أخيرا رسم فريق الزمالك البسمة على شفاه جماهيره الحزينة منذ فترة طويلة ، بعد فوزه على أسيك الإيفواري وإعلان تأهله رسميا الى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأفريقي. وقد تأهل الزمالك رسميا مع النجم الساحلي ، وستكون مباراتهما القادمة لتحديد بطل المجموعة ، وقد ضمن النجم التأهل حتى في حالة فوز الترجي على أسيك ، حيث أن نتيجة مبارتيهما معا تصب في مصلحة النجم. ولا شك أن جمهور الزمالك عاش عاما حزينا العام الماضي ، وتحديدا منذ نهاية موسم 2003-2004 والذي توج فيه ببطولة الدوري وأنهى مشواره في البطولة بتحقيق فوزا رائعا على الأهلي ، إلا أنه من وقتها لم يحقق أي بطولة ولا حتى أي إنجاز شرفي لإسعاد جماهيره ، حيث خسر مباراة السوبر أمام المقاولون العرب ، ثم قبع في المركز السادس في الدوري ، ولقي هزيمتين متتاليتين "ثقيلتين" من الأهلي في البطولة ، وودع بطولة كأس مصر مبكرا من دور الثمانية أمام المصري ، وودع دوري أبطال العرب مبكرا من دور الستة عشر من دوري المجموعات. تأهل الزمالك إلى قبل نهائي دوري الأبطال الأفريقي يعد إنجازا حقيقيا للفريق في ظل مستواه الفني المتواضع في الوقت الحالي ، وفي ظل حالة التخبط الرهيبة التي تسود الفريق من الناحية الإدارية والفنية ، وليس مطلوبا على الإطلاق من هذا الفريق أن يتوج بلقب البطولة هذا الموسم ، ويكفيه فخرا التأهل لقبل النهائي ، مثلما هو الحال بالنسبة للمقاولون العرب الذي ليس مطالب بتحقيق كأس الكونفيدرالية ويكفيه فخرا التأهل لدور الثمانية. تأهل الزمالك - وإن جاء على عكس توقعاتي السابقة - فإنه لم يحزنني على الإطلاق كما قد يعتقد البعض ، فأنا أولا وأخيرا مصري الجنسية ، ويسعدني تأهل الزمالك مثلما أسعدني تأهل الأهلي تماما ، وحتى لو كنت أهلاويا ، كما يعتقد البعض ، فسيسعدني أيضا تأهل الزمالك لأن مواجهة الزمالك أسهل من مواجهة الترجي أو أسيك. فاروق جعفر لم يقدم الجديد في مباراة أسيك ، فالتشكيل ما زال كما هو ، والخطة ما زالت كما هي ، وأداء الزمالك السيء ما زال كما هو ، بل وارتكب جعفر نفس الأخطاء التي كان يرتكبها بوكير ، وهي الأخطاء التي قال رئيس النادي أنه إقالة بسببها مثل عدم الاستفادة باللاعبين الجدد في التشكيلة الرئيسية أمثال جونيور وإديسون وعادل فتحي ، وأشرك لاعبين في غير مراكزهم أمثال إينو الذي لعب كمدافع أيمن.
"تأهل الزمالك إلى قبل نهائي دوري الأبطال الأفريقي يعد إنجازا حقيقيا للفريق في ظل مستواه الفني المتواضع في الوقت الحالي ، وفي ظل حالة التخبط الرهيبة التي تسود الفريق من الناحية الإدارية والفنية". الزمالك قدم واحدة من أسوأ مبارياته في الفترة الأخيرة ، وربما هي الأسوأ على الإطلاق ، ولكن الحظ وقف بجانبه وحقق الفوز بناء على دعوات الملايين من جماهير الزمالك. فوز الزمالك لا يجب أن يحسب لجعفر على الإطلاق ، لأن الأمور لا تقاس من مباراة واحدة ، ولو كانت كذلك لكان بوكير هو أفضل مدرب في العالم بعد قيادته للزمالك للفوز على الترجي في تونس ، ولكن الحكم على جعفر لا يجب أن يكون قبل خمس أو ست مباريات قادمة ، وتحديدا سيكون الحكم الكامل عليه عندما يواجه الأهلي في بطولة أفريقيا ، ونتمنى أن يقود الزمالك لتقديم مباراة طيبة وألا يقوده إلى الانسحاب بعد ثلاث دقائق فقط مثلما حدث قبل ذلك! كنت قد ذكرت في المقالة السابقة أن فوز الزمالك على الترجي جاء لضعف مستوى الترجي وليس العكس ، وقلت إنه يجب على لاعبي الزمالك ألا يصابوا بالغرور بعد هذا الفوز ، ولكن للأسف ، حدث ما توقعته تماما وتعادل الفريق بعدها مع الاتحاد السكندري ليفقد نقطتين ثمينتين في بداية مشواره في الدوري ، لتتم إقالة بوكير ويفيق اللاعبون مرة أخرى ، ولينجحوا في الفوز على أسيك. لذلك أكرر مرة أخرى أن تأهل الزمالك للدور قبل النهائي للبطولة جاء لضعف المنافسين وليس لقوة الزمالك ، فالترجي مثلا لم يحقق أي فوز في المجموعة طوال خمس مباريات متتالية ، ولم يحقق أي فوز في الدوري التونسي ، حيث خاض مباراتين خسر واحدة وتعادل في الأخرى ، والنجم الساحلي أيضا مستواه متواضع للغاية حيث فاز في مباراة واحدة فقط بملعبه على أسيك وخسر الأسبوع الماضي في الدوري التونسي من فريق متواضع ، وحتى أسيك فإنه فريق يمتلك لياقة بدنية ، ولكن مستواه الفني غير جيد. الزمالك عليه أن يعيد حساباته مرة أخرى قبل مباراتي الدور قبل النهائي ، وأكرر مرة أخرى أيضا أنه يجب على الزمالك ألا يخسر أمام النجم الساحلي في المباراة القادمة حتى يضمن صدارة المجموعة ويبتعد عن مواجهة الأهلي الذي ضمن صدارة مجموعته لأن المواجهة بينما ستكون في صالح الأهلي بلا شك. إذا انتقلنا إلى الأهلي فيجب علينا في البداية أن نهنيء الفريق بإعلان تأهله كأول مجموعته ، ليصبح لقاؤه المتبقي أمام إنيمبا النيجيري مجرد تحصيل حاصل ، وحسنا فعل جوزيه بإراحة لاعبيه المجهدين في الفترة السابقة مثلما أراح بركات في لقاء الكروم وأراح شوقي وابو تريكه في لقاء الرجاء ، ويجب عليه أن يكم