البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يقرض جو باص للنقل 10.6 مليون يورو    قصر ثقافة الأنفوشي يستضيف ماستر كلاس حول فلسفة العلاقات البصرية في المسرح    وفد نقابة المهندسين يتابع أعمال المرحلة الثانية من النادي بأسيوط الجديدة    رئيس الوزراء: الأعاصير الإقليمية تكشف حكمة الرئيس السيسي    رئيس الوزراء: زيادة البنزين والسولار خلال أكتوبر المقبل قد تكون الأخيرة    بتكلفة 65 مليون جنيه.. محافظ الشرقية يفتتح 4 مشروعات جديدة غدًا    مدبولي: زيادة البنزين المقررة في أكتوبر قد تكون الأخيرة.. ودعم السولار مستمر    موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للموظفين والأشهر المتبقية بعد بيان المالية    نتنياهو: ترامب دعاني لزيارة البيت الأبيض بعد أسبوعين    وزير الخارجية يلتقى سكرتير عام منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية    لاعبو غزة والكرة.. عندما تنزح الأحلام من المخيمات إلى ملاعب القاهرة    أحمد موسى: كل ما يفعله نتنياهو اليوم سيكون له رد فعل    طبيب الأهلي: الفحوصات أثبتت إصابة إمام عاشور بعدوى فيروسية.. وإجراء وقائي للفريق    غرفة عمليات وإشراف قضائي.. كل ما تريد معرفته عن اجتماع الجمعية العمومية    أول تعليق من حسام البدري على قرار الخطيب بعدم الترشح لرئاسة الأهلي    ننشر أمر إحالة المتهمين فى واقعة مقاومة السلطات وحيازة مخدرات بالأقصر للمفتى    فى الأقصر .. الإعدام ل4 متهمين لاتهامهم بمقاومة السلطات وحيازة مخدرات    فني صحي طنطا يتصدر قائمة تنسيق الثانوية الصناعية 3 سنوات بحد أدنى 99.5%.. النتيجة كاملة    بعد طرح البرومو الرسمي.. هذا هو موعد عرض فيلم فيها ايه يعني    بالزي الفرعوني.. نجمة "تايتانيك" كيت وينسلت أمام الأهرامات بالذكاء الاصطناعي    الجرائم الأسرية دخيلة على المجتمع المصرى    ماريا كاري تخطف الأنظار بإطلالتها ومجوهراتها الفاخرة في حفل أم أي 2025    ريهام عبد الحكيم: المنافسة صحية وأنغام أقرب الناس لقلبي    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    كم يحتاج جسمك من البروتين يوميًا؟    اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: أي اعتداء على أسطول الصمود جريمة كبرى    بعد صعودها لأعلى مستوى في 14 عامًا.. كيف تستثمر في الفضة؟    فسحة تحولت لكارثة.. إصابة سيدتين في حادث دراجة مائية بشاطئ رأس البر    شن حملات تفتيشية على المستشفيات للوقوف على التخلص الآمن من المخلفات في مرسى مطروح    لأول مرة.. رئيس الوزراء يكشف عن رؤية الدولة لتطوير وسط البلد    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    الرئيس الصومالي: علاقتنا مع إثيوبيا لا تؤثر على شراكتنا مع مصر    الصحة: توفير لقاح الإنفلونزا الموسمية مجانًا للفرق الطبية    الشيخ خالد الجندى: أبو هريرة كان أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية    مراسل "القاهرة الإخبارية" من النصيرات: غزة تباد.. ونزوح جماعى وسط وضع كارثى    شاهد تخريج الدفعة 7 من المدرسة القرآنية فى سوهاج    "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي القنطرة غرب بالإسماعيلية    افتتاح المؤتمر السابع للشراكة من أجل المبادرات الدولية للقاحات (PIVI) فى القاهرة    طريقة تجديد بطاقة الرقم القومي إلكترونيًا 2025    