته نحو سبعة ملايين جنيه، إضافة إلى ضم لاعبين من أصحاب القيمة المالية العالية في سوق الانتقالات مثل حسام غالي ومحمد شوقي في الصيف.
صفقة جدو كلفت الأهلي نحو سبعة ملايين ولكن هذه القدرات المالية الكبيرة لا تنعكس أبدا على أرقام الرواتب التي يحصل عليها العاملون في النادي الأهلي بمقريه في الجزيرة ومدينة نصر والذين نظموا، ولايزالون، احتجاجات حاشدة مطالبين بتعديل أوضاعهم المالية. ويتقاضى عدد كبير من هؤلاء العاملين مبالغ شهرية تتراوح بين 300 و500 جنيه مصري، ما دفعهم لترديد هتافات كان أبرزها "لعيبة بالملايين .. واحنا مش لاقيين". وبحسب محرم الراغب مدير عام النادي الأهلي، فإن العاملين حددوا مطالبهم بوضع حد أدنى للأجور لا يقل عن 1500 جنيه، أي نصف الرقم الذي يراه أحمد شفيق رئيس الوزراء في أنه المبلغ المناسب كي تعيش أسرة مصرية حياة كريمة. على طريق النظام السابق! الغريب أن الأهلي يتعامل مع المحتجين على طريقة النظام المصري المخلوع، إذ لم يظهر رئيس النادي حسن حمدي للحديث مع العمال الغاضبين على الإطلاق، كما لم يتدخل أيضا نائبه محمود الخطيب. وفوضت إدارة الأهلي الراغب في الاجتماع مع العمال، وهي الاجتماعات التي لم تأت بجديد، خاصة في ظل طلبات من العمال بتدخل حمدي أو الخطيب بقرار ينهي معاناتهم ويحل الأزمة. وقالت تقارير صحفية إن الراغب يفكر في تقديم استقالته من منصبه الذي يتولاه منذ أعوام، ربما بسبب عدم قدرته على احتواء الاحتجاجات أو تلبية رغبات العاملين. عدم ظهور رئيس الأهلي ليس الملمح الوحيد من طريقة النظام السابق، ولكن إعلام الأهلي متمثلا في موقعه الرسمي غفل هذا الطرف الطارئ تماما. ومع عودة مواقع الإنترنت المصرية للعمل، لم يتخط نشاط الموقع الرسمي للأهلي تغطية أحوال فريق الكرة وتدريبات الفريق واستعداداته في حال استئناف الدوري من دون الإشارة إلى مطالب العاملين به.