يبدو أن فوز الزمالك على الرجاء قد خدع العديد من مشجعي الزمالك من المتعصبين أو غير المتابعين إطلاقا لأحوال كرة القدم الخارجية ، والذين أخذوا يقارنون بين الرجاء الذي فاز عليه الزمالك والرجاء الذي تعادل معه الأهلي ، ولكني أقول لهؤلاء إن الفارق كبير جدا. وحتى لا يتهمني الجمهور "كالعادة" بأنني منحاز للأهلي وضد الزمالك على طول الخط ، فسأتحدث اليوم بالحقائق وبالارقام التي لا تكذب ولا تتجمل أبدا ، لعل القراء يقتنعوا بكلامي ولا يغتروا بالفوز "الوهمي" الذي تحقق على الرجاء. إذا تكلمنا من ناحية القيادة الفنية للرجاء ، فالرجاء عندما التقي بالأهلي كان يقوده مدرب كفء وله خبرة تدريبية طويلة وهو الروماني مولدوفان ، ولكن رجاء "الآن" كان يقوده مدرب صغير السن يدعى جمال السلامي الذي عندما رأيته على خط التماس لأول وهلة ظننته أحد لاعبي الرجاء الشباب الذي يقوم بالتسخين للنزول الي أرض الملعب ، ولكني فوجئت بعد ذلك بأنه المدير الفني للرجاء ، والذي أعتقد ان عمره لا يتعدى بكل المقاييس عمر حسام حسن لاعب المصري. ولمن لا يعرف معلومات عن السلامي ، فهو ليس مديرا فنيا في الأساس ، ولكنه مساعد مدرب تولى منصب المدير الفني بصفة مؤقتة فقط لحين تعاقد الرجاء مع مدير فني "حقيقي" ، وإذا قال البعض إن مولدوفان لم يكن مدربا رائعا ، فإنه في كل الأحوال مدير فني مخضرم ولا يمكن مقارنته بالسلامي الذي ما زال يحبو في عالم التدريب. أما إذا نظرنا الى لاعبي الرجاء فسنجد مفاجآت كثيرة للغاية ، فأولا الرجاء استغنى عن مهاجمه الأول هشام بو شروان الذي انضم الى صفوف فريق ليل الفرنسي ، وبعد الاستغناء عن بو شروان تعاقد الرجاء مع المهاجم المغربي الخطير بوشعيب لمباركي من نادي الوكرة القطري ، وبالفعل نجح بوشعيب في إعادة الخطورة لخط هجوم الرجاء في مباريات الدوري المغربي ، حيث سجل هدفين ، ولكن ظروف القيد في البطولة العربية منعته من المشاركة مع فريقه في البطولة ، لأن التعاقد معه جاء بعد انتهاء فترة التسجيل. وإذا انتقلنا الى خط وسط الرجاء سنجد أن حميد ناطر صانع ألعاب الفريق انتقل منذ أسابيع قليلة الى صفوف الاتفاق السعودي ، تاركا ثغرة كبيرة في وسط الفريق ، بينما غاب نجم الفريق وعقله المفكر نبيل مسلوب بسبب إيقافه لطرده في المباراة السابقة أمام الوحدة السوري.
"أي أن هناك سبعة عناصر أساسية ومميزة من فريق الرجاء لم تشارك مع الفريق في مباراة الأمس لظروف مختلفة وتركت آثارا سلبية كبيرة على أداء الفريق". ولو نظرنا الى خط دفاع الرجاء سنجد ان قائد الفريق المخضرم عبد اللطيف جريندو غاب أيضا بعد انتقاله ايضا الى الاتفاق السعودي بصحبة حميد ناطر ، كما غاب المساك المميز أمين الرباطي بعد انتقاله الى صفوف قطر القطري ، كما لم يشارك المدافع الرائع رضوان الحيمر والذي لا أعرف تحديدا سبب غيابه ، وهل ترك الفريق أم كان مصابا؟ أي أن هناك سبعة عناصر اساسية ومميزة من فريق الرجاء لم تشارك مع الفريق في مباراة الأمس لظروف مختلفة وتركت آثارا سلبية كبيرة على أداء الفريق ، ولم يكن في الرجاء أمس أي لاعب معروف سوى الثنائي مروان زمامة وهشام مصباح ، بالاضافة الى ان الفريق خاض المباراة بدون مدير فني حقيقي ، كما سبق الذكر. أما اذا تحدثنا عن نتائج الرجاء في الفترة السابقة تحديدا وبعد رحيل مجموعة من أفضل لاعبيه ، فسنجدها نتائج سيئة للغاية ، ففي دور ال 32 لدوري أبطال العرب التقى مع فريق الوحدة السوري المتواضع وتعادل معه 1-1 في سوريا ثم فاز 1-0 "بالعافية" في لقاء العودة بالمغرب ، وبالطبع الكل يعلم بمدى تواضع الكرة السورية خاصة اذا ما علمنا ان الفريق السوري الآخر الذي شارك في البطولة العربية خسر من القادسية الكويتي بمجموع المباراتين 11-2 (5-0 ذهابا و6-2 ايابا)! وفي دوري أبطال أفريقيا كان الرجاء قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دور الثمانية لولا خدمة العمر التي قدمها له الاهلي بالفوز على إنيمبا "مرتين" ، وبعد التأهل لقبل النهائي خسر الرجاء من النجم الساحلي مرتين "رايح جاي" ، اي أن هزيمته على أرضه أمر وارد وسهل. وطالما تحدثنا عن نتائج الرجاء على ملعبه ، فيكفي أن نعلم ان الرجاء هذا الموسم خاض أربع مباريات في الدوري المغربي على ملعبه تعادل فيها جميعا ولم يحقق أي فوز على ملعبه هذا الموسم ، وتراجع الرجاء الى المركز الخامس في الدوري المغربي بعد مرور سبعة أسابيع من عمر المسابقة وبفارق خمس نقاط كاملة عن الوداد المتصدر ، علما بأن الوداد يملك مباراة مؤجلة! أعتقد أنه بعد الحديث عن أحوال الرجاء ونتائجه بالعقل والمنطق وبالارقام ، فإننا يجب أن نقتنع بأن الفوز الذي حققه الزمالك لا يجب ان يخدعنا ولا يجب أن نعطيه أكبر من حجمه ، خاصة إذا نظرنا الى سير المباراة نفسها والتي تسيدها الرجاء بالكامل وأضاع فيها فرصتين محققتين في الشوط الأول كانا من الممكن أن يغيرا من سير المباراة ، حيث ضاعت الأولى بسبب رعونة مها