تحد صعب أمام النجم المصري محمد صلاح مع فريقه فيورنتينا يوم الخميس ضد حامل اللقب سيفيليا في نصف نهائي الدوري الأوروبي. كيف يستطيع فينشينزو مونتيلا مدرب الفيولا الخروج منتصرا من هذه الموقعة؟ سيفيليا فريق قوي جدا ومواجهته على أرضية ميدانه معقدة للغاية، فدائما ما تعاني أمامه أعتى الفرق الإسبانية مثل برشلونة وريال مدريد، فماذا على فيورنتينا فعله في هذه المواجهة حتى يقصيه من المسابقة؟ كيف يواجهه في لقاء الذهاب الذي سيقام على ملعب رامون سانشيز بيزخوان؟ فيورنتينا عليه استغلال خوضه للقاء الذهاب خارج ملعبه، الأمر الذي سيجبر سيفيليا على الهجوم منذ البداية لاختراق دفاعه بحثا عن التسجيل. هذا سيتيح للفيولا استغلال نقطة الضعف الأبرز الموجودة عند سيفيليا، ألا وهي سوء تعامل مدافعيه مع الهجمات المرتدة. إلى جانب عدم إجادة الفريق تنفيذ مصيدة التسلل، وارتكاب لاعبوه دائما أخطاء بالقرب من مرماهم. مونتيلا عليه استغلال ذلك بخوض المباراة مستقبلا اللعب، ليس باحثا عن الاستحواذ والسيطرة على الملعب كما هي عادته في كل المباريات تقريبا، عليه التحلي بالطريقة الإيطالية الدفاعية البحتة من أجل عبور الفريق الأندلسي. عليه ترك الاستحواذ لأصحاب الأرض والتراجع بلاعبيه لوسط ملعبهم، ومحاولة شن الهجمات المرتدة بين الحين والآخر عندما يقطع لاعبوه الكرة معتمدا على سرعة ومهارة الثنائي محمد صلاح وخواكين سانشيز. فيورنتينا لديه نفس المشكلة الدفاعية الرئيسية التي يعاني منها سيفيليا، سوء التعامل مع المرتدات، والتي جعلته يدفع الثمن غاليا في العديد من المباريات كان من المفترض أن يبدأها مدافعا أبرزها لقاء يوفنتوس في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا والذي حرمه من الوصول للنهائي، وعلى الجانب الآخر سيفيليا أفضل منه على صعيد الفاعلية الهجومية. بالأرقام الفريق الأندلسي يلعب كرة هجومية مثله مثل فيورنتينا، لكنه أكثر فاعلية من ناحية التسجيل من أقل عدد ممكن من الفرص (يسجل بالدوري الأوروبي في المتوسط هدفين في كل مباراة من 12 تسديدة مقابل هدفين للفيولا من 17 تسديدة)، متوسط استحواذه على الكرة أقل من الفيولا (47% مقابل 55%). لذا، على فيورنتينا استغلال نقاط ضعف سيفيليا وعدم البحث عن الاستحواذ في نصف ملعب الأخير (كما هي طريقة لعبه دائما أمام خصومه) لأن النادي الإسباني أفضل منه في الجانب الهجومي وفي هز الشباك عن طريق المرتدات. ستة أهداف من ال21 التي سجلها سيفيليا في مسابقة الدوري الأوروبي هذا الموسم جاءت من هجمات مرتدة، بينما لم يسجل فيورنتينا سوى مرتين فقط بهذه الطريقة. سيفيليا يجيد الاختراق من الجانبين ويعتمد كثيرا على الكرات البينية والكرات الطولية خلف مدافعي الخصم، وهذا يتطلب من فيورنتينا تضييق المساحات وأن يمنع وسط ملعبه لاعبو سيفيليا من التمرير الطولي وهم قادرين على ذلك لأن فريقهم أفضل من الإسبان على صعيد التفوق في الثنائيات (62% مقابل 52 %). الجبهة اليسرى بنوا تريموليناس الظهير الأيسر ومن أمامه زميله فيتولو يشكلان جبهة يسرى قوية جدا لسيفيليا، فهما الأكثر صناعة للأهداف من بين كل لاعبي الفريق، 3 أهداف صنعها كل لاعب في المسابقة الأوروبية. هذه الجبهة سيقابلها الجبهة الأضعف في فيورنتينا التي يتواجد فيها الظهير الأيمن نيناد توموفيتش ومن أمامه ماتياس فيرنانديز، والتي سيحتاج فيها الثنائي الأخير لمساندة أحد لاعبي الوسط ديفيد بيتزارو أو بورخا فاليرو، من أجل التصدي لزحف سيفيليا من الناحية اليسرى. 