تاهت الحقيقة في مسألة رحيل النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا عن فريق ريال مدريد الإسباني، وبدا تضارب الأقوال واضحا بين تصريحات اللاعب ووكيله، وبين الرئيس فلورنتينو بيريز، حيث حمل كل طرف الآخر مسئولية فض الشراكة. شعرت جماهير الريال بحزن شديد على رحيل نجم بقيمة دي ماريا، وتكهنت بأن بيريز هو المسؤول عن رحيله بعدما رفض ترضيته ماديا، وهو أمر اعتبروه مستحقا، خاصة بعد الدور الرئيسي الذي لعبه في تتويج الميرينجي باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا بعد طول انتظار. وجدد شعور الحسرة لدى أنصار الريال رؤية مستوى الوافد الكولومبي الجديد مقابل 80 مليون يورو خاميس رودريجز، فهو موهبة صاعدة دون شك، لكن لا تقارن إمكاناته بدي ماريا في الوقت الراهن، فضلا عن العزف المنفرد الذي قدمه أنخل في مباراة ألمانيا الودية، حين صنع ثلاثة أهداف وسجل آخر في ليلة الفوز 4-2 في معقل المانشافت. دي ماريا أكد تلك الشكوك في خطاب وداعه للجماهير، حيث ألمح الى مسؤولية بيريز وإدارته عن مغادرته الى مانشستر يونايتد الإنجليزي، مشددا على أنه كان يرغب بالبقاء وليس في نيته الرحيل، ولكن "عدم التقدير" هو الذي أجبره على حزم حقائبه الى إنجلترا. وأدان أغلى لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي حاليا اختلاق "أكاذيب" حول أسباب رحيله، واتهامه بالسعي وراء المال. واتجهت الأنظار الى بيريز للرد على تصريحات دي ماريا، فأدلى بدلوه خلال مؤتمر صحفي كشف خلاله عن أرباح النادي وتحدث عن كواليس صفقات البيع والشراء خلال الصيف. وأكد فلورنتينو أن ناديه لم يتمكن من تلبية التطلعات المالية لدي ماريا، رغم تقديم أفضل عرض و"أعلى سقف"، وهو ما رفضه اللاعب على حد قوله، مشيرا الى أنه أراد راتبا أعلى من راتب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
الكرة الذهبية؟ وشدد بيريز على أنه معتاد على الهجوم بسبب صفقات البيع والشراء التي تتم منذ بداية ترأسه للنادي، وضرب مثالا بالانتقادات التي تعرض لها بعد التعاقد مع الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان وأخيرا مع النجم الويلزي جاريث بيل، بينما يتم توصيف اللاعبين المغادرين بأنهم الأفضل دائما، لكنه أكد على أنه لا يمكن أن يسيء للاعب ترك الفريق. وكرد فعل على تلك التصريحات، عاد دي ماريا للتحدث مجددا لينفي ما قاله بيريز، ويؤكد أنه لم يطلب أبدا راتب رونالدو لأنه ببساطة لم يفز بالكرة الذهبية مثله. وأوضح دي ماريا أن علاقته ببيريز لم تكن قوية، وأن الرئيس لم يكن حاضرا في مراسم تجديد عقده، وكشف عن غضبه من تدخل النادي الإسباني لمنعه من المشاركة في المباراة النهائية لكأس العالم بالبرازيل امام ألمانيا، بعد أن أرسل خطاب ضغط للاتحاد الأرجنتيني. كما أكد وكيل دي ماريا،إوخينيو لوبيز، صحة ما قاله أيقونة منتخب راقصي التانجو، مبينا أنه لم يطلب أبدا ثمانية ملايين يورو كراتب سنوي، وأنه كان راضيا بالبقاء في مدريد بأقل مما عرضه مانشستر، لكن عدم التقدير المعنوي من قبل الإدارة كان سببا في انقطاع العلاقة. ومع غياب الحقيقة اتجه غالبية أنصار الفريق بطل أوروبا لدعم رواية دي ماريا، فيما استغل مشجعو الفريق الغريم برشلونة الفرصة للسخرية من تدليل بيريز المفرط لرونالدو على حساب دي ماريا. وضمن حديثه أثنى دي ماريا على علاقته برونالدو، وشكره على دعمه المستمر له، لكنه أظهر شكا في أنه سيستمر لفترة طويلة بقميص الريال، حين قال "لا أعرف الى متى سيتحمل البقاء في مدريد".