ربما لم يستهدف منتخب الجزائر الوصول لهذه المرحلة من سباق العبور لكأس العالم 2010 مع بداية رحلته، لكن الأكيد أن فترة التصفيات شكلت منتخبا لا يستهان به. مر الفريق الأخضر بأربع مراحل من التكون والتطور حتى تخطت حظوظه نظريا منافسه المصري في خطف بطاقة السفر لمونديال جنوب إفريقيا. ويستعرض FilGoal.com مشوار أبناء المدرب العجوز رابح سعدان في التصفيات، مُعرفا الفريق الذي يواجه منتخب مصر في ال14 من نوفمبر على استاد القاهرة الدولي. حلم بسيط أوضحت تصريحات سعدان عقب معرفة منافسيه في المجموعة الثالثة من التصفيات النهائية لإفريقيا، أن الوصول للمونديال كان حلما لم يراود الجزائر. فحين وقعت الجزائر مع مصر وزامبيا ورواندا أعلن مدرب الفريق الأخضر استهدافه "أحد المراكز الثلاثة المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، خاصة في ظل صعوبة المجموعة". وعكست خطة سعدان أحلام الجزائر البسيطة إذ اعتمد على اسلوب 5-4-1 لتأمين دفاعه، والخروج بأقل الأضرار حتى أمام رواندا الهزيلة. انعدام الثقة افتقار الجزائر للأنياب الهجومية، وعدم وضوح الهدف من التصفيات تسببا في التعادل مع رواندا ضمن الجولة الافتتاحية، ما خلق حالة انعدام ثقة في المنتخب الأخضر. فشهدت تلك المرحلة تشكيك الإعلام الجزائري في قدرة فريق بلاده على التأهل لكأس الأمم بعد التعثر في أضعف عناصر المجموعة. وانتقدت الصحف تفسيرات سعدان للتعادل من سوء أرضية الملعب ومشاكل كرة (غانا 2008)، وقالت: "تونس تعرضت لذات الظروف وفازت على كينيا". ذلك أجبر سعدان على الاستعداد بحسابات أخرى لموقعة مصر التالية، إذ غامر هجوميا كون الفوز وحده قادر على تطبيب الجرح، أما الخسارة فلن تضيف لمشكلاته جديدا. بدل سعدان طريقة الجزائر إلى 4-4-2 بإضافة لاعب وسط للفريق الذي خاض تجربة ودية هامة مع أوروجواي ظهر فيها للمرة الأولى نجم لاتسيو والكالتشيو مراد ميغني.
نقطة التحول تعدل مسار منتخب الجزائر من أنجولا إلى جنوب إفريقيا بالفوز على مصر 3-1، في مباراة عثر فيها سعدان على مبتغاه الخططي في نصفها الثاني. فقد تعلم سعدان أن لاعبه كريم مطمور يكون فتاكا حين يلعب على الجناح، فبدل موقعه ودفع به كظهير أيمن، مؤخرا مجيد بوقرة ليؤدي دور قلب الدفاع. وعلق سعدان عقب تخطي مصر "لا، لا أصدق أننا حققنا مثل هذه النتيجة، أقصى هدفنا كان تحقيق الفوز بهدف وحيد". التصريح يفسر الثقة التي حصدها سعدان ومشروعه بعد دخول حلم المونديال في حسابات الجزائر، ليس فقط بإسقاط المنافس الأول على بطاقة التأهل، بل وبثلاثية. ثم جاء الفوز على زامبيا في لوساكا بهدفين نظيفين ليقدم الجزائر في سباق التصفيات على باقي المنافسين، ويدفع أبناء سعدان للعمل بأريحية في أجواء هادئة. مرحلة النضج اكتسب منتخب الجزائر هيئة واضحة وتشكيل ثابت يقود الفريق نحو تحقيق أهدافه منذ ذلك الحين، وظهرت مرحلة النضج على المشروع الأخضر عقب إسقاط زامبيا إيابا. وعكست خطة سعدان تطور طبيعة لاعبي الجزائر، إذ واجه الفريق زامبيا بثقة هجومية لا تخلو من حس دفاعي يتوافق مع ضرورة عدم إهدار نقاط في تلك المرحلة. فاعتمد سعدان على اسلوب 3-5-2، لكنه طورها بحيث يركز وسط الملعب في منح مطمور ونظيره الأعسر نذير بلحاج مساحة هجومية كبيرة لإبراز قدراتهما. كما ركز سعدان جهود صانع ألعابه كريم زياني في العمق بدلا من وضعه على الطرف، ليمول خط المقدمة وخاصة الهداف فائق السرعة عبد القادر غزال. ومع تبادل غزال والظهير نذير بلحاج يسارا، وانطلاقات مطمور يمينا، وموهبة زياني مع ميغني في العمق يتقدمهم جميعا رفيق صيفي، ظهر لمنتخب الجزائر أنيابا. والنتيجة، أقصى منتخب الجزائر بنصره على زامبيا منافسا مباشرا، فانحصرت لعبته مع مصر، وبات حسم البطاقة في ال14 من نوفمبر المرتقب.
أبرز اللاعبين 1) مجيد بوقرة: قلب دفاع قوي للغاية، يشبه وائل جمعة في منتخب مصر من حيث القدرات العالية في الرقابة الفردية والألعاب الهوائية. 2) كريم مطمور: ظهير أيمن مهاري، كمحمد بركات في مصر، يحمل من الرشاقة ما يؤهله لأداء أي دور على الجناح، ويعد من أمهر لاعبي الفريق الأخضر. 3) نذير بلحاج: الظهير الأيسر، ليس ثغرة ولا مصدر قوة، يتميز بالمغامرة الهجومية، وفي أفضل حالاته هو ماكينة عرضيات لا تهدأ. 4) خالد لموشية: صمام أمان للجزائر من وسط الملعب، يخلق عمقا لخط الظهر، لكن يعيبه عدم القدرة على استرجاع الكرات من الخصم دون ارتكاب أخطاء. 5) كريم زياني: صانع ألعاب الجزائر، يتمتع برؤية كبيرة وقدرة عالية على التمرير، يصبح خطيرا حينما يميل للجانب الأيسر في تحركاته. 6) مراد ميغني: يوظف كارتكاز، يعيبه عدم تمويل الجانب الأيمن، حيث قدمه اليمنى ترى النصف الأيسر من الملعب بشكل أفضل. 7) عبد القادر غزال: غير منتظم ولا ثابت المستوى، لكن حينما يكون في أفضل حالاته فهو قطار بشري بسبب سرعته، ويجيد التصويب بالقدمين. 8) رفيق صيفي: أقرب إلى عماد متعب عن عمرو زكي كمهاجم، فهو غير قوي أو طويل القامة، ويجيد التمرير والمراوغة وذكي في تحركاته خارج منطقة الجزاء. تقرير عن الجزائر شارك برأيك .. إن كنت تابعت منتخب الجزائر، فأطلعنا على أبرز مفاتيح رابح سعدان...