يرى معظم النقاد والخبراء ، بل والجمهور أيضا في مصر أن فرصة مصر في التأهل لكأس العالم قائمة وممكنة ، ولكني شخصيا أختلف معهم تماما وأؤكد أن تأهل مصر لكأس العالم 2006 هو أمرا مستحيلا وبعيد المنال تماما.. كتابتي لهذا المقال ليس نوعا من التشاؤم أو "تكسير المجاديف" ، لكنه بمثابة جرس انذار أطلقه للمسئولين عن الكرة المصرية بصفة خاصة وللجماهير بصفة عامة حتى لا يحدث لهم صدمة وخيبة أمل مثل التي حدثت لهم عقب صفر المونديال الشهير ، وكنت ايضا من أوائل الناس اللذين توقعوا فضيحة صفر المونديال وقتها قبل أن تحدث. رأيي الشخصي بعدم إمكانية تأهل مصر للمونديال نابع من اقتناع شخصي أن مصر أضاعت العديد من النقاط السهلة وصلت الى ثمان نقاط كاملة من الهزيمتين أمام كوت ديفوار وليبيا والتعادل مع بنين ولا يمكن مطلقا تعويضها حاليا ، ومنه لله تارديللي اللي كان السبب ، ومنه لله عصام عبد المنعم الذي أحضر تارديللي ، فمصر لو بدات المشوار مع مدرب محترم وفاهم مثل حسن شحاتة كان من الممكن وبسهولة أن تحصد هذه النقاط الثمانية كاملة وكان من الممكن أن يكون رصيدنا حاليا 21 نقطة بدلا من 13 ، وبالتالي كان من الممكن أن نتأهل حتى في حالة هزيمتنا من كوت ديفوار والكاميرون. أعلم ان البعض سوف يرد علي قائلا أن مصر لو فازت في جميع مبارياتها الثلاثة المتبقية ستتأهل مباشرة فلماذا أقول أن التأهل مستحيل؟ ولهؤلاء أقول اننى أعلم ذلك تماما ولكن المستحيل الذي أقصده أن تفوز مصر بجميع مبارياتها المتبقية وبالتالي فإن تأهلها لكأس العالم سيصبح مستحيلا أيضا ، فمثلا ونحن في الوقت الحالي وقبل بداية الدوري نستطيع أن نقول أن الكروم بامكانه أن يتوج بطلا للدوري في الموسم المقبل وذلك في حالة فوزه بجميع مبارياته ، ولكن هل يستطيع الكروم بالفعل الفوز في جميع مبارياته؟ من يجب على هذا السؤال يعرف تماما إجابة سؤال المنتخب المصري.
"كتابتي لهذا المقال ليس نوعا من التشاؤم أو "تكسير المجاديف" ، لكنه بمثابة جرس انذار أطلقه للمسئولين عن الكرة المصرية بصفة خاصة وللجماهير بصفة عامة حتى لا يحدث لهم صدمة وخيبة أمل مثل التي حدثت لهم عقب صفر المونديال الشهير" فمنتخبا كوت ديفوار والكاميرون من المنتخبات القوية جدا حاليا في القارة الأفريقية ، ويمتلكان لاعبين محترفين على أعلى مستوى من المهارة واللياقة والخبرة ، ومن الصعب بل ومن المستحيل أن نحقق الفوز على كلاهما على أرضه وفي عقر داره ، ولنكن منطقيين فانه اذا سارت الأمور طبيعية فإن منتخب مصر سيتلقى هزيمتين في كلتا المباراتين وبالتالي لن يحصد أي نقطة منهما ، هذا هو الطبيعي ، وربما ينجح منتخب مصر في الحصول على نقطة واحدة وربما اثنتين ، وقد يحقق نجاحا رائعا بالحصول على أربعة ، ولكن أن يحصد النقاط الستة فهو أمر مستبعد تماما. أود أن أضيف أيضا أن انتصارات منتخب مصر في الفترة الأخيرة يجب ألا تكون خادعة للجماهير المصرية ، ورغم اقتناعي بامكانات حسن شحاتة الفنية الرائعة ، إلا أنه وحتى وقت كتابة هذه المقالة لم يحقق انتصارا واحدا يؤكد أنه مدرب قدير ومتمكن ، فانتصارين على ليبيا والسودان في القاهرة طبيعيين تماما وكان من الممكن تحقيقهما حتى في وجود الفاشل تارديللي ، اما الانتصارات الودية فلا يمكن أن تكون حكما حقيقيا على الفريق أو المدرب لأنها تكون مباريات تجريبية ، وليس أدل على ذلك فوز الأهلي على ريال مدريد الأسباني ثم روما الايطالي وديا وبالطبع لو التقى مع اي منهما رسميا فلن نستطيع وقتها حصر عدد الأهداف التي ستسكن شباك الأهلي ، ولذلك فان الاختبار الحقيقي لشحاتة ومنتخبه سيكون في مباراتي كوت ديفوار والكاميرون على التوالي. أخيرا فإن أكثر ما ضايقني وجعلني متيقن من عدم تأهل مصر الى المونديال هي حالة الثقة الزائدة التي انتابت الجمهور المصري من التأهل ، فرغم أن شحاتة عندما تولى مسئولية تدريب المنتخب أجمع الكل على انعدام فرصة التأهل لمصر وان مباريات التصفيات يجب ان تكون اعدادا لكأس الأمم الأفريقية ، الا انه بعد الانتصارين الخادعين على ليبيا ثم السودان بدا الجميع يشعر بأن التأهل بات قريبا وهو شعور خاطىء تماما ، وحينما يتملك الجهاز الفني واللاعبون هذا الشعور يسبب لهم اثارا نفسية سيئة وضغوطا عصبية تؤثر على مستواهم بالسلب وتؤدي الى نتائج عكسية ، بعكس ما يحدث عندما يؤدي الفريق بدون أي ضغط عصبي. ولعلي أذكر أحداث سابقة عندما فقدنا فرصة التأهل لكأس العالم في مباريات سهلة بسبب الضغط العصبي والثقة مثل عام 94 أمام زيمبابوي وعام 98 أمام ليبيريا وعام 2002 أمام ناميبيا ثم الجزائر ، بينما حدث العكس عندما حصلنا على كأس الأمم الأفريقية عام 98 عندما كنا غير مرشحين بالمرة وخضنا البطولة بأعصاب هادئة وبدون ضغط جماهيري ، وهذا ما حدث أيضا كثيرا عالميا مثلما توجت الدنمارك بكأس أمم أوروبا عام 92 واليونان بالكأس نفسها عام 2004. ملحوظة أخيرة : كنت كتبت مقالة سابقة بعنوان "غمض عنيك واحلم معايا" وحلمت فيها بتأهل مصر لكأس العالم ، وهذه المقالة ليست متناقضة مع المقالة السابق