أسوأ دعاية لكرة القدم!

أبطال العالم في الكرة؟ إذن فهذه أسوأ دعاية لكأس العالم .. وأسوأ دعاية للكرة.
المنتخب الإيطالي حقق أفضل نتيجة بين الخاسرين في دور الثمانية، فهو الفريق الوحيد الذي لم تتلق شباكه هدفا وخرج بركلات الترجيح عكس كرواتيا التي استقبلت هدف التعادل بعد الدقيقة 120، وبالتأكيد نتيجته افضل من البرتغال وهولندا اللتين خسرتا بالثلاثة.
ولكن الإيطاليين لم يعطوا أحدا – غير مشجعيهم – سببا للأسف على توديع كأس الأمم الأوروبية.
كرواتيا حازت على الاحترام بعروضها الجميلة ونتائجها المبهرة في الدور الأول، هولندا قدمت أفضل أداء جماعي إلى الآن وهزمت إيطاليا بالثلاثة وفرنسا بالأربعة، أما البرتغال فأسرت قلوب المتابعين بمجموعة من المهارات العالية والأداء الراقي.
ماذا قدمت إيطاليا إذن؟ لا شيء على الإطلاق. سقوط أمام هولندا، وتعادل كاد أن يتحول إلى هزيمة بركلة جزاء أمام رومانيا ثم فوز على فرنسا في لقاء جمع أسوأ فريقين كبيرين في البطولة.
أما مباراة إسبانيا، فكانت العار الكروي بعينه. فريق يحمل لقب العالم وأحد المرشحين للقب لم يحاول طوال 120 دقيقة أن ينظم هجمة خطيرة على مرمى المنافس.

ربما نسى دونادوني ورفاقه أن الكرة في النهاية "لعبة" على اللاعبين الاستمتاع بها ومحاولة إمتاع الجماهير أيضا.
كل الكرات من هجمات عشوائية أو محاولات فردية، وحتى الدفاع الذي تجيده إيطاليا طوال تاريخها وحفر اسمها في الكرة العالمية، أصبحت تطبقه بنوع من الفجاجة.
حتى مع غياب فابيو كانافارو عن البطولة للإصابة، وإيقاف جينارو جاتوزو وأندريا بيرلو، فإن روبرتو دونادوني كان عليه التحلي ببعض الشجاعة كي يعطي فريقه فرصة محاولة الحصول على الفوز بدلا من تقييد الجميع في المناطق الدفاعية حتى أن لوكا توني المهاجم الوحيد كان غالبا يعود حتى ما قبل خط المنتصف.
لاعبو إسبانيا أطلقوا بعض التسديدات الغريبة التي كانت تعبر عن الملل من اللقاء أكثر منها محاولات للتسجيل. كان الملل قاسما مشتركا بين كل متابعي اللقاء في المدرجات والتلفزيون أيضا.
ليس عيبا أن تخرج إيطاليا من دور الثمانية للبطولة، وإنما العيب ألا تلعب .. وربما نسى دونادوني ورفاقه أن الكرة في النهاية "لعبة" على "اللاعبين" الاستمتاع بها ومحاولة إمتاع الجماهير أيضا.
أعرف أن أحدهم سيرد قائلا إن البطولات والألقاب أهم من الأداء الجميل .. حسنا يا سيدي، ولكن ماذا عن فريق لم يقدم أداء جميلا ولم يحصل على اللقب بل ولم ينافس حتى عليه؟ إنه فريق يمثل أسوأ دعاية لكرة القدم.