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي معاوني النيابة الجدد    أمل غريب تكتب: المخابرات العامة المصرية حصن الأمن القومي والعربى    8 صور ترصد استقبال زوجه وأبناء حسام حسن له بعد مباراة بوركينا فاسو    برشلونة يعلن مواجهة خيتافي على ملعب يوهان كرويف    هتوفرلك في ساندويتشات المدرسة، طريقة عمل الجبن المثلثات    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    «شوبير» حزين لجلوسه احتياطيًا في لقاءات الأهلي ويطلب من «النحاس» تحديد مصيره    البنك الأهلي المصري يحتفل بتخريج دفعة جديدة من الحاصلين على منح دراسية بمدينة زويل    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    وزيرة الخارجية البريطانية: الهجوم الإسرائيلي على غزة متهور    مهرجان الجونة السينمائي يمنح منة شلبي جائزة الإنجاز الإبداعي في دورته الثامنة    الأرصاد: انخفاض طفيف فى درجات الحرارة.. وبدء الخريف رسميا الإثنين المقبل    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    محافظ بني سويف: 28% نسبة الإنجاز في مشروع كوبري الشاملة ونسير وفق الجدول الزمني    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    بلدية غزة: اقتراب موسم الأمطار يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية بالمدينة    اليوم.. انتهاء العمل بمكتب تنسيق القبول بجامعة الأزهر وغلق تسجيل الرغبات    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من مطعم نابولي في هارليم.. لماذا سينجح رايولا دائما رغما عن فيرجسون
نشر في في الجول يوم 07 - 07 - 2017

"كتلة من مخلفات البشر"، هكذا يرى سير أليكس فيرجسون وكيل اللاعبين مينو رايولا.
روميلو لوكاكو
النادي : إيفرتون
مانشستر يونايتد
تشيلسي
لكن في الصيف الماضي، وحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن "كتلة مخلفات البشر" وحده دخل ضمن قائمة أغلى 10 شركات تدير أعمال اللاعبين. شخص واحد وسط 9 شركات.
الأهم من ذلك، هو أن مينو رايولا يحرك سوق الانتقالات كيفما يشاء. في الصيف الماضي كان بول بوجبا، في هذا الصيف روميلو لوكاكو. السوق يتحرك طبقا لما يريده رايولا.
نظرة واحدة لهيئة وملابس مينو رايولا ستمنحك الانطباع الأول: هذا الرجل يعمل في مطعم بيتزا وهذا يوم عطلته. مرحبا بكم في العطلة التي تحدد كيف يسير سوق الانتقالات.
انطباعك الأول عن رايولا كان صحيحا، في مدينة هارليم الهولندية، نشأ رايولا وهو يعمل في مطعم بيتزا مملوك لعائلته. المطعم مازال يعمل حتى وقتنا هذا. على أرض الواقع، صار لديه 11 فرعا.
مطعم عائلي تقليدي يقع في العمارة التي تسكن فيها العائلة، ورايولا اكتسب مهارات كثيرة من ذلك العمل. يروي سيمون كوبر صحفي "فاينانشيال تايمز" الذي التقى بالوكيل في مقابلة صحفية طويلة، أن رايولا دائما جاهز لتلبية احتياجاتك.
في ميدان السوق الكبير في هارليم، يحكي رايولا ل"فاينانشيال تايمز" كيف بدأت الحكاية. في 1968 انتقلت عائلة رايولا من الجنوب الإيطالي إلى هارليم. كان رايولا في هذا الوقت طفلا ضمن 35 عضوا في عائلة رايولا اشتروا 3 منازل ملاصقة لبعضهم البعض في هارليم وفتحوا محل بيتزا.
المتطرفون ينجحون
هذه ليس الجزء الأول من ثلاثية الأب الروحي، وإن كنت ستلحظ تشابهات عديدة بين حكاية رايولا وفيتو كورليوني، ولكن رايولا حقيقي على عكس رائعة فرانسيس فورد كوبولا.
