يا له من مونديال! فالأجواء التي سبقت بطولة كأس العالم 1998 لم تكن طبيعية ، ففرنسا تعود للمشاركة للمرة الأولى منذ 86 ، والبرازيل تدافع عن لقبها ، وعواجيز ألمانيا ما زالوا يمثلون قوام المنتخب على الرغم من إخفاقهم في أمريكا 94 ، وشيلي تعود بزامورانو وسالاس بعد إسبانيا 82 ، ومشاركة أولى لليابان وجامايكا وجنوب أفريقيا ، وكرواتيا بعد انفصالها عن يوجوسلافيا الموحدة ، وبلاتر يتولى مقاليد الأمور في الفيفا. 32 منتخبا بدلا من 24 ، وهو ما يعني عدم وجود فرصة لثوالث المجموعات ، وارتفاع عدد الاتحادات المشاركة في الفيفا إلى 174 دولة ، بطولة الناشئين التي سبقت البطولة وأقيمت في شوارع باريس بمشاركة 100 دولة ، صور لاعبي فرنسا في جميع أنحاء فرنسا تؤكد سعيهم للقب. قلق في المدن التي ستسضيف مباريات المنتخبين الإنجليزي والألماني خوفا من جماهيرهما ، منافسات بين الجماهير البرازيلية والأرجنتينية في الرقص وإبراز قوة التانجو أمام السامبا. فوز "قيصري" للبرازيل على اسكتلندا في الافتتاح بهدفين مقابل هدف ، تعادل مغربي نرويجي في أول أيام البطولة ، تساهل برازيلي واضح أمام النرويج لإخراج المغرب من البطولة. منتخب فرنسي "مجنس" من العرب والأفارقة يتصدر المجموعة الثالثة بنسبة نجاح كاملة لتصعد للدور الثاني بصحبة الدانمارك ، إيطاليا وشيلي تصعدان للدور الثاني بسهولة. فوز نيجيري تاريخي على إسبانيا بأخطاء الحارس أندوني زوبيزاريتا ، لتصعد النسور مع باراجواي ، طواحين هولندية مرشحة تصعد للدور الثاني مع المكسيك ، وبعد ليلة حزينة في لنس واعتداء ألماني على دانيال نيفل وهو ضابط فرنسي دخل غيبوبة طويلة تنجح الماكينات في الصعود مع يوغسلافيا للدور الثاني. رومانيا بذكريات 94 تتصدر المجموعة السابعة متفوقة على إنجلترا ، الأرجنتين وكرواتيا يصعدان بكل سهولة في مجموعة ضمت معها جامايكا واليابان. الدور الثاني شهد أول هدف ذهبي في تاريخ كأس العالم بقدم لوران بلان في مرمى الباراجوياني خوسيه لويس شيلافيرت ، واكتساح برازيلي لشيلي في مباراة الظاهرة الجديدة رونالدو ، مايكل أوين يرد اعتبار الإنجليزي لهدف مارادونا في 86 بهدف مماثل في مرمى كارلوس روا ، ولكن تهور ديفيد بيكام دفع الإنجليزي لدفع الثمن غاليا ومغادرة البطولة بركلات الترجيح ، ألمانيا وسياسة عدم الاستسلام قادها للفوز على المكسيك.
بيكام إيطاليا تحقق فوزا صعبا على النرويج بهدف كريستيان فييري اللاعب الوحيد المحترف في التشكيل الإيطالي ، خروج مهين لنيجيريا بهزيمة ثقيلة أمام الدانمارك ، وهولندا تحجز مكانها في دور الثمانية بالفوز على يوجوسلافيا وكرواتيا تنهي الحلم الروماني بهدف. ويشهد دور الثمانية مباراة كلاسيكية بين الطاحونة الهولندية والتانجو الأرجنتيني بدأها باتريك كلويفرت وتعادل كلاوديو لوبيز قبل أن "يقلب بركامب الطرابيزة على الكل" بهدف يتواجد في كتب كرة القدم تحت عنوان "كيف تحرز هدفا جميلا بثلاث لمسات" ، وتحقق البرازيل فوزا صعبا على الدنمارك. وبعد مباراة سلبية تفوز فرنسا على إيطاليا 4-3 بركلات الترجيح ، وكرواتيا تعطي ألمانيا درسا في كيفية اللعب وتهزمها بثلاثة أهداف في أثقل هزيمة ل"المانشافت" في كأس العالم منذ الهزيمة 6-3 من فرنسا في السويد 58. وفي الدور قبل النهائي لعبت هولندا مع البرازيل في ليلة رائعة في مرسيليا فتقدم رونالدو للبرازيل قبل أن يرتقي كلويفرت فوق الجميع ويطلق كرة رأسية في مرمى كلاوديو تافاريل قبل ثلاث دقائق من النهاية ، ولكن القدر لم يكن رحيما بالجماهير الهولندية وهي ترى فريقها يودع البطولة بركلات الترجيح بعد أن أضاع فيليب كوكو ورونالد دي بوير. على الجانب الآخر كانت فرنسا على موعد مع العصابة الكرواتية برئاسة دافور سوكر الذي تقدم لبلاده بعد دقيقة واحدة من الشوط الثاني ولكن ليليان تورام أنهى الحلم الكرواتي بالسطو على كأس العالم بهدفين صورة بالكربون ليقرر ظهور فرنسا في النهائي للمرة الأولى. وتشهد الأيام السابقة للنهائي رعبا برازيليا بسبب إصابة رونالدو وفرنسا كلها تسعى وراء فريقها. وفي ليلة 12 يونيو اتجهت أنظار العالم نحو باريس فالكل متواجد جاك شيراك في زي المنتخب الفرنسي وبيليه متواجد وجوزيف بلاتر ، وإيميه جاكيه المدير الفني الفرنسي يسعى لتحقيق الحلم أمام العجوز ماريو زاجالو الذي يسعى لقيادة البرازيل للقب الثاني تحت قيادته بعد لقب المكسيك 70. ولكن هنا يخطو شاب جزائري الأصل يدعو زين الدين زيدان إلى داخل ملعب سان دينيه ليحرز هدفين برأسه في الشوط الأول ليعلن أن فرنسا في طريقها لتحقيق الحلم الذي تأخر طويلا ، وفي الوقت الضائع أحرز إيمانويل بيتيت الهدف الثالث لتتلقى البرازيل الهزيمة الأثقل في تاريخها في كأس ا