بغض النظر عن الحدث نفسه سواء تطاول رجال الشرطة على أحمد الميرغني أو حدث العكس .. الأهم، ماذا بعد ذلك؟ هل يتأثر نادي الزمالك بالحادثة ويخسر أحد نجومه الصاعدة؟ القضية تأخذنا إلى وجهتي نظر .. هل أخطأ الميرغني بتكبير القضية والتغيب عن التدريبات بسببها؟ خاصة أنه لاعب صاعد في حاجة للعمل بهدوء وبعيدا عن الضغوط حتى تتكون نجوميته. أم أخطأ الزمالك في عدم المحافظة على مشاعر نجمه الصغير الذي يبحث عن عامل الثقة داخل جدران النادي ليبرز كل ملكاته مع الفريق الأبيض؟ بداية لا ينكر أحد أن الميرغني لاعب مهم، وتنبع أهميته من أنه من أبناء الزمالك الذين قد يكونون الفرصة الحقيقة لنهوضه من جديد واستعادة مكانته الطبيعية في مقدمة الكبار. هذا بالإضافة إلى ما قدمه اللاعب في المباريات التي لعبها مع الفريق الأول في فترة صعبة من تاريخ البيت الأبيض، وظهر رفقة حازم إمام وغيره بشكل رائع أعاد لنا ذاكرة فريق الكرة الجميلة. ومن هنا تنبع أهمية الحديث عن الموقف الذي تعرض له اللاعب وتحليله من زواياه المختلفة، لا لمعرفة المخطئ بل لأنه ترسيخ لكيفية التعامل مع شباب الزمالك الذين سيكونون نجومه فيما بعد. فالزمالك طالما أفاق من كبواته على يد أبناءه وأشباله، ولطالما لمعت أسماء مثل خالد الغندور وطارق السيد ومدحت عبد الهادي الذين ترعرعوا بين أسوار النادي قبل أن يتحولوا إلى أعمدته. لكن المهم هنا هو معرفة مستقبل الميرغني مع ناديه .. هل هو تكرار لعلاقة "النجم" جمال حمزة مع الزمالك أم "القائد" حازم إمام؟ الرواية الأولى التي قدمها اللاعب تحكي كيف تطاول عليه رجال الأمن في استاد المقاولون وكيف صفعوه عندما طالب أصدقاءه بالدخول معه إلى المقصورة الرئيسية وكيف تكالب عليه رجال الأمن وسط مشاهدة سلبية لأعضاء مجلس إدارة الزمالك الذين طالبوه في النهاية ب"لم الموضوع" بعدما وقع دون علمه على ورقة صلح. الرواية الثانية تقول إن اللاعب كان يحاول دخول استاد المقاولون الذي تقام عليه المباراة – أي أنها خارج ملعب الزمالك – دون تذكرة للمقصورة الرئيسية، ورغم ذلك سمح له رجال الأمن بدخول المقصورة، ولكنهم رفضوا دخول أصدقاءه معه دون تذاكر، ولكن اللاعب أجرى اتصالات بمسؤولين في ناديه وفي نادي المقاولون للسماح لهم بالدخول ولكن رجال الشرطة رفضوا ومع تصاعد الموقف تحول إلى اشتباك أنهاه تدخل أعضاء مجلس الإدارة. الأهم .. هل نادي الزمالك تعامل مع الموقف بشكل سلبي وكان عليه الدفاع عن اللاعب ليشعر بالثقة داخل النادي، وأن الزمالك قادر على أن يعيد له حقه؟ أم أنه صنع مشكلة في توقيت خاطئ، وكان عليه إنهاء الموضوع قبل أن يصبح موضوعا من الأساس لأنه في مرحلة تكوين صورة عند الجمهور وكان عليه التضحية بهذه الضجة؟ شارك برأيك لأن .. الميرغني وغيره من الشباب هم أمل الزمالك في النهوض من جديد .. إذا لم يتم تقويمهم مبكرا ليكونوا أبرارا مثل حازم إمام وحسن شحاتة فأننا قد نجد فيما بعد الميرغني وحازم إمام الصغير يختفون للاحتراف في السويد!