"أبي كان يعمل ل18 أو 20 ساعة. كان متطرفا في العمل. كنت أذهب للعمل مع أبي حتى أعرفه أكثر. أبي كان في المطبخ، أنا كنت أغسل الصحون، هذا أمر أحب فعله حتى الآن، لأنه يمنحك فرصة أن ترى نتيجة عملك. ولكن هنا في مطعم نابولي في مدينة هارليم، تعلمت شيء أهم".
ما تعلمه رايولا كان الكلام. يتحدث رايولا بسرعة، لكنه في المطعم يتحدث لزبون فيأتي له بقائمة طعام من مفضلاته، ولو هناك زبون يعاني من مشكلة شخصية سيتحدث معه ويحاول أن ينصحه.
هذا الأمر نجح، ساعد تعلم رايولا السريع للغة الهولندية المطعم في التوسع. في ذلك الوقت، كان رايولا المراهق يتفاوض مع البنوك على القروض، يتحدث مع حاكم المدينة، يحل المشاكل مع الزبائن، قبل أن يؤسس أول شركة خاصة به.
إنترميتزو
حسب رايولا، فإن شركة إنترميتزو كانت تساعد الشركات الهولندية أن تقوم بأعمالها في إيطاليا. ما فعله رايولا جعله مليونيرا بعمر ال19، عندما اشترى محل "ماكدونالدز" وباعه لمستثمر هولندي. هنا، توقف رايولا عن البحث عن المال.
شغف رايولا الأخر كان كرة القدم، وفي أوائل العشرينيات توقف عن لعب الكرة – التي حسب كلماته كان لاعبا جيدا بها – وترك كلية الحقوق وعمل كمدير رياضي لنادي هارليم المحلي – غير الموجود الآن.
في هذا الوقت، جهز رايولا خطة لضم لاعب ناشئ ساحر في أياكس، يسمى دينيس بيركامب.
"متحفظون عجزة، فارغون من الداخل، لا فائدة منهم"
في 1992، قامت شركة إنترميتزو بالمساعدة في انتقال الجناح الهولندي بريان روي من أياكس في هولندا إلى فوجيا الإيطالي. رايولا قضى 7 أشهر مع روي في فوجيا، ساعد في طلاء منزل اللاعب، قابل زوجته المستقبلية، والأهم، تعلم رايولا الكثير عن عالم كرة القدم.
على أرض الواقع، كان رايولا كائن خارجي نزل إلى عالم كرة القدم.
"الكثير من الأشخاص المهمين في عالم كرة القدم، هؤلاء الذين يحتلون المناصب التنفيذية هامة، في مناصبهم لأنهم كانوا لاعبين سابقين جيدين في أنديتهم. ذلك يجعل هذا العالم ضعيفا. هذا العالم غبي لأنهم يريدون أن يبقوه غبيا. هذا عالم مغلق ولديه الكثير من الإمكانيات والأموال. ولكن عندما أفكر في الأشخاص الذين يديروه أقول: اللعنة!".
يقول رايولا إن أحد الأذكياء الذين قابلهم في عالم كرة القدم هو لوتشيانو مودجي – المدير التنفيذي السابق ليوفنتوس، وقبله تورينو.
عندما قابل رايولا مودجي للمرة الأولى، كان من المفترض أن يكون موعد اللقاء في الحادية عشر صباحا. وصل رايولا قبل الموعد بربع ساعة، ليجد وأنه دخل إلى ما وصفه بحجرة طبيب الأسنان. 25 شخصا يجلسون ويتحدثون ويدخنون. في الساعة الحادية عشر والربع، لا أحد أتى ليقابل رايولا الذي ذهب للسكرتيرة وقال له "هل يمكنك أن تبلغ السيد مودجي أنني أنتظره، وإن كان سيتأخر عن الموعد فمتى سيأتي؟".
