بطل القصة: يورجن كلينسمان درجة شهرته عند المصريين: كان من أبطال التسعينات فقط. ما تعرفه عنه: قاد ألمانيا للفوز بمونديال 1990 ويورو 1996 ولعب مونديال 1998. ما قد لا تعرفه عنه: اعتزاله كان بمثابة عيد للحكام. "كتبت في شهر يونيو عام 1994 مقالا اسمه لماذا أكره يورجن كلينسمان، في أغسطس من العام ذاته كتبت مقالا أخرا اسمه لماذا أحب كلينسمان".. لم تكن كلمات أندرو أنتوني صحفي جارديان سوى وصف لجميع حالة الإنجليز مع المهاجم الألماني العبقري. سنبدأ من المنتصف.. يورجن كلينسمان عندما انتقل بشكل مفاجئ لتوتنام عام 1994 بعد 4 سنوات فقط من تتويجه بالمونديال كان واحدا من أكثر اللاعبين المكروهين في إنجلترا وذلك لأنه عرف خلال هذا الوقت بأنه ممثلا أو غطاسا.. يسقط كثيرا داخل منطقة الجزاء ليخدع الجميع ويحصل على ضربات الجزاء. اقرأ الحلقة السابقة عن جاسكوين الذي انتهت مسيرته ب32 كأس ويسكي. في إيطاليا عام 1990 سقط يورجن كلينسمان بعد عرقلة من بيدرو مونزون مدافع الأرجنتين الذي طرد بعدها وحصل المنتخب الألماني بها على ضربة جزاء توج بها بكأس العالم لينتقم من مارادونا ورفاقه، لكن مهلا.. هذه ضربة الجزاء تصنف على أنها واحدة من أسوأ الحوادث السيئة في تاريخ كرة القدم لأن كلينسمان ادعى السقوط. إدارة مباراة يلعب فيها كلينسمان بالنسبة لأي حكم كانت مهمة شاقة بسبب سقوطه المتكرر داخل منطقة الجزاء، وأحيانا لا يمكنك أن تتغاضى عن احتساب خطأ له وحتى إن كانت صحيحة سيشكك الجميع في أمرها لأنها احتسبت لكلينسمان.. الكثيرون من الحكام ربما احتفلوا بنبأ اعتزاله الكرة عام 1998.
طرد مونزون وحصول كلينسمان على ضربة جزاء مشكوك في صحتها بنهائي مونديال 1990 كلينسمان على الرغم من موهبته التهديفية وكونه واحدا من أهم المهاجمين الصريحين في تاريخ كرة القدم لكنه كان مشهورا بذلك وحوادثه كثيرة بعيدا عن نهائي المونديال، أمام الإمارات في نفس البطولة وكذلك الحادثة الشهيرة مع كوستاكورتا مدافع ميلان عندما كان الألماني مهاجما لموناكو الفرنسي. إذن كيف سيتعامل مع مدافعين من طينة فيني جونز الذي كان يخاف منه كانتونا نفسه؟ كلينسمان الذي جاء بسمعة سيئة ظهر لهم في المؤتمر الصحفي يرتدي بدلة الغطس ليسخر من تلك الأقاويل، ثم بدأ في سؤال الصحفيين عن أفضل مدرسة غطس موجودة في لندن.. كلينسمان تخلص من تركيز الصحافة الإنجليزية ليسجل 21 هدفا ويحصل على لقب أفضل لاعب بإنجلترا في الموسم الوحيد الذي قضاه هناك، كما حل ثانيا في البالون دور. البداية بدأ كلينسمان مشواره مع الكرة مع ناد للهواة اسمه تي بي جينجين، الموهبة تظهر منذ الصغر سجل 102 هدفا في موسم واحد منهم 16 في مباراة واحدة عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات فقط.. مسيرة هذا الطفل الموهوب كانت متوقفة على التدرب في مخبز العائلة