يواجه النجم المصري أحمد حسام "ميدو" اتهاما دائما من الجميع بأنه يلعب ويتألق مع الفرق الأوروبية التي يلعب لها بينما لا يقدم أي شىء مع المنتخب ، لكن بمتابعة دقيقة سنجد أن جميع لاعبي مصر يتألقون مع أنديتهم ويخيبوا الآمال مع المنتخب بدءا من النجم محمد أبو تريكة حتى محمود عبدالرازق "شيكابالا" أخر الموهوبين وأخر المنضمين للمنتخب. فظاهرة تألق اللاعبين مع أنديتهم واخفاقهم مع منتخب مصر باتت واضحة للعيان في الفترة الأخيرة وتحديدا في الموسم الحالي ، وتنطبق هذه الظاهرة على جميع اللاعبين المصريين بدون استثناء سواء اللاعبين المحليين أو المحترفين خارج مصر. فقارنوا بين الأداء الرائع للاعبي الأهلي عصام الحضري ، ووائل جمعة ، ومحمد شوقي وأبو تريكة ، وعماد متعب مع فريقهم في الدوري ودوري أبطال أفريقيا وبين أدائهم المتواضع مع المنتخب وستجدوا تباينا كبيرا ، كما شاهدوا تألق عمرو زكي وجمال حمزة وشيكابالا وعبد الحليم علي مع الزمالك واخفاقهم مع المنتخب ، ولاحظوا براعة حسني عبد ربه وأحمد فتحي - قبل احترافه - وعمر جمال وهاني سعيد وسيد معوض مع "الدراويش" وظهورهم بمظهر سيء للغاية مع المنتخب. وقد برر البعض اخفاق اللاعبين مع المنتخب بأنهم لاعبين محليين ويتألقوا فقط مع أنديتهم في الدوري المحلي ، بينما يظهروا على حقيقتهم في المباريات الصعبة ، لكن هذا الرأي خاطىء تماما ، فلاعبي الأهلي أثبتوا أنهم غير محليين بالمرة بعدما تألقوا في كأس العالم للأندية أمام أندية قوية مثل انترناسيونال البرازيلي وكلوب أمريكا المكسيكي وهم بكل تأكيد أقوى من منتخبات بتسوانا وموريتانيا والكويت. وإذا انتقلنا للاعبين المحترفين سنجد "ميدو" يتألق مع الأندية الأوروبية التي يلعب لها طوال مشواره - باستثناء الموسم الماضي - ونجد أحمد حسن يصول ويجول مع أندرلخت البلجيكي ويحصل على لقب ثاني أفضل لاعب في بلجيكا ، ونشاهد محمد زيدان وقد أصبح واحدا من أفضل لاعبي الدوري الألماني ، ونتابع حسام غالي يتألق في الدوري الانجليزي مع توتنام ويؤدي مباريات رائعة ، حتى عبد الظاهر السقا الذي يتألق بشدة مع كونيا سبور وحصل على لقب أفضل مدافع في تركيا الموسم الماضي /، ومع ذلك جميعهم يؤدون مباريات متواضعة مع منتخب مصر ولا يظهروا حتى بنصف المستوى الذي يظهروا عليه مع فرقهم الأوروبية. وللأسف الشديد ففي رأيي الشخصي أن الأهلي بقيادة مانويل جوزيه أو الزمالك بقيادة هنري ميشيل أو الإسماعيلي بقيادة باتريس نوفو لو لعب أي منهم مع منتخبات بتسوانا وموريتانيا والكويت بملعبهم لحققوا الفوز وبسهولة ، أي أن المنتخب بات أضعف كثيرا من الأندية رغم أن المنتخب من المفترض أن يجمع أفضل لاعبي مصر بل ويضاف عليهم كوكبة من المحترفين بالخارج.
المنتخب بات أضعف من الأندية رغم أن المنتخب من المفترض أن يجمع أفضل لاعبي مصر بل ويضاف عليهم كوكبة من المحترفين بالخارج ظاهرة تألق اللاعبين مع أنديتهم واخفاقهم مع المنتخب تعد ظاهرة غريبة وينفرد بها المنتخب المصري عن باقي المنتخبات العربية والأفريقية ، وهي ظاهرة تستحق الدراسة والاهتمام لمعرفة أسبابها والوقوف لإصلاحها ، وفي رأيي أن هذا يرجع لسببين لا ثالث لهما ، الأول هو حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب والثاني اللاعبين أنفسهم. فشحاتة في الفترة الأخيرة اتضح أنه لا يجيد توظيف اللاعبين بطريقة جيدة ولا يضع كل لاعب في مكانه الصحيح داخل الملعب ، وبات غير قادر على الوصول للتشكيل الأمثل رغم أن ذلك من أهم أساسيات عمل المدير الفني ، وللأسف في كل مباراة بل وفي المباراة الواحدة نجد طريقة لعب جديدة وتشكيلة مختلفة وتوظيف متخلف للاعبين ، مما أدى إلى تشتيت الجماهير المتابعة لمباريات المنتخب قبل تشتيت اللاعبين أنفسهم. وحتى لا نحمل شحاتة المسئولية كاملة فهناك مسئولية كبيرة أيضا تقع على عاتق اللاعبين أنفسهم ، إنهم يلعبون للمنتخب "بدون نفس ومن غير مزاج" ، ولا يمتلكون أي روح قتالية وعزيمة وتصميم مثل التي تتواجد لديهم مع أنديتهم حتى لو كانت مباريات مع فرق متواضعة ، فيما يظهرون مع المنتخب كالموظفين خوفا من الإصابة ، فلا يشاركون مع أنديتهم في المباريات الأهم -من وجهة نظرهم- خاصة أن مباريات الأندية تقدم لهم مكافأت مادية ضخمة لا تتوافر مع المنتخب. ملحوظة أخيرة ظاهرة الاهتمام بمباريات الأندية أكثر من مباريات المنتخب لم تصبح موجودة عند اللاعبين فقط بل للأسف الشديد أصبحت موجودة عند معظم الجماهير أيضا ، إذ باتوا يهتمون بمتابعة مباريات أنديتهم ومؤازرتها وتشجيعها سواء من الملعب أو من خارجه بينما لا يعطوا أي اهتمام لمنتخب بلدهم ، وبات معظمهم يهتم بانتصارات فريقه وحصوله على بطولات متواضعة ، بينما لا تفرق معهم كثيرا إذا تأهل منتخب مصر لكأس الأمم الأفريقية أم ودع التصفيات أمام موريتانيا وبتسوانا وبوروندي. span Class='NewsSubTitleTe