فتح توديع ريال مدريد لدوري أبطال أوروبا من دورها الثاني على يد روما إيطالي باب التساؤل مجددا، هل يفضل الجمهور تشجيع فريق ممتع لكن فوزه غير مضمون بسبب أفكاره الهجومية أم حصد فوز على طريقة الإيطالي لوتشيانو سيبالتي وفريقه. أداء روما كان مثاليا في ظل سياسة الاعتماد على الهجمة المرتدة والدفاع المنظم الذي أشاد به مدرب ريال بيرند شوستر، فهل كان جمهور ريال مدريد يقنع لو بدل موقعه مع الإيطاليين وحصلوا على رخصة العبور إلى المرحلة المقبلة. ما يدفع لاتخاذ ريال مدريد نموذج هو قرار رئيس النادي رامون كالديرون بالاستغناء عن خدمات الإيطالي فابيو كابيللو الفنية برغم حصول الفريق الملكي على لقب الدوري بحجة أهمية تقديم أداء ممتع لا يمكن للإيطالي الوصول إليه. يرى كالديرون أن كابيللو لم يكن ليخاطر ليمنح الفريق فوزا مثل الذي حققه شوستر بسبعة أهداف على بلد الوليد، فيما رد المستشار الفني الأسبق للريال أريجو ساكي بأن كابيللو لم يكن ليخرج من الكأس بسبب المغامرات العشوائية. التناقض يظهر في تهنئة شوستر للفريق على أداءه أمام روما برغم توديع البطولة مع وصف مجلة "ماركا" الإسبانية لحال الريال تحت قيادة كابيللو بأنه لا يناسب مرضى القلب بسبب شخصيته الدفاعية ونتائجه التي لا تظهر أفضلية فريقه الملكي. فمن ناحية، تطور ريال مدريد هجوميا تحت قيادة شوستر وزادت فاعليته التهديفية 20% عما قدم اللاعبون مع كابيللو.
شوستر دفع ثمن المتعة ولكن في الطرف الثاني، أخفقت طريقة شوستر الهجومية في تأمين مرمى ريال مدريد خلال مواجهات مصيرية أقصت الفريق الملكي من كأس الملك ودوري أبطال أوروبا. ولو ابتعدنا عن إسبانيا، فإن الدوري الإنجليزي يقدم نموذج آخر وهو فريق أرسنال الذي هوجم في المواسم الماضية بسبب توديعه لكل البطولات برغم تقديمه لكرة ممتعة ورشيقة وذات شخصية جذابة. ويصر الفرنسي أرسين فينجر على أن كرة فريقه الجميلة التي باتت أسلوب مرتبط باسم النادي أهم من إحراز الألقاب إذ يقول: "برغم فقدنا للعديد من البطولات إلا أن الأهم هو تقديم كرة عادلة وممتعة للجمهور الذي ينتظرنا نحن بالتحديد". وكانت كلمات فينجر ردا على تساؤل المدير الفني المثير للجدل جوزيه مورينيو الذي لم يفهم سر حب جمهور أرسنال وتمسك إدارة النادي بمدربها الفرنسي إذا كان قد أخفق في تحقيق أي إنجاز منذ مدة طويلة. ويمكن لميلان أن يصبح نموذجا للفريق الإيطالي الذي يعرف كيف يحصد البطولات من دون أدوات تمتع كما كان الحال في الموسم الماضي الذي توج فيه الروسونيري بلقب دوري أبطال أوروبا من فم فرق هجومية مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة. فأيهما يفضل الجمهور .. فريق يقدم أداء ممتع لا يضمن الفوز نظرا لانفتاحه الهجومي الشديد، أم واقعية قد لا تكون جذابة ولكنها تزيد من ضمانات الخروج بنتائج إيجابية؟ أطلعنا برأيك.