بفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه أنهى تشيلسي الدور الأول من الدوري الإنجليزي ، في طريقه للاحتفاظ باللقب عامين متتاليين للمرة الأولى في تاريخه ، متفوقا على منافسين عاجزين عن مجاراته ، فيما كان تألق المهاجم المصري أحمد حسام "ميدو" مع فريقه توتنهام هوتسبر هو الظاهرة الأهم خلال نصف المسابقة الأول. ويبدو أن توقعات لاعبي تشيلسي مثل المدافع ويليام جالاس وقائد الفريق جون تيري كانت صادقة مطلع الموسم الجاري ، حينما تعهدوا بحسم اللقب خلال شهر يناير ، حيث جمع الفريق 52 نقطة ، وسيكون في وسعه إنهاء الموسم بفارق قياسي من النقاط ، إذا ما وضعنا في الاعتبار إنه توج بلقب الموسم الماضي بفارق 12 نقطة عن الأرسنال. ولا يعد فارق الصدارة وحده العامل المرجح لكفة تشيلسي خلال الدور الثاني ، بل أن حالة الترنح التي يعاني منها منافسوه هي العامل الأهم. فمانشستر يونايتد الفريق الوحيد الذي نجح في الفوز على تشيلسي خلال الدور الأول ، يعاني من تذبذب شديد في المستوى ، نتيجة العملية الانتقالية التي يمر بها الفريق والتي تسببت في خروجه من دوري أبطال أوروبا من دورها الأول وخسارتيه أمام ميدلسبره وبلاكبرن ، بالإضافة لتعادله في عدد كبير من المباريات مع منافسين متواضعين. أما الأرسنال فقد لقي خمس هزائم حتى الأن ومازال يصارع مع أندية الوسط ليصبح دخوله ضمن رباعي القمة أقصى أمانيه ، وإلا فسيواجه خطر عدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ويبقى ليفربول هو الفريق الوحيد المرشح لإثارة قلق الزرق خلال الدور الثاني ، نظرا لاحتلاله المركز الثالث برصيد 37 نقطة ، ومازال في رصيده مبارتين مؤجلتين.
تشيلسي .. في الطريق إلى لقب جديد واللافت للنظر أن الحمر ارتفع مستواهم مؤخرا بعد تأقلم الفريق مع خطط مدربه الإسباني رافاييل بنيتيث الذي يضع أولوية لتأمين مناطق دفاعاته قبل الفعالية الهجومية التي يقوم بها جبريل سيسيه وفرناندو موريينتس وبيتر كروتش ، وهو ما أدى لفوز الفريق بأخر 11 مباراة خاضها في المسابقة دون أن يتلقى مرماه أكثر من هدف واحد. واكتسب الدور الأول من المسابقة هذا الموسم نكهة خاصة في ظل وجود ميدو مع توتنهام ، وهو ما أعطى مباريات النادي اللندني شعبية بين المصريين ، والمثير أن المهاجم المصري صار رأس الحربة الأول في الفريق بعدما كان يتبادل اللعب مع زميليه جيرمين ديفوه والأيرلندي روبي كين. كما ظهر إسم ميدو ضمن قائمة هدافي الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في المركز الحادي عشر برصيد سبعة أهداف ، ورغم ابتعاده عن صدارة الهدافين التي يحتلها الهولندي رود فان نستلروي برصيد 15 هدفا ، إلا إنه يعد معدلا جيدا للتسجيل خاصة إذا عرفنا إنه المهاجم المصري أحرز ذات عدد الأهداف التي سجلها مايكل أوين مع نيوكاسل. واحتل توتنهام المركز الرابع في معظم مراحل الدور الأول الذي أنهاه برصيد 34 نقطة ، وهو ما يعزز فرص نادي شمال لندن في كسر حاجز الستين نقطة الذي فشل في تحقيقه منذ موسم 1995- 1996. بل أن الفرصة تبدو مواتية أمام توتنهام للعودة إلى المنافسات الأوروبية ، إما بالتأهل لكأس الاتحاد الأوروبي ، أو باللعب في دوري أبطال أوروبا في حال بقاءه ضمن الأربعة الكبار على حساب جاره وغريمه اللدود الأرسنال. ومن الظواهر المثيرة للاهتمام هو التألق الكبير لويجان أتلتيك رغم ظهوره للمرة الأولى في تاريخه في الدوري الإنجليزي ، فاحتل المركز الخامس برصيد 34 نقطة ، كما عاد الصاعد الأخر وست هام اللندني إلى مكانته الطبيعية كأحد فرق منتصف الجدول ، فيما يبدو أن سندرلاند بطل دوري الدرجة الأولى ، سرعان ما سيعود إليها بعد أن جمع ست نقاط فقط. وسوف تدخل أندية بورتسموث وبرمنجهام سيتي ووست بروميتش ألبيون وإيفرتون في صراع خاص خلال الدور الثاني لتفادي الهبوط مع سندرلاند ، وهي المنافسة التي قد تضفي بعضا من الإثارة على المراحل الأخيرة من المسابقة في حال تتويج تشيلسي مبكرا.