بات الأمر واضحا الآن. فمباراة الزمالك والإسماعيلي في افتتاح الدوري قدمت تفسيرا منطقيا لكل مشاكل الكون بداية من ثقب الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري مرورا بالمآساة الإنسانية في دارفور وحتى عدم استقرار البورصة المصرية .. إنه، بلا شك، حازم إمام. ومن المؤكد أن في اعتزال حازم إمام كما طالبت الجماهير حلا لكل هذه المشاكل قاطبة، وبشرى سارة لمنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الأممالمتحدة بأن عملهم في الفترة التي تلي ابتعاده عن المستطيل الأخضر سيكون أسهل كثيرا. وعلى الرغم من اتفاق الجميع على الهبوط الملحوظ في مستوى حازم، إلا أنني لم أستطع اكتشاف العلاقة بين قائد الفريق الذي ظل على مقعد البدلاء لأكثر من 70 دقيقة في لقاء الإسماعيلي وبين خسارة الزمالك لمباراته الأولى في المسابقة.
حازم دخل المباراة والجماهير تبحث عن شخص تحمله المسؤولية التي بات هو الاسم الأقرب لتحملها دائما .. حتى وهو خارج الملعب. هل حازم هو السبب في أهدار عبد الحليم علي لكرتين واحدة منهما بالرأس والآخرى على قدمه اليمنى على الرغم من وجوده بعد نقطة الجزاء؟ هل هو مسؤول عن الحالة السيئة لوسط ملعب الزمالك أم عن عدم الانسجام الذي تحدث عنه معتمد جمال بسبب وجود أربعة لاعبين جدد في التشكيل الأساسي؟ أو قد يكون صانع الألعاب الدولي استخدم عصا التحكم من على الخط ليجعل شيكابالا يفقد أعصابه وينال بطاقة صفراء ويقترب من الحمراء، وهو ما جعل تغييره ضروريا من وجهة نظر الجهاز الفني للفريق .. أو أنه من غطى على التسلل "الوهمي" الذي نصبه لاعبو الزمالك لمصطفى كريم قبل أن يسجل. حازم دخل المباراة والجماهير تبحث عن شخص تحمله المسؤولية التي بات هو الاسم الأقرب لتحملها دائما .. حتى وهو خارج الملعب. المشجعون لم يعترضوا على عبد الحليم أو طارق السيد الذي هتفوا له أثناء خروجه أو علاء عبد الغني على الرغم من أدائهم المتواضع، ولكنهم اعترضوا على حازم قبل أن يلمس حتى الكرة! وكان من الطبيعي ألا يستطيع حازم، حتى مع ما يمتلكه من خبرة أن يمرر الكرة بشكل سليم مع كل هذا الضغط غير المبرر، وهو ما أدى إلى المشهد الحزين الذي خلع فيه قميصه ولوح للجماهير بما يعني "شكرا لكم .. لن تروني في الملعب مجددا". انتقدوا حازم أو أي لاعب آخر .. ولكن انتقدوه بموضوعية وحملوه فقط ما يستحق أن يتحمله من مسؤولية .. وتذكروا أنه أكثر من أحرز للزمالك بطولات وأكثر من حمل كؤوسا وهو قائد للفريق.