كل يوم تقدم لنا الكرة المصرية نموذجا جديدا من فنون ( الخيبة) والعيب الكروي والفهلوة وعدم الانضباط والتسيب الاداري والفني وفي كل المجالات . النموذج هذه المرة والذي سجل نفسة باقتدار في دفتر احوال الكرة المصرية اسمة شيكابالا .. وهو لمن لا يعرف ناشيء لم يتجاوز عمره 16 عاما يلعب في نادي الزمالك ويمتلك امكانيات عالية وقدرات جيدة علي التهديف . واختير ضمن منتخب الناشئين بل كان ابرز نجوم هذا المنتخب الواعد وكان من الممكن ان يكون شيكابالا واحدا من صناع التاريخ الكروي مثل الخطيب وحسن شحاتة وطه بصري بل حتي صالح سليم وحسين حجازي وحنفي بسطان .. لكن هذا الناشيء الموهوب ظهر وترعرع في هذا الزمن الرديء وفي وسط كروي سييء فانعكس كل ذلك علية واصبح نموذجا حقيقيا لعصره . شيكابالا الناشيء اصبح فجأه نجما في فريق الزمالك احد قطبي الكرة المصرية .. بل وسجل هدفا فظلمة النقاد وانصاف الخبراء واعتبروه نجما وحتي لا نظلم النقاد كثيرا فيجب ان نعترف ان بعض المسئولين في الزمالك ومنتخبات الصغار ( نفخوا) هذا اللاعب واوهموه انة فلتة زمانة الكروية لدرجة انه عندما انضم لاول منتخب للبراعم استشعر في قراره نفسة انه النعمة الكروية المهداه للكرة المصرية فتمرد وطرد . خبراءنا ومدربينا سريعو النسيان فعادوا فضموه لمنتخب تحت 16 سنه .. وقلنا لعله تعلم لكن يبدو انها طبيعتة الذاتية ويبدو ان بذور الخلل كامنة لدية وتنتظر الفرصة لتنمو بسرعة لذلك تكررت اخطاؤه وتكرر عقابة لكنه لم يتعلم لدرجة ان مدرب المنتخب اضطر لطردة قبل اقل من شهرين من بطولة افريقيا للناشئين وشكاه الي اتحاد الكرة . تمخظ جبل اتحاد الكرة فأنجب فأرا اسمة الايقاف الدولي لمدهةعام ..اجتمع رجال الجبلاية يناقشوا اخطاء الناشيء المتمرد .. تناقشوا .. تحاوروا .. اختلفوا .. واخيرا اتفقوا .. وليتهم ما اتفقوا .. قرار هزيل يعبر عن الوجه الثاني لخيبة الكرة المصرية لقد قرروا ايقافة ( دوليا) لمدة عام اي ان هذا اللاعب الصغير عرف من الان ان العقوبة هي حرمانة من اللعب بأسم بلدة لكنة سيكون قادرا علي اللعب مع نادية فينسي فعلتة واخطاءة . اللاعب الذي يتمرد علي منتخب بلادة لا يعاقب باللعب مع نادية واول درس من دروس الوطنية لشيكابالا هو انه من الاسهل ان يخطأ مع المنتخب لانه لن يحرم من اللعب مع نادية . شيكابالا ياسادة ليس القضية وهو مجرد لاعب قد تبعدة الاصابة عن الملاعب وقد يتوه وسط الزحام وقد يتألق ويصبح احسن لاعب فنيا في مصر بل قد يحترف ويكرر امجاز ميدو لكنة في النهاية نموذج قدم اسوء مثال لناشيء يبحث عن مستقبل جيد . القضية اسمها شيكابالا لكنها تحمل الف وجه لمأساة مجتمع كروي امتلأ بالمتناقضات واصبح الخطأ فيه صوابا والخلل فيه صحيحا ولم يعد احد يدري ما هو الصواب وما هو الخطأ .. ايها السادة في الجبلاية وفي ميت عقبة لا تنقذوا شيكابالا من نفسة لكن انقذوا انفسكم من حكم الناس والتاريخ انكم تدقون مسمارا جديدا في نعش الكرة المصرية !!