بعيداً عما حدث في الأول من فبراير 2011.. لماذا وصلت العلاقة بين الأهلي والمصري لهذا الحد من العداء؟ كيف بدأ الصراع بين الفارس الأحمر وبين مدينة بورسعيد وكيف ازدادت حدته مع مرور الوقت، داخل الملعب قبل أن تكون خارجه؟ FilGoal.com يروي أسباب سخونة مباريات المصري والأهلي داخل الملعب قبل أن تنتقل للمدرجات. بداية الحكاية الحكاية طويلة وتعود لزمن بعيد.. ربما كانت كلمة البداية فيها قبل ما يقرب من 90 عاماً وتحديداً في عام 1926.. المصري يبلغ المباراة النهائية لكأس مصر للمرة الأولى في تاريخه ليصطدم بالأهلي وسط آمال بتحقيق أول لقب له في تاريخه.. لكن المباراة انتهت بفوز الأهلي بخمسة أهداف دون رد.. حسين حجازي ومحمود مختار التتش سجلا هدفين لكل منهما وأكمل ممدوح مختار الخماسية الحمراء. لكن بداية العداء والكراهية الحقيقية كانت في حقبة الأربعينيات.. نهائي كأس مصر أيضاً كان المسرح لكن بسيناريو درامي هذه المرة. العام هو 1945.. المباراة النهائية لكأس مصر شهدت تقدم المصري بهدفين عن طريق محمد جودة ومحمود الأداني.. وقبل ربع ساعة على النهاية انقطع البث الإذاعي للمباراة في وقت لم يكن فيه التليفزيون قد دخل مصر بعد.. الأفراح بدأت في بورسعيد باللقب انتظاراً لوصول أبطال الكأس من القاهرة.. ولكن لم تعرف الجماهير هناك إلا في وقت متأخر من الليل أن أحمد مكاوي سجل هدفين ثم أضاف حسين مدكور هدف ثالث ليخطف الأهلي اللقب في سيناريو عجيب. صفقات في العام التالي ازدادت الكراهية، بعد أن نجح الأهلي في ضم ثنائي المصري قلب الدفاع محمد توفيق أبو حباجة والظهير الأيسر حلمي أبو المعاطي إلى صفوفه، بعد أن تألق اللاعبان وقادا المصري للفوز بدرع منطقة القناة في الموسم ذاته.. ومع الأهلي واصل الثنائي الإبداع والتألق، حتى على حساب المصري نفسه. في عام 1947 كانت المباراة النهائية لكأس مصر تجمع الأهلي والمصري للمرة الثانية في ثلاث سنوات.. المصري تقدم بهدف حمدين الزامك وبدا أنه في طريقه للثأر من سيناريو 1945 الدرامي.. لكن الأهلي كرر الأمر بحذافيه، ليسجل فؤاد صدقي هدفين في وقت متأخر ويحرم المصري مرة أخرى من تحقيق اللقب.. وبمشاركة أبو حباجة وأبو المعاطي مع الأهلي في المباراة كانت المرارة أكبر في بورسعيد. مسابقة الدوري بدأت عام 1948، ومعها بدأت السيطرة الأهلاوية على اللقب لتسع مرات متتالية، أثارت المزيد من الحنق عند كل الفرق الأخرى، ومن بينها المصري.. لكن الصراع اتخذ منحنى آخر في عام 1955 حينما ضم الأهلي معشوق جماهير بورسعيد وقائد المصري السيد الضظوي إلى صفوفه. وكلما تألق الضظوي مع الأهلي كلما ازدا العداء بين الفريقين أكثر وأكثر، خاصة بعدما قال الضظوي مقولته الشهيرة "من لم يلعب في الأهلي فهو لم يلعب الكرة مطلقاً". حقبة الثمانينيات الأمور هدأت قليلاً، قبل أن تعود للاشتعال في الثمانينيات.. الفريقان التقيا مرة أخرى في نهائي كأس مصر 1983، يومها فاز الأهلي بهدف لخالد جاد الله دون مشاكل تذكر.. لكن نهائي العام التالي كان هو ما أشعل العداء مجدداً. 1984.. المصري يتقدم بهدف لحسام غويبة في الدقيقة 77.. الوقت يمر ويبدو أن المصري في طريقه للفوز بأول لقب في تاريخه أخيراً، حتى أن رئيسه سيد متولي وقف في المقصورة ليعدل من هندامه ويربط ربطة عنقه استعداداً لرفع الكأس. فجأة وقبل 30 ثانية على نهاية الوقت الأصلي ينطلق علاء ميهوب من وسط مدافعي المصري ليراوغ الحارس عادل عبد المنعم ويسكن الكرة الشباك.. هدف تعترض عليه جماهير بورسعيد بحجة التسلل حتى اليوم بالرغم من أن الإعادة تؤكد صحة موقف ميهوب.. في الوقت الإضافي سجل ميهوب هدفاً ثانياً وأضاف خالد جاد الله الثالث ليعيد الأهلي خطف الكأس من المصري بسيناريو الأربعينيات. المصري خسر الكأس للمرة السادسة في نهائي أمام الأهلي في 1989 حين فاز الأهلي بثلاثية أيمن شوقي وطاهر أبو زيد وحسام حسن.. ورغم أن عملية انتقال اللاعبين بين الفريقين كانت تمر في هدوء في هذه الحقبة من السبعينيات وحتى الألفية الثالثة (على سبيل المثال لا الحصر عادل عبد المنعم وجمال جودة ذهبا من الأهلي للمصري، ومحسن صالح جاء في الطريق العكسي، ثم جاءت صفقة تبادلية شملت أكوتي مانساه ونادر السيد وخالد بيبو)، إلا أن النار ظلت تحت الرماد بين الناديين.