الرد كان بسيطا. كل هؤلاء ينتظرون السيد مودجي.
نحن هنا نتحدث عن رايولا، الشاب العشريني الذي لا يملك أي علاقات قوية في عالم كرة القدم، والذي أبلغ السكرتيرة بكل هدوء أنه سيرحل ولن يقابل مودجي.
بعدها بساعتين، قابل رايولا مودجي بالصدفة في أحد المطاعم، ومعه 25 شخصا يتناولون وجبة الغداء.
يروي رايولا: "ذهبت إليه وسألته، أنت السيد مودجي؟ قال لي نعم، أخبرته أن من غير الجيد ما فعله، لأنه جعلني أنتظر، ليسألني من أنا؟ قلت له إني رايولا، ليقول لي: إن كنت تعاملني بتلك الطريقة، أبدا لن تبيع لاعبا في إيطاليا!".
ولكن على العكس، رايولا كان يبيع اللاعبين في إيطاليا. تعرف في فوجيا على مدرب الفريق، تشيكي مدمن للعمل اسمه زدينيك زيمان. كثير من المناقشات الكروية دارت بين رايولا وزيمان ليقول له رايولا إن اللاعب الذي يريده ليس موجودا. ولا لاعب – من وجهة نظر رايولا – يستطيع الركض ل17 كيلومترا في المباراة والمراوغة مثل مارادونا والتدرب أكثر من الأخرين.
كان هذا، قبل أن تقع عينه على لاعب تشيكي سيغير حياة رايولا للأبد.
في التشيك، ومن خلال بعض علاقاته بمن يعملون في كرة القدم هناك، رأى رايولا لاعب حلم زيمان. بافيل نيدفيد.
"بافيل نيدفيد متطرف. المتطرفون ينجحون. ما يظنه نيدفيد هو أنه لا يستطيع لعب كرة القدم ولكنه يتدرب أكثر من الأخرين".
نيدفيد كان يتدرب في ناديه كنوع من فاتح الشهية، قبل أن يعود لمنزله ويتدرب مرة أخرى.
في هذا الوقت، رحل زيمان إلى لاتسيو وجاء بعده نيدفيد. والسر؟ مينو رايولا.
وهنا تعلم رايولا الدرس. المتطرفون ينجحون، شاهد أباه وزيمان ونيدفيد، وقرر أن يكون مثلهم.
"لأكثر من 20 عاما، سافرت حول أوروبا بحقيبة صغيرة. كلفني الأمر أشياء، لم أرى أبنائي وهم يكبرون".
تعيش أسرة رايولا في موناكو، لأسباب بعضها تتعلق بالضرائب القليلة المفروضة على الدخل في الإمارة الثرية.
يهدد دائما رايولا أنه سيكتب مذكراته، والتي سيسميها "فن الصفقات"، مناقشة بنود العقود هي مبارياته الصغيرة.
"شكرا يا مينو"
في كتاب "شكرا يا مينو" الذي كتبه اللاعب الهولندي السابق رودي توربين، روى اللاعب قصة انتقاله من أياكس إلى دي جرافشاب في 1998. ذهب رايولا وتوربين إلى رئيس دي جرافشاب، وبعد حديث قصير حول صفقة نيدفيد، وضع رئيس النادي عرضه من أجل توربين، الذي ظن أن العرض جيد لأنه أكثر مما كان يتقاضاه في أياكس.
كان ذلك قبل أن يرفضه رايولا ويأمر موكله بالرحيل. وهنا، حصل توربين على عقد لم يؤمنه فقط طوال 4 سنين هي مدة التعاقد، ولكن لبقية سنين عمره. حتى أقل صفقة يمكن أن تغير حياة شخص للأبد.
