"حماااار .. حماااار" ، كان هذا هو الهتاف الجماعي الذي قامت الجماهير البرازيلية بإطلاقه نحو لويزاو مهاجم الفريق في الرابع عشر من شهر نوفمبر لعام 2001 ، وذلك ليس بسبب إضاعته لهدف سهل ، لكن – ويا للعجب – حدث ذلك بعدما أحرز اللاعب هدفين أمام منتخب فينزويلا في الجولة الأخيرة من التصفيات ، ليتأكد تأهل "السامبا" بشكل رسمي للمونديال. سبب الهتاف العدائي ضد لويزاو لم يكن أبدا بسبب كرهم لهم أو بسبب تصريحات ساخنة للاعب ، لكن يعود ذلك إلى أنه أخذ مكان أحد عمالقة الكرة في البرازيل من القائمة ، بالطبع تعرفون جيدا هذا العملاق ، إنه روماريو أحد الأفذاذ في تاريخ البرازيل ، وبعد هذه الواقعة قال لويزاو : "في أي بلد آخر ، اللاعب الذي يقود منتخب بلاده إلى كأس العالم يتم استقباله بطريقة أخرى تماما غير التي تم استقبالي بها"! إذا عدنا بالذاكرة إلى الخلف بعض الشيء ، سنجد أن موقف منتخب البرازيل قد ساء بشكل واضح في تصفيات كأس العالم 2002 ، فكان لسان حال محبي الكرة حول العالم عن إمكانية غياب راقصي السامبا عن المونديال للمرة الأولى في تاريخهم ، وهذا كان كفيل بأن تتردد المقولة الشهيرة التي أثبتت صحتها مرة أخرى والتي تقول أن أي 11 لاعب يرتدي قميص البرازيل قادر على الفوز بأي بطولة حتى لو كانت كأس العالم نفسها. نترك راقصي السامبا قليلا ، ونذهب إلى البطولة ذاتها ، فقد أقيمت بطولة كأس العالم للمرة الأولى بتنظيم مشترك بين دولتين ، هما كوريا الجنوبية واليابان ، وأقيم حفل الافتتاح في الدولة الأولى ، فيما أسدل الستار على البطولة من أرض الثانية ، ووفقا لتصريحات السويسري سيب بلاتر - الذي يتراجع كثيرا في أقواله - رئيس مملكة كرة القدم "فيفا" ، فإن كأس العالم لن تقام أي مرة أخرى قادمة بتنظيم مشترك بين بلدين ، وإن صدق بلاتر ، فسجلات التاريخ ستسجل أن كأس العالم 2002 هي البطولة الوحيدة على مدار الزمن التي نظمتها دولتين.
رونالدو قبل أن نخوض في مباراة الافتتاح ، يجب أن نذكر أن كأس العالم 2002 أقيمت للمرة الأولى في القارة الأسيوية ، وهي المناسبة التي لن تكرر مرة أخرى إلا بعد أن يأتي الدور على باقي القارات ، وذلك بعد وضع نظام ينص على أن يكون قرار استضافة المونديال بنظام الدور ، وبالمناسبة ، فإن تلك البطولة هي الأولى التي تقام في الألفية الجديدة. نبدأ بنظام البطولة ، والذي سار على نفس نظام كأس العالم 1998 في فرنسا ، وهو مشاركة 32 منتخبا ، يتم تقسيمهم على ثماني مجموعات بحيث تضم كل مجموعة أربع منتخبات ، ليتأهل أول فريقين في المجموعة ، ليبدأ بعد ذلك دور الستة عشر ، والذي يقام بنظام خروج الفريق المهزوم ، وذلك حتى المباراة النهائية للمونديال. بدأ كأس العالم ب"قنبلة" مدوية كانت بمثابة التحذير لما هو قادم في البطولة التي كان شعرها "الصغار قادمون .. وبقوة" ، إذ جاءت مباراة الافتتاح بين منتخب فرنسا حامل اللقب و"قاهر" البرازيل ومنتخب السنغال الذي كان معظم نجومه محترفين في أندية متوسطة في فرنسا ذاتها ، وحتى المدير الفني ل"أسود التيرانجا" كان فرنسيا مغمورا ، لكن ما لم يكن يتوقعه أحد هو أن تفوز السنغال ، ويتكرر نفس مشهد كأس العالم 1990 ، عندما نجح منتخب الكاميرون في التغلب على منتخب الأرجنتين حامل اللقب ، والمصادفة الكبيرة أن المنتخبين الأفريقيين - السنغال والكاميرون - نجحا في الوصول إلى دور الثمانية في البطولة. هذه المباراة كانت بداية لانهيار "الديوك" في البطولة ، حيث تعرض الفريق الفرنسي للهزيمة أمام منتخب الدانمارك ، وتعادل مع منتخب الأورجواي ، ليودع البطولة من دورها الأول ، وليس ذلك فقط ، بل إنه لم ينجح في هز شباك أي من منافسيه ولو لمرة واحدة ، والغريب والطريف في الأمر أن المنتخب الفرنسي كان يمتلك ثلاثة من أبرز مهاجمي العالم في ذلك التوقيت ، ديفيد تريزيجيه وتيري هنري ودجبريل سيسيه ، وهؤلاء المهاجمون حصلوا على لقب هداف الدوري ، كل في البلد التي يلعب فيها ، وهي على الترتيب إيطاليا وإنجلتراوفرنسا ، لكن الأمر الذي أثر على الفريق بالسلب كان غياب "قلب" الفريق زين الدين زيدان بسبب الإصابة عن أول مباراتين ، فيما شارك في اللقاء الثالث وهو يعاني من الإصابة ، مما منعه من الظهور بمستواه المتميز ، ولم نشاهد حينها لمساته السحرية ولدغاته القاتلة. وحيث أننا تحدثنا عن سقوط أحد كبار الكرة في تلك البطولة ، فيجب ذكر ما حدث للمنتخب الأرجنتيني ، إذ كان يتصدر مجموعة التصفيات لقارة أمريكا الجنوبية بفارق كبير وتأهل للمونديال بدون أي عناء ، حتى إنه كان أحد المرشحين للفوز باللقب ، لكن راقصو "التانجو" خذلوا جميع التكهنات حولهم ، وخرجوا من الدور الأول بعد الحصول على أربع نقط جمعوها من الفوز على نيجيريا بهدف ، ثم الهزيمة أمام إنجلترا بالنتيجة ذاتها ، ق