4-4-2 ودور صلاح كما ذكرنا من قبل، مونتيلا سلاحه الأقوى في هذه المواجهة هو الهجوم المرتد، والأقدر على فعل ذلك هو الصاروخ المصري صلاح، أسرع لاعبي الفيولا. ومن أجل إعطاء الحرية لصلاح للانطلاق بالكرة نحو مرمى الحارس بيتو، عليه عدم التقيد بالمهام الدفاعية، وبالتالي تغيير مونتيلا طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 4-4-2 مع عودة سانشيز كلاعب وسط رابع في الحالة الدفاعية. الوقوف أمام الجبهة اليسرى لسيفيليا سيتطلب لاعب إضافي في وسط الملعب، ومع ميل بيتزارو لليمين بجوار مواطنه التشيلي فيرنانديز لصد هذه الجبهة، لابد من وجود لاعب رابع في وسط الملعب بجوار بورخا فاليرو في ظل عدم عودة صلاح وماريو جوميز للأداء الدفاعي، هذا اللاعب هو سانشيز. تسجيل فيورنتينا هدفا على الأقل خارج ملعبه أمر مهم جدا للتأهل للمباراة النهائية، لأن ذلك سيسهل عليه كثيرا لقاء الإياب أيا كانت نتيجة الذهاب. ونظرا لضعف تعامل مدافعي سيفيليا مع المرتدات، فإن أكثر لاعب يستطيع إنجاز هذه المهمة هو صلاح. الأرقام تثبت ذلك. صلاح هو أكثر لاعبي الفريقين تسديدا على المرمى في المباراة الواحدة (2.8)، هو اللاعب الأسرع في الفيولا، هو أكثر لاعب يحاول المراوغة من بين لاعبي الفريقين (3.5 في المباراة الواحدة) وبعده مباشرة سانشيز (3 مراوغات للمباراة الواحدة). على صلاح استغلال المساحات الكبيرة التي ستظهر في دفاع سيفيليا عند اندفاع لاعبوه للهجوم، وسرعة الانطلاق في ظهر المدافعين عند تلقيه الكرات البينية أو الطويلة من الثنائي فاليرو وبيتزارو. هذا الثنائي يتميز بالرؤية الجيدة للملعب، دقة التمرير، صناعة العديد من الفرص، وبالأخص فاليرو الذي صنع 46 فرصة للفيولا في الدوري كأكثر لاعبي الفريق. بينما بيتزارو يجيد لعب الكرات الطويلة العالية والتي يقوم بها 13 مرة في كل مباراة كمتوسط. اندفاع الظهير الأيسر لسيفيليا تريموليناس سيعطي الفرصة لصلاح للعب في مركزه المفضل، الجناح الأيمن. وجوده في تلك الجبهة سيجبر الأول على الحذر في تقدمه لنصف ملعب الفيولا. تريموليناس قوي هجوميا، ولكنه ضعيف دفاعيا، سيء في الثنائيات، تدخلاته الدفاعية غير متقنة، لا يجيد استخلاص الكرة، فقط إبعاد الكرة عن مناطق دفاعاته هي النقطة الأبرز له على الصعيد الدفاعي (3.4 كمتوسط في المباراة الواحدة بالدوري الأوروبي). الكرات الثابتة وشراسة سيفيليا الركلات الحرة والركنية سيكون لها دور كبير في حسم هذه المباراة لأن الفريقين يجيدان التسجيل منها، وبالأخص سيفيليا الذي سجل 7 مرات مقابل 3 للفيولا. لكن، لاعبو سيفيليا أدائهم يميل للعنف في كثير من الأحيان، يرتكبون العديد من الأخطاء، يحصلون على الكثير من البطاقات (29 إنذار في البطولة حتى الآن مقابل 24 للفيولا). يستطيع فيورنتينا استغلال ذلك العيب بإجبار لاعبو سيفيليا على ارتكاب الأخطاء مستغلا المساحات الكبيرة في وسط ملعب الأخير، وتحويل هذه الأخطاء لفرص خطيرة على مرماه مستغلا طول القامة والتميز في الكرات العالية لدى الثلاثي الدفاعي جونزالو رودريجيز، خوزيه باسانتا وستيفان سافيتش. الأخير وجونزالو على الأرجح سيشاركان منذ البداية.