انتهى الجدل "تقريبا" حول مكان مباراة العودة لنهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي والنجم الساحلي التونسي باقامتها على استاد الكلية الحربية الذي يتسع ل25 ألف متفرج بدلا من وجود ثلاثة أضعاف هذا الرقم في استاد القاهرة الدولي.. والسبب ما يسمى ب"دورة الألعاب العربية"! في البداية، يجب التأكيد أن إقامة اللقاء على استاد الكلية الحربية لن يقلل من فرص الأهلي لتحقيق الإنجاز التاريخي بالحفاظ على اللقب الإفريقي للعام الثالث على التوالي. أبدا ليس ذلك المقصود، فلقد فاز عام 2005 - وعلى النجم بالذات - بالثلاثة دون أن تطأ قدم لاعبيه استاد القاهرة، وفي عام 2006 لم يكن دور استاد القاهرة في صالح الأهلي على الإطلاق، فالنتيجة كانت تعادل "سلبي جدا" بنتيجة 1-1 للأهلي ولولا التسديدة "التريكية" في رادس ما كانت الجماهير قد نست هدف جوتيكس فريمبونج في القاهرة. المجلس القومي للرياضة برئاسة حسن صقر أراد أن يخلي مسؤوليته من عدم استضافة استاد القاهرة للنهائي تحسبا - لا قدر الله - لخسارة اللقب فقال إنه تنبأ بالمشكلة مبكرا - من شهرين أو حتى أكثر- واتصل بمصطفى فهمي سكرتير عام الاتحاد الإفريقي لمطالبته بتغيير موعد المباراة النهائية بسبب افتتاح دورة الألعاب العربية، وبالطبع اعتذر فهمي كون الموعد محددا منذ فترة طويلة وأعتقد أنه (أي فهمي) كان يرغب في استكمال اعتذاره بالقول "مواعيد الكاف مقدسة.. مش زي مواعيد الاتحاد المصري" لكن يبدو أن لياقته منعته من ذلك! والحقيقة فإن ما قيل من المجلس القومي هو دليل على تحملهم المسؤولية وليس كما ظنوا أنها الطريقة المثلى للتنصل، فنهائي هذا العام معروف منذ أكثر من عامين، فاللقاء النهائي لدوري الأبطال كان يقام عادة في ديسمبر، لكن بداية من 2005 تم تبكير اللقاء ليقام في نوفمبر لكي يستعد بطل إفريقيا لبطولة العالم وهو ما حدث حينها بتحديد أيام 11 و 12 و13 نوفمبر للقاء واختار الأهلي يوم 12. وجاءت بطولة 2006 وكان الموعد محدد مسبقا وهو في أيام 10 و11 و12 واختار الصفاقسي يوم 11، وعلى نفس المنوال تأتي بطولة هذا العام فالموعد معروف وهو أحد أيام 9 و10 و11 وحاول الأهلي اختيار يوم 9 ليبتعد عن افتتاح البطولة العربية "الكبرى" فاصطدم بأن الرفض سببه "الاستعداد لحفل الافتتاح سيكون أهم من النهائي.. ابحث عن ملعب آخر يا أهلي". وبالمناسبة فإن موعد النهائي لبطولة 2008 هو أحد أيام 8 و9 و10 حتى لا يكون الأمر مفاجئا لمن يهتم أو يدعى اهتمامه بالأمر!
قرأت تصريحا طريفا لمحرم الراغب لا أعلم مدى صحته أو دقته، لكن تلك الكلمات وصفت تماما رفض إقامة المباراة على استاد القاهرة قرأت تصريحا طريفا لمحرم الراغب لا أعلم مدى صحته أو دقته، لكن تلك الكلمات وصفت تماما رفض إقامة المباراة على استاد القاهرة، وقال فيها "المصريون عبروا قناة السويس وتغلبوا على النابالم في ست ساعات في حرب أكتوبر، فكيف تحتاج الاستعدادات لافتتاح دورة الألعاب العربية 48 ساعة أو أكثر؟". وإذا قيل أن الاستعداد للنهائي يحتاج لوقت طويل لوضع منصات استقبال رؤساء وملوك الدول العربية "الذين أشك أصلا في حضورهم" التي تتكون من الزجاج المضاد للرصاص، فبالله عليكم هل تتوقعون من الأصل حضور الجماهير للافتتاح؟ أعتقد أنه كان من الأولى أن يقام الافتتاح في الكلية الحربية لأن الجماهير التي ترغب في الحضور لن تتعدى ال25 ألفا. وبالحصول على "عينة" من دورة الألعاب لنعلم قيمتها، نبحث قليلا في "نشاط" كرة الكرة لنعلم كيف تفكر الدول العربية نفسها في البطولة، ويكفي ذكر أن ثماني دول فقط وافقت أن تشارك وهي الإمارات وليبيا ومصر وفلسطين والكويت واليمن والسعودية والسودان، ولم يتحدد بعد بالمنتخب الأول أم الأوليمبي سيشاركون. وبالنظر لتلك الفرق ، نجد أنه لن يشارك أي منتخب عربي-إفريقي في دورة الألعاب العربية وكأس الأمم الإفريقية معا إلا منتخب مص، فليبيا لم تتأهل للبطولة المقامة في غانا، والسودان أعلنت أنها ستشارك عربيا بالفريق الأولمبي لأن الفريق الأول "بيستعد بجد" للمعترك الإفريقي. اقتراح للتغلب على "أزمة بدون لازمة" أن يقام افتتاح دورة الألعاب العربية في اليوم المتفق عليه (11 نوفمبر) في الساعة السابعة مساء على سبيل المثال، فيما يقام لقاء الأهلي والنجم في التاسعة والنصف، وهو إن حدث سيكون في صالح نجاح دورة الألعاب أكثر كثيرا من الأهلي، فدورة الألعاب لن تضمن مدرجات ممتلئة، فيما أن مدرجات حامل اللقب الإفريقي ستكون "ممتلئة عن بكرة أبيها" حتى لو أقيم اللقاء في محافظة غير القاهرة.