أن تكون أساسيا ليس شرطا لكتابة التاريخ وصناعة الفارق، وأن تكون بديلا لا يقلل من قيمة دورك داخل الفريق. قليلون هم في عالم كرة القدم من يؤمنون بتلك العبارة ومحمود جنش حارس الزمالك أثبت أنه من هؤلاء، ليكون جديرا بثقة مدربه جوزفالدو فيريرا في حراسة عرين الزمالك أمام الأهلي في نهائي كأس مصر. يعتبر مركز حراسة المرمى هو المركز الأكثر حساسية داخل الفريق وصاحب هذا المركز دائما هو الأقل حظا في المشاركة بالنظر لأن الفريق لا يلعب سوى بحارس واحد وأن التدوير في هذا المركز ليس مفضلا. بعض حراس المرمى حول العالم آمنوا بدورهم كبدلاء لحراس لا يمكن جلوسهم على الدكة نظرا لمستواهم الثابت دائما، لكنهم كانوا دائما عند حسن ظن جمهورهم وقت حضورهم على أرض الملعب. محمود جنش ورغم أنه الأقدم بين حراس الزمالك الحاليين، فقد آمن أن المشاركة بشكل أساسي في الزمالك على حساب أحمد الشناوي أمرا مستحيلا بالنظر إلى أن الأخير هو حارس منتخب مصر الأساسي، ولكنه لم يقرر الرحيل رغم خروجه من الحسبان، بل قرر البقاء وكتابة التاريخ لأنه لا يقل عن الحارس الأساسي. جنش شارك في مباريات الكأس بشكل أساسي في ظل إصابة الشناوي في باديء الأمر، وعندما أظهر مستوى رائعا كلله بتصديه لركلات الترجيح في مباراة الاتحاد السكندري، قرر فيريرا الاعتماد عليه في نصف النهائي أمام سموحة ليصعد بالفريق مرة أخرى بنفس الطريقة ومرة أخرى قرر فيريرا مكافأته بخوض مباراة القمة أمام الأهلي في النهائي. ماركو ستوراري بنفس طريقة جنش كان ماركو ستوراري. الحارس صاحب ال38 عاما لم يلتفت لكبر سنه وأنه يجب أن يكون أساسيا وذلك لعلمه أن الجلوس بديلا لجيانلويجي بوفون في يوفنتوس أعظم من اللعب كأساسي في فريق أخر في الدوري الإيطالي. ستوراري عوض غياب بوفون المصاب خلال السنوات السيئة ليوفنتوس قبل أنطونيو كونتي ونجح في مهمته، وعندما عاد "جيجي" لحراسة العرين كان ستوراري هو الأساسي دائما في مباريات الكأس والتي نجح في حملها أخيرا بالموسم الماضي على حساب لاتسيو ضمن ثنائية البيانكونيري التاريخية. كرول في كأس العالم الأخير بالبرازيل عام 2014 كان حارس أياكس، جاسبر سيليسين، هو الأساسي لمنتخب هولندا، ولأن الحارس الطويل لا يجيد التعامل مع ركلات الجزاء، فضل مدربه لويس فان خال الدفع بالحارس البديل تيم كرول حين احتكم لركلات الترجيح في مباراة كوستاريكا بالدور ربع النهائي، وبالفعل نجح الحارس البديل في خطف الأضواء وحسم التأهل لفريقه. أوبلاك بالتأكيد تعرفون يان أوبلاك حارس أتلتيكو مدريد الحالي والحارس الأغلى في تاريخ الدوري الإسباني. أوبلاك كان الحارس الاحتياطي لبنفيكا في الموسم قبل الماضي لصالح البرازيلي أرتور مورايش، ولم يكن يلعب سوى في مباريات الكأس. أرتور تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر ولم يعد أمام خورخي خيسوس مدرب النسور حينها سوى الاعتماد على أوبلاك. الحارس السلوفيني تعملق في حراسة عرين "دا لوش"، وقاد الفريق للتتويج ببطولات الدوري والكأس وكأس الرابطة، بالإضافة لخسارة نهائي الدوري الأوروبي أمام سيفيليا بركلات الترجيح.