بأمر من والده قبل أن يتجه لكرة القدم ويصبح محترفا. كلينسمان يقول "فعلتها من أجل لعب كرة القدم، والدي أمرني بالقيام بها قبل أن أتجه لشتوتجارت كيكرز".. بعد 4 سنوات وتحديدا عام 1984 انتقل يورجن لشتوتجارت اف في بي الفريق الأكبر في المدينة ليلعب بالدرجة الأولى لأول مرة. كلينسمان كان يعاني مع الركض، كان لا يستطيع التنفس بعد فترة قصيرة من التدرب والسبب عدم تنظيم مجهوده، شقيقه كان لاعب عشاري (ألعاب قوى) وهو من نبهه لخطورة هذا الأمر.. يورجن اضطر للتدرب بشكل إضافي دون علم مدربيه حتى يتغلب على هذا الأمر. تألق كلينسمان مع ناديه الجديد وسجل معه 80 هدفا خلال 4 سنوات، في موسم 1988 وصل شتوتجارت لأعلى مستوياته إذ وصلوا لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي لكنهم خسروا من نابولي بقيادة مارادونا، حصل كلينسمان على هداف الدوري وأفضل لاعب في ألمانيا كما سجل في بايرن ميونيخ أفضل هدف في مسيرته حسبما اختار.
كلينسمان قاد ألمانيا للفوز بيورو 1996 انتقل كلينسمان بعدها لإنتر ميلان وفاز معه بكأس الاتحاد الأوروبي ثم موناكو تحت قيادة أرسين فينجر ومنه إلى توتنام ثم بايرن وفاز معه بالدوري وكأس الاتحاد الأوروبي في موسمين منه إلى سامبدوريا الذي أعاره لتوتنام عام 1998. المسيرة الدولية كلينسمان واحد من أبرز اللاعبين في تاريخ منتخب ألمانياالغربيةوألمانيا الموحدة فيما بعد، قاد الماكينات للفوز بمونديال 1990 ولعب مونديال 1994 سجل فيه 5 أهداف أبرزها أمام كوريا الجنوبية ثم 3 أهداف في مونديال 1998. كما أنه أول لاعب يسجل في 3 بطولات أمم أوروبا أعوام 1988 و1992 و1996 التي حمل فيها كأس البطولة بعد أن قاد ألمانيا للفوز بالمسابقة التي احتضنتها إنجلترا. هو ثالث أكثر هدافي الماكينات بعد كلوزه وجيرد مولر، برصيد 47 هدفا سجلهم خلال 108 مباراة. رهان تاريخي من عاصروا التسعينات يعرفون جيدا الصراع بين كلينسمان ولوثر ماتيوس الذي امتد حتى بعد اعتزالهما.. فوجتس قرر منح كلينسمان شارة قيادة ألمانيا في يورو 1996 واستبعد ماتيوس وفازت الماكينات بالبطولة مما أثار غيرة المدافع التاريخي وأكثر من لعب لألمانيا. لكن القصة الأبرز كانت في الموسم الثاني لكلينسمان في بايرن عندما قرر زميله ماتيوس الدخول في رهان مع رئيس النادي على أن الأول لن يسجل أكثر من 15 هدفا على مبلغ كان يعادل 5 ألاف يورو حاليا وطبعا بدون علم يورجن.. الفائز كان بالطبع المهاجم الذي سجل بالضبط 15 هدفا. كلينسمان يقول عن تلك الحادثة "حزنت بالطبع من هذا الرهان عندما عرفت به لكننا أصدقاء الآن". - كلينسمان كان رجلا كلاسيكيا.. امتلك سيارة بورش لكنه ظل يقود "بيتل" موديل 1967 خلال التسعينات حتى أخبره الميكانيكي ذات يوم أنها لن تعمل مجددا.. هكذا كان في الملعب يورجن، لا يترك الهجمة إلا بعد نهايتها 100%.