لوقت طويل، حاول رايولا أن يجعل توربين مثل نيدفيد، لكن ذلك لم يحدث. بعد فترة فاشلة في جرافشاب، قرر توربين الاعتزال في عمر ال25 وذهب للدراسة في الجامعة مرة أخرى. لكن أسلوب رايولا نجح مع لاعب أخر. لاعب سويدي طموح من أصول يوغوسلافية يملك موهبة خرافية قابله رايولا في 2001، اسمه زلاتان إبراهيموفيتش.
من قرأ مذكرات إبرا "أنا زلاتان" يعرف أن الشخص الرئيسي فيها هو رايولا. العلاقة بين اللاعب ووكيله صارت هي العلاقة الأهم في عالم كرة القدم حاليا، أكثر من علاقة اللاعب بمدربه أو زملاءه. هذا الأمر ينطبق بشدة على رايولا.
رايولا يدير أعمال عدد قليل من اللاعبين حتى يمنحهم خدمة شخصية أكثر من كونها مجرد عمل.
في مطعم يامازاتو الياباني، أمستردام
من مطعم نابولي المتواضع في هارليم، مطعم أخر ساعد في تشكيل حياة رايولا، وهو مطعم يامازاتو الياباني في العاصمة الهولندية أمستردام.
المهاجر السويدي قابل المهاجر الإيطالي، الأول يرتدي حلة أنيقة والثاني يرتدي سروال جينز أزرق وقميص أبيض عليه علامة "نايكي". يرى رايولا أن عدم ارتداءه للبدل الرسمية يفيده حيث يعطي انطباعا أنه شخص غير مهم حتى يتحدث معه.
بينما كان رايولا يتناول ما يكفي 6 أشخاص من الطعام، هاجم إبراهيموفيتش لأن ما حققه في أياكس لا يناسب موهبته.
"هل تريد أن تكون الأفضل في العالم، أو أن تكون اللاعب الذي يحصل على كثير من الأموال ولديه الكثير من الممتلكات؟"، هذا السؤال الذي يسأله رايولا لكل لاعب. أريد أن أكون الأفضل، هكذا قال إبرا.
"حسنا، إذا أردت العمل معي، افعل ما أقوله لك، بع سياراتك وساعاتك وتدرب ثلاث مرات أكثر، لأن إحصائياتك سيئة للغاية". هكذا رد رايولا.
كلمات رايولا جعلت إبرا يعمل مثل نيدفيد، وهذا ما يعمل من أجله رايولا دائما.
في هذا الوقت، كان عدوه القديم مودجي يتسلم منصبه في يوفنتوس. أولوية مودجي كان نيدفيد، اتصل برايولا ليقول له إنه يريد التشيكي المتألق في لاتسيو.
"أتملك ساعة؟" يقول رايولا إنه قال ذلك لمودجي.
ورد مودجي "انظر، لا تكن سليطا، نعم أملك ساعة".
ليرد رايولا "متى نلتقي؟"، تم تحديد الموعد بأن يكون في الساعة 12 ظهرا في فلورنسا، قبل أن يظهر بند رايولا: "سأرحل في الثانية عشر وعشر دقائق إذا لم تصل في موعدك، وبعدها يتضاعف سعر نيدفيد".
وبالفعل، رحل نيدفيد ليوفنتوس ب41 مليون يورو في ذلك الوقت، وفاز بالكرة الذهبية ومازال على علاقة جيدة برايولا رغم اعتزاله. هذا رايولا، عنيف مع الأندية والسلطات، مثل الفيفا الذي غرمه من قبل لوصف سيب بلاتر بالديكتاتور في شطحة مجنونة منه أراد أن يترشح لرئاسة الفيفا، وقريب جدا للاعبيه.
رايولا ليس وكيل لاعبيه فقط، هو رجل كل الظروف والاحتياجات. منزل ماريو بالوتيللي يحترق؟ إذن لنتصل برايولا، لينصحه الأخير بالاتصال بالمطافئ.
لاعبيه الصغار يحادثونه بالفيديو ويسألوه هل نشتري ذلك، هل نفعل ذلك؟
"أعتبر اللاعبين بنسبة 99% أصدقائي، بول بوجبا مثلا، أعتبره عائلتي".
