انتهاء عصر الإمبراطور

"سأعتزل لأن جسدي لم يعد يقوى على تنفيذ أوامر عقلي" هكذا برر زين الدين زيدان أسطورة الكرة الفرنسية قرار اعتزاله كرة القدم قبل انطلاق كأس العالم 2006 التي كانت الوداع الأخير لجماهيره.
وبالرغم من المستوى الرائع الذي ظهر به زيدان في كأس العالم وقيادته منتخب الديوك للمباراة النهائية وحصوله على لقب أفضل لاعب في البطولة إلا أنه لم يتراجع عن قراره المصيري.
فما حدث في استاد القاهرة في لقاء نهائي الكأس مع القائد حازم إمام كان بالفعل موقف إنساني تاريخي من اللاعبين والجماهير ولكن يجب ألا يتعدى تكريما ووداعا للاعب بحجم حازم إمام.
فبعد المباراة ووسط فرحة الجميع بالبطولة الغائبة منذ فترة ليست قصيرة خرجت تصريحات متسرعة بأن على حازم التراجع في قراره والاستمرار مع الفريق ومحاولة العودة مجددا لسابق عهده.
ووسط هذه الطلبات والتوسلات خرج اللاعب يعلن أنه أجل قرار اعتزاله لحين الانتهاء من أفراح الكأس حتى لا تأخذ نشوة النصر الجميع وتجعلهم يتخذون قرارات خاطئة يندم عليها الزمالك في النهاية.

عصر الامبراطور "إمام" انتهى، وحازم الآن لاعبا عاديا في صفوف فريق من المفترض أنه بطل يجب أن يتمتع كل فرد فيه بقدرات تجعله قادرا على التفوق على منافسيه في البطولات المحلية والقارية
فعصر الامبراطور "إمام" انتهى، وحازم الآن لاعبا عاديا في صفوف فريق من المفترض أنه بطل يجب أن يتمتع كل فرد فيه بقدرات تجعله قادرا على التفوق على منافسيه في البطولات المحلية والقارية.
فالكرة الآن تختلف تماما مع قدرات حازم،فلم تعد المراوغات والتمريرات اليبنية هي أساس كرة القدم بل تحولت نحو رياضة عنيفة بدنيا تعتمد بصورة أساسية على السرعة والقوة، وهو ما يفتقده حازم وبشدة.
ودائما أتذكر ما قاله أحمد حسن قائد المنتخب المصري في إحدى حوراته مع FilGoal.com "كنت أقل لاعبي جيلي مهارة في ظل وجود حازم إمام وعبد الستار صبري إلا أنني بعد احترافي عملت على تطوير عنصري السرعة وقوة الالتحام لكي أضمن الاستمرار في كرة القدم الحديثة".
فاستمرار حازم قد يكون مفيدا معنويا لزملائه ولكنه غير مجد فنيا في المسابقات التي سيخوضها الفريق في المراحل المقبلة.
ولن يجد القائد فرصة أفضل للتكريم والاعتزال من تلك التي نالها عندما رفع كأس مصر بعد غياب أربعة أعوام وسط 50 ألف متفرج يهتفون باسمه و20 لاعبا يرتدون قمصانا عليها صورته ورقمه.