قد لا يعترف الكثير من المدربين بالنحس فى كرة القدم ، و لكن ربما تكون هذه هى الكلمة المناسبة لوصف المسيرة التدريية للأرجنتينى هيكتور كوبر و التى تصل الان إلى واحدة من اصعب محطاتها بعد إقالته" المهينة" من تدريب الانتر الايطالى يوم الأحد. فعلى مدار مشواره التدريبى والذى يصل إلى عشر سنوات ، كان كوبر قاب قوسين أو أدنى من الفوز بألقاب "مجيدة" كالدورى الأسبانى أو الإيطالى أو دورى أبطال أوروبا ، وفى كل مرة كان "الحظ" يتخلى عن كوبر وفريقه ، منتحلا شخصية ركلة جزاء ضائعة حينا ، وتدهور فى المستوى ليس له ما يبرره أحيانا أخرى. و لعل هذا ما وضعه على الرغم من نبوغه الفنى فى مواجهة علاقة متوترة مع رؤساء الاندية التى دربها، و الصحافة الاوروبية، إلى جانب العداء المتبادل بينه و بين جماهير بضعة اندية فى اسبانيا و ايطاليا، اجبرت الصحافة على تلقيبه بعدة القاب قاسية مثل "عدو جمهور فالنسيا" ، و "جلاد رونالدو"، و اخيراً "كابوس موراتى". الطريف فى الامر أن كوبر لم يعرف النحس مطلقاً عندما كان مديراً فنياً شاباً مجهولاً فى ملاعب الكرة الارجنتينية ، فبعد موسمين عاديين مع ناديه هوراكان استطاع كوبر عام 1996 فى اول موسم له مع ناديه الجديد اتليتكو لانوس أن يفوز بلقب بطولة "الكونموبيل" ثانى أكبر بطولات القارة اللاتينية على الاطلاق، و هو ما لفت إنتباه بعض الاندية الاسبانية الصغيرة لقدرات هذا المدرب فى كتابة المجد للفرق المتواضعة، و من ضمن هذه الاندية كان فريق مايوركا أحد فرق "المؤخرة" آنذاك فى الدورى الاسبانى. كان قدوم كوبر إلى اروقة نادى مايوركا موسم 1997-1998مغلفاً بالطفرات الكبرى ، حيث استطاع أن ينهى موسمه الأول فى المركز الخامس بالدورى ، و مركز الوصيف فى كأس اسبانيا بعد الخسارة بركلات الترجيح امام برشلونة فى النهائى، ثم الحلول وصيفاً أيضاً فى كأس السوبر الاسبانى وهى إنجازات لم يعتادها جمهور جزيرة البايلار المنتمى لفريق مايوركا، الذى صنع منه كوبر ظاهرة بالكرة الاسبانية ذلك الموسم. و فى الموسم التالى تمكن هذا المدرب ذو الشخصية الطاغية من قيادة الفريق إلى المركز الثالث فى الدورى خلف العملاقين ريال مدريد و برشلونة فى واحد من افضل مواسم مايوركا طوال تاريخه إلى جانب الوصول إلى نهائى بطولة كأس الكؤوس الاوروبية للمرة الاولى، و ذلك قبل أن يتعرض للخسارة 1-2 فى النهائى امام لاتسيو الايطالى ، بعد اداء فنى من الفريق الاسبانى وصف بإنه مفرط فى الابداع و الشجاعة فى نفس الوقت.
كان انتقال كوبر لفالنسيا فى موسم 1999-2000 يعنى إنتقال هذا المدرب الارجنتينى القدير إلى مرحلة تتطلب ما هو اكثر من مجرد إمتاع الجماهير و تحقيق الطفرات الوقتية، بل كانت فى المقام الأول مرحلة عودة البطولات لخزائن هذا النادى العريق. و لعل الفوز بكأس السوبر الاسبانى ذلك الموسم ، و الحلول وصيفاً بدورى ابطال اوروبا للمرة الاولى فى تاريخ النادى كان حصاداً مرضياً للجميع رغم من العلاقة السيئة التى عرفها كوبر مع الصحافة الاسبانية و الجمهور بسببب اعتماده على الاساليب الدفاعية البحتة ، إلى جانب ضياع حلم الجميع فى الفوز بالدورى المحلى بعد الحلول ثالثاً، ليتم تأجيل الحلم لموسم اخر ، وعد كوبر خلاله بالمجد لجمهور فالنسيا الذى لا يرحم. كان موسم 2001-2002 بداية لحالة النحس التى صادفت كوبر خلال المواسم التالية، حيث شهد موسمه المحلى بالدورى كابوساًُ حقيقياً القى بالفريق فى المرتبة الخامسة فى نهاية الأمر، إلى جانب حلوله للمرة الثانية على التوالى وصيفاً لدورى ابطال اوروبا خلف بايرن ميونيخ الالمانى بركلات "الحظ" الترجيحية، مما عجل برحيله عن الملاعب الاسبانية نهائياً ، ليتبعها قرار الانتقال إلى ساحات الملاعب الايطالية التى لا ترحم فى اغلب الاحيان. كان قدوم كوبر إلى نادى الانتر مع إنطلاق موسم 2001- 2002 من ضمن خطة شاملة لماسيمو موراتى رئيس النادى لوضع الانتر فى "فترينة" الكرة الايطالية و الاوروبية مرة اخرى بعد سنوات عجاف من الاخفاقات. و هو ما ألقى بأعباء عديدة على كوبر الذى شاب شعره سريعاً من ضغوطات الكالتشو، و محاولات "تدليل" لاعبين بحجم فييرى و رونالدو و ريكوبا و سيدورف. وفى الإنتر ، واجه المدرب الصارم للمرة الاولى طوال مشواره التدريبى مشكلة ثبات التشكيل، و النتائج على حساب العروض، و الاهم من ذلك اللجوء إلى الطرق الدفاعية على طريقة "الغاية تبرر الوسيلة" ، و هو نهج اثار حفيظة محبى الانتر كثيراً على مدار الموسم الأول ،و فتح انهارا من الغضب تجاه كوبر عقب خسارة الدورى الايطالى فى الأسبوع الأخير من المسابقة عقب هزيمة درامية كئيبة امام لاتسيو 2-4 اهدت اللقب إلى المطارد العنيد اليوفنتوس. احتل كوبر صدر الصفحات الاولى من الصحف ا