"لطالما انتظرت تمثيل منتخب بلادي في محفل عالمي وحينما أتاح لي القدر الفرصة كنت قد بلغت ال 32 من عمري، لن أنسى مشهدا رفرفت فيه أعلام إنجلترا التي رفعها المواطنون الذين زحفوا ورائنا إلى البرتغال وهز تشجيعهم لنا أرجاء ملعب دا لوش. جعلونا نشعر وكأننا بالمملكة المتحدة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" ديفيد جيمس حارس منتخب إنجلترا "2004". حكايات اليورو. سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com عن حكايات سابقة من بطولة اليورو عبر التاريخ. حكايات اليورو (1) - حين حصدت إيطاليا اللقب ب "ملك وكتابة" حكايات اليورو (2) – العبقري المجنون بانينكا.. أهدى التشيك اللقب وخلد اسمه "الركلة الأشهر" حكايات اليورو (3) – 6 دقائق مجنونة حولت اللقب لفرنسا.. و9 أهداف خلدت اسم بلاتيني حكايات اليورو (5) – حرب يوغوسلافيا مهدت الطريق وإنقاذ نيلسين كتب تاريخ الدنمارك الكروي حكايات اليورو (6) – خسارة اللقب لم تنس العالم سحر "كعب توتي" حكايات اليورو (7) – 30 دقيقة أدخلت تريزيجيه التاريخ في بطولة فرنسا الذهبية حكايات اليورو (8) - توتي كسر هيبة فان دير سار.. وتولدو حطم طواحين هولندا تأهلت إنجلترا برفقة خمسة عشر منتخبا إلى بطولة أمم أوروبا لعام 2004 والتي وقع الاختيار على البرتغال لاستضافتها لأول مرة في تاريخها. يقولون دائما أن شخصية البطل تتحدد ملامحها بشكل كبير في المواجهة الأولى إذا كشرت عن أنيابك للمنافسين، ولكن ماذا إذا كانت خسارة منتخب بلادك تأتي في آخر أربع دقائق في أول لقاء بمنافسة عالمية! هكذا استهل المنتخب الإنجليزي مشواره بيورو 2004 أمام فرنسا، فالمنتخب الذي يضم جاري نيفيل - أشلي كول - واين روني - بول سكولز - ستيفن جيرارد - مايكل أوين - فرانك لامبارد - جيمي كاراجر - وقائدهم ديفيد بيكام لم يتمكن من الصمود أمام زين الدين زيدان ورفاقه والذين حولوا بأقدامه الساحرة مجريات اللقاء بعد الخسارة بهدف مقابل شئ إلى فوز تاريخي بهدفين مقابل هدف. "ما بين المتعة والتفائل انحصر شعوري كلاعب بالمنتخب الوطني، أحببت تلك المباريات التي أرفع فيها رصيدي الدولي واستمتعت بها على الرغم من كرهي الشديد للمعسكرات التي تبعدني عن آليكس زوجتي وبناتي، وفي الواقع لا أحب تلك الأخطاء الفنية في الملعب، أقصد الأخطاء الكبيرة منها خاصة في الأوقات الهامة. للأسف فعلتها في العديد من المناسبات، حتى وإن كنت قليل الخبرة في البداية لكنها ستظل ذكريات مؤلمة للغاية بالنسبة لي" ستيفن جيرارد من كتابه My Story اقترب حلم تحقيق أول فوز لمنتخب إنجلترا في بطولة أمم أوروبا لهذا العام، فها هنا لوحة الإذاعة الداخلية بالاستاد تشير إلى تقدم إنجلترا بهدف مقابل لا شئ بأقدام فرانك لامبارد حتى الدقيقة 89. قائد المنتخب ديفيد بيكام هو أكثر من يتمنى سماع صافرة الحكم، فالفوز سينسي الجماهير إضاعته لركلة جزاء كادت أن تؤمن المباراة لصالحهم. لكن كيف لك أن تطمئن ومازال زين الدين زيدان يحارب من أجل تعديل النتيجة؟ محاولات زيدان وكتيبة الديوك مكنته من إحراز هدف التعادل لفريقه عبر تصويبة رائعة من ضربة حرة مباشرة أودعها شباك جيمس في الدقائق الأخيرة. أقل من دقيقة مرت وتمريرة كارثية لجيرارد استغلها تييري هنري وتحصل منها على ركلة جزاء سددها زيدان أيضا، ليمنح فرنسا الفوز الأول. سنوات مرت على تلك المباراة إلا أن وقعها مازال يسكن قلب جيمس حارس المنتخب الإنجليزي، والذي قال فيها أن مباريات كرة القدم كالوشم، يظل معك إلى الأبد. لم ينس التاريخ تلك الهزيمة القاسية لمنتخب إنجلترا رغم تمكنهم بعدها من الفوز على سويسرا 3-0 ثم على كرواتيا 4-2 ليصعدوا للدور ربع النهائي خلف منتخب فرنسا والذي فاز على إنجلترا ثم تعادل مع كرواتيا بهدفين لكل منهما قبل أن يختتم جولته الأولى في مرحلة المجموعات بالفوز على سويسرا 3-1. تأهلت فرنساوإنجلترا إلى الدور ربع النهائي بالبطولة، والذي دخلته إنجلترا بعزيمة وإرادة قوية. طموح التأهل لنصف النهائي سيطر على رغبات الجميع، وترجمه مايكل أوين بهدف في أول ثلاث دقائق بمرمى البرتغال. إصابة المتألق واين روني في الشوط الأول أفقدت المنتخب بعض توازنه، فعادل مهاجم البرتغال هيلدر بوستيجا النتيجة لمنتخب بلاده قبل 7 دقائق من نهاية المباراة. سيناريو المباراة لم ينته بعد، ففي شوط المباراة الإضافي تقدم روي كوستا بهدف ثاني للبرتغال، لكن الأسود الثلاث زأرت من جديد في وجه البرتغال بهدف لفرانك لامبارد، حتى جاءت ركلات الحظ أو الترجيح والتي لم تنصف أبناء إنجلترا والذي أضاع فيها ديفيد بيكام مجددا ركلته الخاصة، فكانت التسديدة الأخيرة للبرتغال من نصيب حارسهم ريكاردو وأوصلتهم لنصف نهائي البطولة. المنتخب الفرنسي ذاق ذات المعاناة بخروجه في نفس الدور أمام المنتخب اليوناني والذي كان مفاجأة الجميع في هذه البطولة بتتويجه بطلا في النهاية. وعلى الرغم من إقصاء منتخب إنجلترا من الأدوار الأولى ليورو 2004، إلا أن واين روني كان في صدارة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف خلفا لميلان باروش نجم التشيك.