انتقلت حمى كوبا أمريكا إلى استاد القاهرة عندما واجه الأهلي الزمالك على لقب كأس مصر والتي توج فيها الفريق الأحمر باللقب بعد مباراة ماراثونية امتدت لأربعة أشواط وحسمت بأربعة أهداف حمراء مقابل ثلاثة في واحدة من أجمل المباريات المصرية. من يتابع كوبا أمريكا يمكنه أن يرى الشبه الكبير بينها وبين مباراة القمة، وأوجه الشبه تظهر في إيجابية الفريقين الكبيرة على مرمى الآخر واللمسات الجمالية التي برزت من خلال اللاعبين أمثال محمد أبو تريكة وشيكابالا وأخيرا الأداء الدفاعي الكارثي للفريقين. اكتفت المباراة بتعديلات هجومية من قبل كلا المدربين، بأداء واثق من الجانب الأحمر يقابلها مرتدات خاطفة من الزمالك وتماسك جيد من لاعبي الوسط. دخل البرتغالي مانويل جوزيه المباراة بنفس تشكيل الفريق الذي خاض مباراة الإسماعيلي في الدور السابق من البطولة، فبأربعة مدافعين ينضم إليهم محمد بركات المائل للجبهة اليسرى ليصبح الأهلي يعتمد على أسلوبه المعتاد في اللعب بقلبي دفاع ومن وراءهم عماد النحاس ليبرو للفريق بدأ الأهلي المباراة. وفي المقابل بدأ الزمالك المباراة بمفاجأة غريبة من هنري ميشيل مدرب الفريق إذ أشرك حازم إمام منذ بداية المباراة على حساب شيكابالا نجم الزمالك في الآونة الأخيرة وربما كان دافعه لذلك هو رغبته في تهدئة إيقاع اللعب واستغلال مهارة حازم الكبيرة في إدارة اللعب من الثبات ولكن أفكار ميشيل ذهبت سدى بعدما ظهر قائد الزمالك بمظهر غير لائق تماما على المستوى البدني. ووضحت تعليمات جوزيه في بداية المباراة بمساندة أبو تريكة للجانب الأيمن للأهلي حتى لا يفاجئه الزمالك بالتركيز على الأطراف، وهو ما ساهم في نجاح الأهلي في فرض سيطرته على بداية المباراة بشكل كبير. وكان محمد بركات ينضم للعمق من الناحية اليسرى ليساند أبو تريكة الذي يلعب في عمق الملعب مائلا إلى الجانب الأيمن ومن أمامهما يتمركز عماد متعب، تاركا حرية الحركة لفلافيو الذي ينطلق من إحدى الأطراف لمفاجئة دفاع الزمالك. وعلى الجانب الآخر جاءت مشاركة تامر عبد الحميد وعلاء عبد الغني بمفعول كبير على أداء وسط الزمالك الذي وضح عليه الحرص الدفاعي رغبة في اصطياد أخطاء مدافعي الأهلي واللعب على الهجمات المرتدة خاصة من ناحية احمد غانم سلطان ظهير الزمالك الأيمن لاستغلال غياب بركات وهو ما أوقفه (باستثناء مرتين) تحرك أحمد السيد للجانب الأيسر. وبعد مرور فترة جس النبض بين الطرفين وضح التفوق الأحمر في نقل الكرات ووضحت الفاعلية الهجومية لعمرو ذكي ورفاقه حيث تمكن الزمالك من الحصول على فرصتين خطيرتين نظرا لعدم قدرة مدافعي الأهلي على استلام الكرات الطولية التي يحدث فيها التحام بعمر زكي قاطرة الزمالك البشرية. ومع خروج وسام العابدي مدافع الزمالك للإصابة عانى الفريق الأبيض من ضعف عمقه الدفاعي وهو ما دفع جوزيه للاعتماد على بركات كظهير أيسر مفضلا الدفع بفلافيو ومتعب في قلب منطقة جزاء عبد المنصف وتحركهما على طرفي الملعب لضغط ظهيري جنب الزمالك المتقدمين ولإخراج قلبي دفاع الزمالك من منطقة الجزاء على أمل أن يستغل شوقي وعاشور مع أبو تريكة تلك المساحات الكبيرة. وجاء هدف الزمالك الأول ليصف حالة الدفاع التي تتشابه مع دفاعات فرق كوبا أمريكا إذ اختفت إمارات لاعب الكرة من شخصية عماد النحاس الذي ظهر كعجوز غير قادر على الرؤية لمسافات بعدية وغير قادر على ملاحقة عمرو زكي أو حتى الصياح في أمير حتى لا يترك مرماه خاليا. وبعد هدف الزمالك خسر الأهلي معركة السيطرة على وسط الملعب لفترة "دامت حتى عادل لاعبوه النتيجة" بسبب عدم التزام شوقي بالجوانب الدفاعية تاركا لاعبي الزمالك يتسلمون الكرات على حدود منطقة جزاء الأهلي دون مشاكل وليزيد من سخط حسام البدري عليه أنه كان بطيئا متثاقلا في نقل هجمات فريقه ودفعها للأمام. على الجانب الآخر تألق علاء عبد الغني وأصبح لاعب الزمالك الخفي الذي لا تتجه الأضواء إليه ليمنح الزمالك دقائق من السيطرة على الكرة. وبعد غياب عن التهديف وصيام دام طويلا نجح متعب في مصالحة جماهير فريقه وتتويج مجهوده الكبير في المباراة، فمتعب قدم مباراة رائعة بتحركاته الواعية وسرعته في التصرف وحضوره البدني ولكنه كان يتفنن في إضاعة الفرص السهلة "بتصعيبها" على نفسه وكأنه يقول لذاته "أنا عارف إنها مش ماشية ومهما عملت مافيش فايدة" وهذا الإيمان بسوء الحظ كان هو سبب ابتعاده عن التهديف. بعد هدف متعب أفاق ميشيل ودفع بشيكابالا بدلا من المغيب حازم إمام لتعود أنياب الزمالك للعمل في ظل تألق عمرو ذكي وظهوره بمظهر بدني رائع. ومع هدف شيكابالا أصبح الاندفاع الهجومي هو الحل الوحيد أمام جوزيه ليدفع البرتغالي القدير بأسامة حسني بدلا من فلافيو،