حول رايولا مطعم البيتزا إلى وكالة ضخمة للاعبين بنفس العقلية. يرى رايولا أنه وعائلته لم يكونوا يعاملون المطعم كمطعم، بل كمنزل، الزبائن تأتي لتأكل في بيت عائلة رايولا.
مكتبه في هارليم، الذي يكتب منه سيمون كوبر صحفي "فاينانشيال تايمز" أطول حوار موجود على الإنترنت مع رايولا، يشبه المطبخ.
"دائما ما يظن الناس أن الأندية والمدربين هم من يحددون الصفقات. ولكن في معظم الأوقات، الوكيل هو من يحدد ذلك. أحاول دائما أن أضع هدفا للاعب، هذا ما نريده ولن نجلس وننتظره، سنذهب إليه".
في 2004، قرر رايولا أن إبرا يجب أن يذهب إلى أكثر نادي متطرف للنجاح. يوفنتوس. وصل مع مودجي لصفقة تقضي بحصول أياكس على 16 مليون يورو من أجل زلاتان.
هناك، رأى إبراهيموفيتش كيف يتدرب نيدفيد. "ظننت أنك يا رايولا تبالغ، لكن الأمر حقيقي"، وقال نيدفيد لإبرا "أنت لا تعلم ماذا تملك".
جمع إبرا بين مواهبه الكروية التي لا مثيل لها، والعمل الرائع الذي يقوم به نيدفيد ليمنح كرة القدم رحلة أوروبية دامت لمدة 16 عاما، والأهم أنها كشفت لنا لماذا رايولا هو الوكيل الأهم في كرة القدم.
رايولا بنفسه يشرح: "لا أريد أن أكون مغرورا، ولكني رأيت كل تغيير في عالم كرة القدم قبل أن يحدث. في 2006 كان الناس يقولون أن مودجي يتحدث مع حكام مباريات يوفنتوس قبلها، علمت أن يوفنتوس سيعاني بسبب ذلك فرتبت أن يذهب إبرا إلى إنتر ميلان. في 2012 بعدما ذهب إبرا إلى برشلونة ولم يلعب بسبب جواديولا الجبان، ذهبت به إلى ميلان، وبعدها صممت على رحيله رغم أنه لم يكن يرد ذلك. لسنين أخبرت ميلان أنهم لم ينجحوا بالرواتب الضخمة التي يمنحونها. رأيت أن اقتصاد الكرة في إيطاليا يسقط، لذا ذهبت به إلى باريس سات جيرمان ليحصل على 14 مليون يورو في فريق من الطراز الأول بينما غرق ميلان".
ربما لا ينجح رايولا دائما، انظروا لماريو بالوتيللي. "لم يضع بالوتيللي الكرة في منتصف حياته، ولكني أخطأت عندما وافقت على رحيله من مانشستر سيتي إلى ميلان، كان يجب أن أقول له أنه ناجح مع سيتي. ربما لو فعلت ذلك في حينها لما كانت وصلت مسيرته لذلك".
طريق بوجبا الصعب
قاطع سيمون كوبر رايولا، قائلا إن بعض اللاعبين لا يريدون أن يصلون للقمة لأنهم قد يحققون الملايين دون فعل ذلك. رد رايولا "الآن عندما أتحدث مع اللاعبين أسألهم لماذا تلعبون كرة القدم، ما هو حافزك، لا يردون، ويذهبون إلى منازلهم يفكرون في هذا السؤال".
