جاء قرار جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برفع الإيقاف عن توجو في بطولات كأس الأمم الإفريقية عادلا ومنطقيا .. وفاضحا أيضا للاتحاد الإفريقي (كاف). فمنذ بداية أزمة تعرض فريق توجو لإطلاق نار ومصرع أفراد من البعثة بل وإصابة بعض اللاعبين كان هناك ما يبرر الانسحاب، ورغم الأثر السلبي لهذا القرار على بطولة أنجولا 2010 لكن طبيعة الموقف كانت تحتاج بعض المرونة من اتحاد الكاميروني عيسى حياتو الذي يثبت كل يوم فشله في اتخاذ القرارات سواء تأديبية أو تنظيمية. توجو احتجت لدى المحكمة الرياضية الدولية التي فوضت بلاتر بحل الأزمة فكان الحل الأبسط منذ البداية وهو رفع العقوبات خصوصا أن الكاف سمح لتوجو بالانسحاب من البطولة أولا ثم عاقبها بعد ذلك. هذه المشكلة أراها معبرة عن ترهل فني وإداري أصاب الكاف منذ فترة غير قصيرة، فالاتحاد الأهم في القارة السمراء متخبط في تنظيم حفل وأسلوب لاختيار أفضل لاعب إفريقي لدرجة وصلت إلى حرمان لاعب يستحق الجائزة لعدم حضوره في ظل ارتباط فريقه بمباريات رسمية، في ظل استسلام لمطالب الشركات الراعية. وإذا كان العالم عام 2010 يعتبر الإنترنت هي أهم وسيلة إعلام حاليا ما يزال موقع الكاف فقير لأقصى حد ولا يقوم بدوره في توفير المعلومة أو حتى نتائج المباريات في الوقت السليم والعاملين فيه "بيروحوا بدري" وكان حفل اختيار أفضل لاعب إفريقي مطلع عام 2009 خير دليل على هذه الفوضى وعدم الاكتراث بملايين من شباب القارة التي تعد كرة القدم هي تسليتهم الوحيدة. هناك عشرات الملفات من بينها التحكيم والمستوى الفني ومراقبة الأحداث التي ترافق المباريات والبنية الأساسية والتسويق وبيع اللاعبين الناشئين لأندية أوروبا دون ضوابط ودائما ما تكون الحجة أن القارة الإفريقية فقيرة ومتخلفة. لقد سمحت لي الظروف بمقابلة العديد من الزملاء الصحفيين الأفارقة وهم وقرائهم ومشاهديهم يستهلكون كرة القدم بشغف غير عادي ويحفظون أخبارها عن ظهر قلب سواء داخل القارة أو خارجها، وهو ما يعني فرص استثمار غير عادية. وببساطة شديدة أعتقد أن حياتو هو المسئول الأول عن كل ما يحدث فمنذ توليه قيادة الكاف عام 1988 لا يمكن أن نشعر بتغيير حقيقي .. نعم هناك تغيير في شكل بطولات الأندية لكن هذا جاء تقليدا لأوروبا وهناك اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لتبادل الخبرة لكن كل هذا يعد تطورا طبيعيا على مدى عقدين من الزمان.
والسؤال الأهم هو "لماذا ينجح هذا الرجل دائما؟ هل التربيطات هي الإجابة؟ وما هي الصفات العبقرية التي يتمتع بها التي تمنحه هذه القوة دون أن نشعر بها على مدى 22 عاما؟ وهل سيبقى في المنصب طوال حياته؟ وهل هذا سر تسميته بعيسى "حياته"؟ حياتو يذكرني بجنرالات أفريقيا الذين وصلوا إلى سدة الحكم بعد انقلاب عسكري يقضون بعده 30 عاما في مواقعهم بهدف "حماية الثورة"، ولا أقاوم استدعاء صورة حياتو كلما شاهدت لقطة للممثل الأمريكي فوريست ويتكر الفائز بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم "آخر ملوك اسكتلندا" وهو الفيلم الذي روى قصة ديكتاتور إفريقي مهووس بالسلطة. هذه الكلمات لا تعني رغبتي في تولي مصري لرئاسة الكاف لأن الإدارة الكروية في مصر فاشلة تماما ولنا في اتحادنا العبرة والمثل. لكن ببساطة إفريقيا تحتاج إلى قيادة جديدة تستطيع تطوير الكاف بما يتناسب مع احتياجات العصر وليست في حاجة لعيسى "حياته" حتى آخر العمر. تابعوني على تويتر http://twitter.com/nasry أو على فيس بوك http://bit.ly/cW1B4r ملحوظة : هذا المقال بدأ بحوار مع القراء على facebook فكل الشكر لهم.