لا أدري لماذا أشعر بالغيرة الشديدة من اللاعب الإيفواري ديدييه دروجبا؟! فمنذ أن استهل فريق أوليمبيك مرسيليا الفرنسي الذي يلعب له هذا اللاعب "العفريت" الموسم الكروي الجديد , ولا تكاد تمر مباراة واحدة إلا ويكون قد أحرز هدفا أو هدفين سواء فاز فريقه أو خسر! وبعيدا من الأهداف , فإن هذا اللاعب لديه بصفة عامة قدرة غير عادية على لفت الأنظار , إما بصناعته العديد من الأهداف لزملائه , أو بتسريحة شعره المميزة , أو بطريقة تعامله مع الحكام ومدافعي الفريق الآخر والتي تعرضه لنيل العديد من الإنذارات , ولكن الأهم من ذلك هو أنه ناجح حتى الآن في خطف الأضواء من لاعبنا المصري المحترف في مرسيليا أحمد حسام "ميدو" , وهذه حقيقة يعرفها جيدا كل من يتابع مباريات مرسيليا منذ بداية الموسم , على الرغم من تأكدنا تماما - كمصريين - على أن ميدو يفعل ما يفعله دروجبا , ولكنه التوفيق! والحق يقال أننا عندما نجلس في مصر لمتابعة أي مباراة محلية أو أوروبية لمرسيليا , تكون مشاعرنا كلها متركزة على الدعاء لميدو من أجل أن يوفقه الله في إحراز هدف أو اثنين , أو على الأقل لكي يحالفه التوفيق ويتألق , لأن مرسيليا الآن بات ناديا مصريا خالصا يشجعه المصريون تماما مثلما يشجعون بشكتاش التركي أو غيره من الأندية التي يلعب لها محترفون مصريون معروفون , ولأن تألق لاعبينا هناك يعني الكثير من الخير لمنتخبناالوطني الأول ولمنتخبناالأوليمبي , وايضا مزيد من السمعة الطيبة للكرة المصرية. ودائما ما تثور التساؤلات قبل مباريات مرسيليا : هل سيشارك أحمد حسام من بداية المباراة ؟ هل سيظهر في فورمة عالية ؟ كم هدفا سيحرز . وكم هدفا سيصنع ؟ هل سيبزغ نجمه أكثر أم دروجبا ؟ والحق يقال أن دروجبا "بيكسفنا" في جميع الأحوال , فعلى الرغم من أن مرسيليا هو الفريق الذي يمكن للاعب مثل أحمد حسام أن يظهر فيه , نظرا لأنه باختصار لا يوجد فيه من اللاعبين المحترمين – من الناحية الفنية – غير ميدو ودروجبا وستيف مارليت , فإن دروجبا ما زال حتى هذه اللحظة هو نجم النجوم هناك , وهذا ما يضايقنا! ونحن لا نريد شرا لأحد , ولكننا نريد مزيدا من التوفيق للاعبنا الشاب المجتهد , فكم كانت فرحتنا مثلا في مباراة مرسيليا ولومان عندما أحرز ميدو هدفين فيها , وحتى في مباراة ريال مدريد , كنا سعداء للغاية لأداء ميدو الحماسي الرائع في مواجهة نجوم الريال وفريقهم المتكامل , صحيح أن ميدو لم يحرز أيا من هدفي فريقه في هذه المباراة التي انتهت بفوز الريال 4-2 , ولكن ميدو صال وجال في الملعب وتألق وسبب الرعب للاعبي الريال , وصنع الهدف الأول الذي أحرزه زميله دروجبا. ولكن بعد ذلك , لم يحالف ميدو التوفيق في أكثر من مباراة , وفي مقابل ذلك , كان التوفيق الكبير يحالف دروجبا وحده , وهو – والحق يقال - لاعب مجتهد ذو فنيات عالية ويذكرنا بالنجم الغاني السابق عبيدي بيليه. وقد أصبحت أهداف دروبجا قاسما مشتركا في كل مباريات مرسيليا , سواء في الدوري الفرنسي أو في دوري أبطال أوروبا الذي يلعب فيه فريق ال (أو.إم.). وآخر "كسفة" تعرضنا لها من دروبجا كانت في مباراة مرسيليا الأخيرة على ملعبه أمام بورتو البرتغالي , حيث لعب ميدو وبذل كل ما يستطيع من جهد , ولكن دروجبا سجل هدفا , ثم أحرز بورتو ثلاثا , من بينهم هدف بدأ بتمريرة خاطئة وغريبة من ميدو , ثم حصل ميدو على إنذار , ربما لأن قدره ونصيبه في تلك المباراة أوقعاه في مواجهة المدافع البرتغالي الشرس جورج كوستا , وخرج ميدو في الشوط الثاني لأنه لم يكن موفقا , وفي نهاية المباراة , أحرز مرسيليا هدفا ثانيا لم يسمن ولم يغن من جوع , فقد انتهت المباراة سريعا بهزيمة مرسيليا على أرضه 2-3 , وهي نتيجة لن تساعده أبدا على مواصلة المنافسة بجدية على أحد المركزين الأولين في المجموعة , والأهم من ذلك أن الهزيمة كشفت أن فريق مرسيليا ليس بالفريق المتكامل , وأنه لا يقدر في ظل تواضع مستوى خطي وسطه ودفاعه , وحتى حارس مرماه , أن يكون جديرا بمواصلة المنافسة في الدوري الفرنسي , وبطبيعة الحال في مجموعته في دوري أبطال أوروبا. والذي يغيظ حقا أن دروبجا دائما ما يخرج منتصرا , حتى وإن خسر فريقه المباراة , فقد أحرز الرجل هدفا وتعب كثيرا وتألق ونال إنذارا , في حين كنا ننتظر أن يحالف التوفيق ميدو هو الآخر لأنه أيضا تعب ولم يقصر في شيء , ولكنه الحظ الذي ابتسم لدروجبا , وما زال يبتسم له , ويضحك و "يكركر" ويخرج لسانه لنا , ويبدو أن الإثنين : الحظ ودروجبا , سيبرمان اتفاق توأمة قريبا إمعانا في غيظنا! ولهذا لا نملك سوى أن نردد قائلين : "يا بختك يا دروجبا .. يا متهني وسعيد يا دروجبا"!