قبل أعوام قليلة، تعرف رايولا على موهبة فرنسية صاعدة. هناك الكثير من المواهب الصاعدة لكن فقط قليلين هم من يملكون الحافز لأن يكونوا في القمة. بول بوجبا كان أحدهم. الشاب الصغير في يونايتد لم ينجح في الوصول للفريق الأول، ويرى أنه يحصل على أقل مما يستحق من الأموال. ذهب رايولا ليقابل سير أليكس فيرجسون، الذي أبلغه صراحة "لن أتحدث معك إذا لم يكن اللاعب موجودا"، لذا طلب رايولا من فيرجسون استدعاء بوجبا. يروي رايولا أن فيرجسون قال لبوجبا "ألا تريد توقيع هذا العقد الجديد؟"، ليرد بوجبا "لا، لن أوقع بهذه البنود"، لينعت فيرجسون رايولا بالجبان حسب روايته.
"لقد كان عرضا سيرفضه كلباي".. "منذ اللحظة الأولى لم أثق به".
الجملة الأولى رأي رايولا عن فيرجسون، والثانية هي رأي فيرجسون في رايولا.
لم يختر رايولا يوفنتوس لأن يكون مهبط بوجبا، بل بوجبا هو من اختاره رغم شهرة النادي الإيطالي بعدم الصبر على المواهب الشابة. يروي رايولا أنه تحدث مع بوجبا ناصحا إياه إن تلك الخطوة ليست الأفضل له، ولكن الفرنسي قال: "طوال حياتي اخترت الطريق الأصعب".
بوجبا كان رائعا في يوفنتوس، وحرك به رايولا سوق الانتقالات الصيف الماضي، صيف كان رائعا لرايولا حيث جلب ليونايتد إبرا وبوجبا وهنريك مخيتاريان. لماذا يفعل ذلك مع نادي بعيد عن دوري الأبطال ويؤدي بشكل سيء ل3 سنوات؟
هكذا يفكر رايولا
"رأيت احتياجات يونايتد منذ 2015، عندما ضموا أنتوني مارسيال وممفيس ديباي، علمت أنهم لن ينجحوا، لا يمكن لديباي ومارسيال أن يحملوا فريقا عملاقا مثل يونايتد. يونايتد احتاج زلاتان، احتاج بوجبا. بوجبا كان يمكنه الرحيل لريال مدريد بطل أوروبا، لن يشعر بأهميته هناك، أو لبرشلونة مع ميسي ونيمار وسواريز وأيضا لن يشعربالأهمية. طوال عامين عملت على عودة بوجبا إلى يونايتد. عملت مع جوزيه مورينيو من قبل في إيطاليا ولم يكن يحبني، لكنه ذكي كفاية ليعرف ما أفعل. في الأندية التي تفهمني وتضم 3 أو 4 من اللاعبين الذين أدير أعمالهم أصبح مثل مستشارا لهم".
ليس هذا فقط، يفخر رايولا بأنه لديه لاعبين عظام في كل جيل. "لدي 8 أو 9 لاعبين في الفريق البرازيلي للشباب، كلهم رائعين، لدي جيانلويجي دوناروما، لدي مويس كين في يوفنتوس". الماضي لرايولا، الحاضر يحركه رايولا، والمستقبل لرايولا.
لا تتوقف خدمة رايولا هنا، بل أيضا ينصح اللاعبين بخطواتهم الاستثمارية ويبعدهم عن المشاريع الفاشلة حتى لا يفلسوا بعد اعتزال كرة القدم. يملك رايولا حاليا أعمال بقيمة 900 مليون يورو، ويعمل دائما على أن يخرج اللاعب بكل ما تقاضاه من لعب كرة القدم دون أن ينقص، قبل أن يستثمر أمواله في أي مجال.
والآن، يحرك رايولا السوق مرة أخرى، بصراع محتدم على لوكاكو بين تشيلسي ويونايتد. مرحبا بكم في عطلة طويلة من مطعم البيتزا يحرك خلالها رايولا عالم كرة القدم كيفما يشاء.
--
معظم مادة الموضوع من حوار مطول نشر على "فاينانشيال تايمز" مع رايولا في أكتوبر 2016، بجانب مواضيع أخرى عن رايولا من "جارديان" و"ديلي ميرور".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.