من المؤكد أن الزمالك حقق رقما قياسيا جديدا عندما أعلن تعيين محمد صلاح مديرا فنيا لفريق الكرة خلفا للألماني بوكير المقال ، ثم عاد وأعلن تعيين فاروق جعفر مديرا فنيا بدلا من صلاح بعد أن تولى تدريب الفريق لمران واحد ، وقبل مرور حتى 48 ساعة على توليه المسئولية ، ليعد بذلك أقصر مدة تولى فيها مدرب تدريب فريق ربما في العالم ، لكن السؤال هو : هل هذه هي نهاية الأحداث الساخنة في ميت عقبة؟؟ فمن الواضح أن الزمالك يعيش فترة غير مسبوقة في تاريخه من شجارات قيادية إلى صراعات قضائية إلى تغييرات فنية ، وأثر ذلك بصورة رئيسية على فريق الكرة ونتائجه في الفترة الأخيرة التي تدهورت حالته في الآونة الأخيرة لدرجة أنه تعادل في القاهرة مع الاتحاد السكندري الذي خسر من "طوب" الأرض في المباريات الاستعدادية للدوري ، بل وكان الاتحاد الأقرب والأكثر أحقية بتحقيق الفوز. لكن هذا كله لم يكن يعني أن تتم إقالة بوكير من منصبه لمجرد أن الفريق تعادل في أول مباراة له في الدوري ، ولكن المؤكد أن الوضع كان أكثر سوءا بكثير مما بدا عليه أمام الجماهير حتى يتخذ هذا القرار الذي أعتبره قضى على معظم آمال الفريق في المنافسة على أي بطولة هذا الموسم ، ليس لأن بوكير صاحب إمكانات كبيرة كمدرب ، ولكن لأنها عصفت باستقرار الفريق وبات الوضع دائما تحت صفيح ساخن. فبوكير صاحب تاريخ معلوم في مصر ، والكل يعرف أنه قاد الاتحاد السكندري من قبل لاحتلال المركز الرابع في الدوري ، وأنه قاد الاسماعيلي إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا ودوري أبطال العرب ، ولذلك فإن المجيء به من الكويت إلى مصر مرة أخرى لتولي تدريب الزمالك لم يكن بالمخاطرة التي تستوجب إقالته مع أول نتيجة سلبية خوفا من مخاطر بقائه ، بل أنه الفريق لم يخسر على يديه حتى أقيل! أيضا أسباب رحيله لم تكن منطقية ، فلا ثورته لأتفه الأسباب ولا استخدامه ألفاظا غير لائقة مع لاعبيه حججا لإقالة مدرب كل شيء معروف عنه لرجل الشارع العادي وليس لإدارة ناد بحجم الزمالك ، لذا فإن الأرجح هو أن هناك العديد من الأيادي لعبت في الخفاء من أجل التعجيل بإقالة المدرب الألماني المغلوب على أمره .. والقاعدة القديمة تقول فتش عن أكثر المستفيدين! وكان على إدارة الزمالك ألا تقع في نفس الخطأ التي وقعت فيه سابقتها الموسم الماضي ، عندما أتت بمدرب صاحب تاريخ معروف في مصر وهو كابرال ، ثم إنهاء عقده بتلك الصورة المهينة له رغم أنه سبق له قيادة الزمالك لأغلى لقب في تاريخه بعدما خطفه من الأهلي في الأسبوع الأخير ، وهاهي ذات الأخطاء تتكرر رغم تغير الأشخاص .. والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هي العوامل المتكررة في الحالتين؟
"فهل يعقل أن يصل الأمر إلى أنني لا يمكنني أن أجزم بأن جعفر هو المدير الفني للزمالك حاليا ، في ظل القيل والقال وتأكيد هذا ونفي ذاك؟!" ما حدث قد حدث ، أقيل بوكير "واللي كان كان" ، وجاء محمد صلاح واستبشرت جماهير الفريق خيرا بأن الفريق يمكنه الحياة في هدوء ، واستقبلت مدربها الجديد أحسن استقبال ، بل وبالفعل بدأ صلاح في اتخاذ صلاحيات المدير الفني فألغى مران ، وجهز نفسه لدراسة أسيك الذي سيواجه الزمالك الأسبوع المقبل في مباراة مصيرية للأخير ، فإذ بجعفر يخرج على الجميع في أحد البرامج الرياضية بالقناة الثالثة معلنا أنه المدير الفني الجديد ، مفاجئا الجماهير وصلاح ومسئولي أسمنت السويس والزمالك على حد سواء! فهل يعقل أن يصل الأمر إلى أنني لا يمكنني أن أجزم بأن جعفر هو المدير الفني للزمالك حاليا ، في ظل القيل والقال وتأكيد هذا ونفي ذاك؟! إن هذا القرار في رأيي حطم الكثير من الآمال التي انعقدت على الفريق لتعويض ما حدث الموسم الماضي وتراجعه بشكل غير مسبوق في تاريخه ، ولا أعتقد أن وجود جعفر على رأس الجهاز الفني سيكون سببا في إعادة الزمالك إلى الطريق الصحيح ، بل على العكس تماما ، والقرائن والشواهد التي تؤكد ذلك أكثر من أن يتحملها المقال. فهل يخفى على أحد أن جعفر لم يكمل موسما كاملا مع أي من الأندية التي تولى تدريبها؟ بل أن جعفر تولى تدريب الاسماعيلي في الموسم التالي لتتوجيه التاريخي بدوري 2001 ، ولم يبق مع الفريق سوى مباراتين وديتين في السعودية ومباراة رسمية في مصر ، رحل بعدها إلى السعودية مع أول عرض تلقاه لتدريب نادي الرياض ، قبل أن يقال من منصبه بعدما ساءت نتائج الفريق وكاد يهبط إلى القسم الثاني. وهل نسي الجميع ما فعله فاروق جعفر عام 1999 عندما انسحب أمام الأهلي بعد خمس دقائق فقط من بداية المباراة في صورة أهانت للكرة المصرية قبل أن تكن مهينة لأي شيء آخر؟ وهل يضمن أحد ألا يكرر جعفر هروبه مع أول مأزق يواجه الزمالك؟ كان من الأفضل أن يبقى بوكير حتى نهاية الموسم ، فالاستقرار أهم عامل من عوامل الفوز بالبطولات ، ولا يكفي أن يضم الفريق نجوما أو مدربا لامعا بقدر أن يتوفر له الاستقرار اللازم. وحتى عندما رحل بوكير كان الأفضل أن يتم تعيين مديرا فنيا