يدخل منتخب غانا كأس أمم إفريقيا متسلحا بشبابه اللذين توجوا ببطولة العالم تحت 20 عاما، لعلهم يقدمون الإضافة اللازمة ليحصد النجوم السوداء لقب أنجولا 2010. فبرغم أن منتخب غانا يعد أحد أقطاب الكرة الإفريقية، إلا أن نتائجه في النسخ الأخيرة من كأس الأمم لم تكن على المستوى المطلوب، بدليل أن آخر تتويج للفريق تم في 1982. لذا لجأ ميلوفان راجيفيتش مدرب غانا إلى ستة من الأسماء التي شاركت في كأس العالم للشباب بالقاهرة، ومزجهم بأسلحة الفريق الأساسية. ويأمل المدرب الصربي في أن ينصهر رفاق إيسين مع جيل دومينيك أدياه وينجحوا في ما عجزت عنه المنتخبات الغانية خلال السنوات الأخيرة، والتتويج ببطولة قارية خامسة. ويوضح راجيفيتش "الجيل الحالي للكرة الغانية جيد، لكنه بحاجة لبعض الدماء الجديدة، وهؤلاء الشباب بإمكانهم منحنا الطاقة اللازمة". أدياه يقود الشباب، مع دانيل أجيي وصامويل إنكوم وإيمانويل بادو ونجل اسطورة غانا عبيدي بيله ديدي أيو، بالإضافة لشقيقه إبراهيم الذي لمع نجمه في كأس الأمم للمحليين. دليل عملي ويبحث منتخب غانا في كأس أمم إفريقيا 2010 عن لقب يضفي مصداقية لترشيحه من قبل اتحاد القارة السمراء لتحقيق إنجاز مبهر في كأس العالم التي تنطلق بعد ستة أشهر. فبجوار كوت ديفوار، يأتي منتخب غانا كمرشح اتحاد الكرة الإفريقي (كاف) لتمثيل القارة السمراء بشكل مشرف حين تحتضن المونديال العالمي. ويعلق كويسي نيانتاكي رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم "الكاف يطالبنا بتحقيق إنجاز في كأس العالم كالوصول لنصف النهائي، ولا يمكننا أن نخذله". وأضاف "علينا الاستعداد بجدية، ويجب أن نحقق نتيجة إيجابية في أنجولا، نتيجة أفضل مما وصلنا إليه في التجربة السابقة".
وبما أن منتخب غانا خرج من أمم إفريقيا 2008 في قبل النهائي، يستطرد نيانتاكي "نسعى للفوز بالكأس، حتى نثبت جدارتنا بالترشح لإنجاز في المونديال". وهذا دفع الاتحاد الغاني لكرة القدم لرفع درجة الاستعداد، وترتيب معسكر إعداد في جنوب إفريقيا، حتى يتنفس النجوم السوداء راحة كأس العالم. وأحد أهم اسباب اختيار جنوب إفريقيا لمعسكر الإعداد، ما تملكه من مراكز تأهيلية ستعين إيسيين أبرز أسلحة غانا على التعافي من إصابته لقيادة النجوم السوداء خلال البطولة. تهديد واستغل راجيفيتش طفرة الشباب في غانا ليفرض سطوته مجددا على المنتخب، وذلك بعدما خرج بعض نجوم الفريق عن النظام. فوجود أدياه وأيو منح المدرب ذو ال55 عاما القدرة على استبعاد سولي مونتاري ليصبح عبره لمن يتخطى القواعد الذي وضعها راجيفيتش. نجم إنتر ميلان وإيسين وجيان أسمواه تغيبوا عن لقاء ودي لغانا مع أنجولا، وفيما اعتذر الأخيران رفض مونتاري، فكان عقابه الغياب عن كأس الأمم الإفريقية. وأيدت النتائج الرائعة لراجيفيتش قراراته، فلم يستطع الإعلام أو الاتحاد الغاني الاعتراض، خاصة والفريق فاز في خمس مباريات متتالية مع انطلاقة المدرب الجديد. ويبدو أن مونتاري نفسه تعلم الدرس بتصريحه "تعلمت كثيرا من غيابي عن المنتخب، فأنا لا أنام الليل بسبب استبعادي، وأعلم أن حالتي ستزداد تدهورا مع بداية البطولة". إلا أن إيسيين فتح الجدل حول غياب مونتاري، ملمحا إلى أن "منتخب غانا سيفتقر لعامل الخبرة في البطولة". بينما يرد راجيفيتش بأن اعتماده على عدد كبير من الشباب ليس مقامرة، مفيدا "أغلبهم لعب في مستويات عالمية، ويستطيع مساعدتنا، هذه الأسماء ستعيد التوازن للفريق".
إيسيين ويغيب قائد النجوم السوداء استيفان أبياه عن بلاده في المسابقة القارية بسبب الإصابة، وحتى يستقر مع فريقه الجديد بولونيا، على أمل العودة لقائمة راجيفيتش في المونديال. نجم الفريق .. إيسيين العامل الذي جعل راجيفيتش يلجأ للشباب، أن إيسيين كان نفسه أحد اكتشافات كأس الأمم حين راهن المدرب الوطني فريد أسامة دودو على قدراته في بطولة 2002. فقد بدأ إيسين مسيرته نحو القمة حين لمع نجمه مع منتخب غانا في كأس عالم تحت 17 عاما، ليأخذ مقعده في بطولة دون 20 عاما بعدها بعام واحد. وبعدما قاد بلاده لقنص المركز الثاني وراء الأرجنتين حاملة اللقب، لمح دودو الموهبة في إيسيين، وضمه لقائمة النجوم السوداء في كأس الأمم بالمغرب. وكما أخذ إيسين خطوات سريعة مع منتخبات غانا، لم يحتج لوقت طويل حتى يشق طريقه لسماء النجومية في أوروبا، بخلاف أقرانه من اللاعبين الأفارقة. فقد تنقل إيسين بين ثلاثة أندية على مدار تاريخه، بداية بفريق باستيا الفرنسي عام 2000، ومنه لأوليمبيك ليون في 2003، وأخيرا استقر به مع تشيلسي في 2005. وانفجرت موهبة نجم تشيلسي ذو ال27 عاما ليصبح أحد أفضل لاعبي الوسط المدافع على مستوى العالم، لما يملكه من طاقة بلا حدود. وما يعكس أهميته كلاعب لأي فريق أن جوزيه مورينيو المدرب البرتغالي رهن استمراره في تشيلسي بتعاقد النادي الإنجليزي مع إيسيين من أوليمبيك ليون. وقتها اضطر مالك تشيلسي رومان أبراموفيتش لدفع نحو 50 مليون دولار ليحصل مورينيو على لاعب ساعد تشيلسي في التتويج بالدوري الإنجليزي مرتين متتاليتين. يصفه مورينيو بأفضل رياضي على مستوى العالم، موضحا "يستطيع إيسيين الركض للأبد، أو خوض مباراة كل ليلة، إنه لاعب نموذجي".